“خبير أحوال شخصية يكشف تفاصيل التعديل الجديد لقانون الطلاق في الكنيسة الأرثوذكسية: كل ما تحتاج معرفته!”

صرح الدكتور نجيب جبرائيل، رئيس الاتحاد المصري لحقوق الإنسان والخبير في قانون الأحوال الشخصية، بأن قانون الأحوال الشخصية الحالي للمسيحيين لم يعد يعكس الواقع. وأشار إلى أن تطبيقه في الكنيسة الأرثوذكسية يقتصر على حالتين فقط من حالات الطلاق: الزنا أو تغيير الدين، وهاتان الحالتان يصعب إثباتهما قانونيًا، مما يفاقم الأزمات الاجتماعية ويعقد حياة مئات الآلاف من الأسر.
في مقابلة مع الصحفي حمدي رزق في برنامج “نظرة” على بوابة البلد، أوضح جبرائيل أن حالات الطلاق بين المسيحيين، وفقًا لدراسات حديثة، تُمثل ما بين 20 و25% من إجمالي حالات الزواج. وأشار إلى أن الإحصاءات غير الرسمية تُقدر العدد الإجمالي بنحو 270 ألف حالة طلاق. كما يلجأ بعض الأزواج إلى حيل قانونية غير مشروعة للحصول على شهادات تغيير الدين، وبالتالي التهرب من صعوبات إجراءات الطلاق.
ذكر غابرييل ما يُسمى بـ”ماراثون الطلاق”، في إشارة إلى بروتوكول التعاون بين الكنيستين الأرثوذكسية والسريانية الأرثوذكسية. يتيح هذا البروتوكول للبعض تغيير دينهم، والحصول على حكم طلاق مدني، ثم التقدم بطلب إلى الكنيسة للحصول على رخصة زواج جديدة. وقال إن هذه العملية محفوفة بالتعقيدات.
وأشار إلى أن بعض الزوجات لا يستطعن إثبات الزنا أمام المحكمة، لكن بإمكان الكنيسة إصدار شهادة زواج جديدة إذا اقتنعت بالخيانة الزوجية. وأضاف أن ما يُسمى “الزنا بالتراضي” – مثلاً عبر رسائل البريد الإلكتروني أو محادثات فيسبوك – لا يُعترف به قانونياً تلقائياً، مع أنه علامة على انهيار العلاقة الزوجية.
أعلن غابرييل أن القانون الجديد، بعد التعديلات الأخيرة، ينص على فترة انفصال لا تقل عن ثلاث سنوات (مع أو بدون أطفال) قبل إمكانية رفع دعوى الطلاق. وأوضح أن هذا يُمثل تخفيفًا ملحوظًا مقارنةً بفترة السنوات الخمس السابقة.
أشاد بالنص الجديد الذي يحظر التحول الاحتيالي إلى دين جديد. وأوضح أن قوانين الكنيسة التي أُقيم فيها الزواج ستظل سارية، بغض النظر عن أي تغيير لاحق في العقيدة. وأكد أن هذا سيسد باب التلاعب ويمنع استغلال الثغرات القانونية للحصول على الطلاق.
أكد غابرييل أن القانون الجديد ضروريٌّ للغاية، وليس مجرد تغييرٍ فيه. “لا أستطيع الانتظار خمس سنواتٍ أخرى حتى تحصل زوجةٌ في الأربعين من عمرها على رخصة زواج. هذا يعني أنها ستُفوّت فرصة تكوين أسرةٍ جديدة”. الهدف هو قانونٌ يُوافِق بين الإيمان المسيحي والواقع الاجتماعي المُتغيّر.