ارتفاع الاستثمارات الخاصة في الربع الثالث للعام المالي 2024-2025: 62.8% من إجمالي الاستثمار وفقًا للتخطيط

تُظهر بيانات معدلات النمو والاستثمار للربع الثالث من السنة المالية 2024/2025، الصادرة عن وزارة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي، أن الاستثمار الخاص بالأسعار الثابتة ارتفع بنسبة 24.2% على أساس سنوي خلال هذه الفترة، ليصل إلى 142.8 مليار جنيه مصري. متجاوزًا بذلك الاستثمار العام للربع الثالث على التوالي، مُمثلًا نحو 62.8% من إجمالي الاستثمار (بعد استبعاد المخزونات).
مع ذلك، استمر انخفاض حصة الاستثمار العام، حيث بلغت 84.5 مليار جنيه مصري بنسبة 37.2%، مقارنةً بـ 155.3 مليار جنيه مصري في الربع المقابل من العام السابق. ويعكس هذا جهود الحكومة لإعادة هيكلة الإنفاق الرأسمالي، وترشيد الاستثمارات العامة، والتوجه المتزايد نحو تعزيز دور القطاع الخاص.
أشارت الوزارة إلى أن نمو الاستثمار الخاص لم يكن كافيًا لتعويض الانخفاض الحاد في الاستثمار العام، الذي انخفض بنسبة 45.6% على أساس سنوي بالأسعار الثابتة، نتيجةً لإجراءات ضبط الإنفاق الاستثماري. ونتيجةً لذلك، كانت مساهمة الاستثمار في النمو الاقتصادي سلبية بنحو 2.44 نقطة مئوية.
رافق انتعاش الاستثمار الخاص انتعاشٌ مستمرٌ في نمو الائتمان المحلي الحقيقي الممنوح للقطاع الخاص. وبلغ متوسطه 11.7% في الربع الثالث من السنة المالية 2024/2025، قبل أن يحقق فائضًا سنويًا قدره 8% بنهاية أبريل 2025. وتشير البيانات الحديثة إلى أن القطاع الصناعي استحوذ على الحصة الأكبر من الائتمان الممنوح للقطاع الخاص (43%). ومن المتوقع أن يتسارع نمو الائتمان الممنوح للقطاع الخاص أكثر في الفترة المقبلة، مدفوعًا ببدء البنك المركزي دورة تيسير نقدي. وسيُحسّن ذلك قدرة القطاع الخاص على الحصول على التمويل اللازم للتوسع والاستثمار.
يشير مؤشر مديري المشتريات (PMI) إلى استمرار انتعاش نشاط القطاع الخاص في الربع الثالث من السنة المالية 2024/2025. في بداية عام 2025، وصل مؤشر مديري المشتريات إلى أعلى مستوى له في 50 شهرًا عند 50.7. وفي فبراير، ظل المؤشر فوق المستوى المحايد عند 50.1، مما يشير إلى استمرار تحسن أداء القطاع الخاص غير النفطي في مصر. ورغم انخفاضه الطفيف في مارس إلى 49.2، إلا أن المؤشر ظل قريبًا من المستوى المحايد، مما يشير إلى استقرار نسبي في نشاط القطاع الخاص واستمرار اتجاه التعافي.
تشير البيانات التفصيلية للناتج المحلي الإجمالي إلى أنه، تماشيًا مع هذا الزخم، وفي إطار جهود الدولة لدفع عجلة الانتعاش الاقتصادي وترسيخ أسس النمو المستدام، اعتمد مجلس النواب خطة التنمية الاقتصادية والاجتماعية للسنة المالية 2025/2026 في يونيو 2025، بعد الكشف عنها في 15 أبريل من ذلك العام. وتستهدف الخطة معدل نمو قدره 4.5%.
يقترح مشروع الخطة الإبقاء على سقف الاستثمار العام عند حوالي 1.154 تريليون جنيه مصري للسنة المالية 2025/2026. ويأتي ذلك في إطار جهود الحكومة لترشيد وإدارة الإنفاق العام لتعزيز استقرار الاقتصاد الكلي، وتعظيم دور القطاع الخاص، وجذب المزيد من الاستثمار الأجنبي المباشر لتمويل مشاريع التنمية.
ركزت الخطة بشكل خاص على تعزيز التنمية البشرية. وخصصت حوالي 47% من الاستثمارات الحكومية لقطاعات الصحة والتعليم والخدمات الاجتماعية. ويعكس هذا النهج إيمان الحكومة الراسخ بأن الاستثمار في رأس المال البشري هو حجر الزاوية في التنمية الشاملة والمستدامة.
أعلنت وزارة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي ارتفاع معدل نمو الناتج المحلي الإجمالي في مصر إلى 4.77% في الربع الثالث من السنة المالية 2024/2025، مقارنةً بـ 2.2% في الربع المقابل من العام السابق. ويمثل هذا أعلى معدل نمو ربع سنوي في ثلاث سنوات.