هل يفتح تحرير«ود مدني» الطريق نحو استعادة الخرطوم ؟
يرى مراقبون أن تحرير الجيش السوداني لمدينة ود مدني عاصمة ولاية الجزيرة، بعد نحو عام من سيطرة قوات الدعم السريع، يمكن أن يمهد الطريق لتحقيق العديد من النجاحات العسكرية. ولا يستبعدون أن تكون هناك تحولات أخرى في مسار الحرب في الأيام المقبلة.
ويقول خبراء عسكريون إن تشديد القوات السودانية سيطرتها على مدينة استراتيجية تربط مناطق مختلفة قد يسهل وصولها إلى العاصمة الخرطوم، التي تسيطر عليها حاليا قوات الدعم السريع إلى حد كبير.
وأكدت مصادر سودانية أنه بعد تحرير ود مدني والقرى المحيطة بها، بسط الجيش نفوذه على معظم مناطق شرق وجنوب وغرب ولاية الجزيرة، فيما انتقلت قوات الدعم إلى منطقتي الحصاحيصا والكاملين والجياد.
وتقول إن استعادة السيطرة على ود مدني يستلزم تحقيق مكاسب عسكرية، والتي، نظرا لقصر المسافة بينهما، ستدعم العمليات العسكرية في الخرطوم، بالإضافة إلى أن الطيران في ود مدني سيدعم القوات البرية في المواجهات مع الخرطوم.
يشار إلى أن ود مدني تربط ولايات سنار والنيل الأزرق جنوبا، والقضارف وكسلا وبورتسودان شرقا، والنيل الأبيض وكردفان ودارفور غربا، ونهر النيل شمالا والخرطوم غربا. شمال. وتعتبر مركزاً اقتصادياً حيث أنها تحتضن مشروع الجزيرة، وهو أكبر مشروع زراعي في أفريقيا بمساحة 2.2 مليون هكتار.
وبحسب تأكيدات سودانية، تسيطر القوات الحكومية على معظم أنحاء مدينة أم درمان، باستثناء مناطق محدودة جنوب وغرب المدينة، وتستمر قوات الدعم السريع. بالإضافة إلى ذلك، يسيطرون على شمال المدينة وأجزاء منها شمال وشرق المدينة.
وفي الخرطوم، تسيطر القوات على منطقة المقرن بالإضافة إلى المقرات العسكرية الرئيسية مثل القيادة العامة ومقر سلاح المدرعات، بالإضافة إلى الأحياء المحيطة مثل اللاماب والشجرة وجزء من منطقة جبرة. بينما تسيطر قوات الدعم على وسط الخرطوم، بما في ذلك القصر الرئاسي، بالإضافة إلى أحياء جنوب وشرق المدينة.
وفي أول تعليق له على استعادة ود مدني، وعد رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان، باستعادة الجيش كل شبر من الأراضي التي تسيطر عليها قوات الدعم السريع.
في حين رأى قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو، أن “الحرب تدور ذهابًا وإيابًا والحرب تدور في جولات، اليوم خسرنا جولة لكننا لم نخسر القتال”.
في هذه الأثناء، تزايدت وتيرة الاشتباكات في الخرطوم بحري، حيث تدور معارك عنيفة. وقال شهود عيان، اليوم (الأحد)، إن الجيش أطلق سلسلة من القذائف الصاروخية بالمدفعية الثقيلة على مواقع الدعم السريع بالمدينة بعد الهجوم شمال المدينة على محور مصفاة النفط الذي توجه نحوه الجيش بشكل مفاجئ. تتقدم.