«عائلة مجرمة تدير الحكومة».. كيف اندلعت موجة شكاوى ضد سارة نتنياهو؟
سادت حالة من الغضب الشارع الإسرائيلي بعد بث تقرير تحقيقي في برنامج “الحقيقة” على القناة 12، ناقش قضايا تتعلق بسارة نتنياهو زوجة رئيس وزراء حكومة الاحتلال.
– آلة السموم
وبحسب صحيفة “معاريف” الإسرائيلية، فإن ما يسمى بـ “آلة السم” تم استخدامه لعدة سنوات ضد المعارضين السياسيين لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، مثل أفيغدور ليبرمان وجدعون ساعر، بالإضافة إلى شركائه السياسيين الذين حاولوا لتحديه، مثل يعقوب ليتسمان وأرييه درعي، بالإضافة إلى المدعين العامين الذين واجهوا نتنياهو في المحكمة.
وبحسب المعلومات الواردة في الحلقة الاستقصائية، فإن “آلة السموم” هذه اعتمدت على دائرة من المغردين المعروفين في الأوساط السياسية الإسرائيلية، وتحديدا في شبكة “إكس” (تويتر سابقا)، وعلى مجموعة من المتظاهرين المقربين من حماس. حزب الليكود، الذي، إذا لزم الأمر، كان عليه القيام بمهام معينة.
كما ركز التحقيق على الدور المركزي لحنا ليفيس، رئيسة مكتب نتنياهو السابقة، والتي وُصفت بـ”عشيقة الظل” وكانت مسؤولة عن إدارة هذه “آلة الدعاية السوداء” تحت الإشراف المباشر لسارة نتنياهو كما تبين أن زوجة رئيس الوزراء قادت حملات شملت إهانة المستشار القانوني السابق أفيحاي ماندلبليت والنائب العام ليئات بن آري، المتورطين في القضايا المرفوعة ضد نتنياهو.
وكشفت الحلقة التحقيقية تدخل سارة نتنياهو في كافة التفاصيل الصغيرة والكبيرة المتعلقة بشؤون الدولة، بما في ذلك تعيين كبار المسؤولين والقادة في الجيش الإسرائيلي. وبحسب التحقيق، فإن العديد من كبار المسؤولين في مكتب رئيس الوزراء يعتبرون سارة هي “”. “رئيسة الوزراء الفعلية”، كما يطلق عليها “الزعيمة”، لديها فريق خاص من نشطاء الليكود ينفذون أوامرها، حتى لو كانت تتعلق بمهام توصف بـ “القذرة”.
وتضمنت التحقيقات التي بثها البرنامج ادعاءات خطيرة، من بينها التماس الرشوة ومضايقة الشهود ومحاولات التأثير على أقوالهم، مما أدى إلى جدل واسع ودعوات عامة للتحقيق في دور سارة نتنياهو في تنظيم احتجاجات ضد عائلة كان ابنها خسرت في حرب لبنان الثانية.
– تحركات الكنيست والحركات المدنية.. كيف تصاعدت الأزمة؟
بعد ذلك، تقدم مستشارو عضو الكنيست نعمة عظيمي بشكوى رسمية إلى الشرطة، مطالبين بإجراء تحقيق فوري في الاتهامات الموجهة ضدهم.
في الوقت نفسه، وجهت حركة النزاهة العامة رسالة إلى المستشار القانوني للحكومة غالي بهراف ميرا، دعت فيها إلى فتح تحقيق جنائي ضد سارة نتنياهو على خلفية مزاعم تتعلق بالتلاعب بالقضاء ومضايقة الشهود.
تفاصيل التحقيق وتصاعد الأزمة
واستنكرت نعمة عظيمي ومستشاروها هذا الوضع، قائلين: “لا يمكن لمواطني إسرائيل أن يقبلوا واقعا يحكم فيه الدولة من قبل ما يشبه عائلة إجرامية. وعلى الشرطة أن تقوم بواجبها، حتى لو كان موجها ضد شخصيات من عائلة رئيس الوزراء”.
– حملة عامة لتقديم الشكاوى
وفي خطوة غير مسبوقة، دعا فريق اللازمي الجمهور إلى تقديم شكاواهم ضد سارة نتنياهو ونشر تعليمات مفصلة حول كيفية تقديم الشكاوى عبر الإنترنت. وبحسب المصادر، فقد قدم عشرات الإسرائيليين بالفعل شكاوى مماثلة، قائلين: “هذا ليس مجرد مطلب للعدالة، بل هو نضال من أجل الديمقراطية. ولن نتوقف حتى يظهر الحق وتتحقق العدالة”.
– طلب قانوني للتحقيق
في الوقت نفسه، دعت حركة النزاهة العامة المستشار القانوني للحكومة والنائب العام إلى فتح تحقيق جنائي ضد سارة نتنياهو بناء على مواد قانونية تتعلق بجرائم التحرش بالشهود والتلاعب بالعدالة.
وشددت الحركة على أن تصرفات نتنياهو تظهر نمطا ممنهجا في استخدام الآخرين لإخفاء تورطهم الشخصي في أعمال يشتبه في أنها تعرقل مسار العدالة في القضايا الجنائية التي يتورط فيها رئيس الوزراء.
ويشير محتوى الشكاوى إلى وجود علاقة خلافية بين مفوض الشرطة الحالي ومكتب رئيس الوزراء، مما يثير الحاجة إلى معالجة هذه القضايا بشفافية كاملة من قبل السلطات المسؤولة عن إنفاذ القانون.