انطلاق مؤتمر المشرفين على شئون الفلسطينيين في الدول العربية المضيفة بالجامعة العربية
انطلق اليوم في مقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، أعمال مؤتمر ممثلي الشؤون الفلسطينية في الدول العربية المضيفة، الذي تنظمه الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، دائرة شؤون فلسطين والأراضي العربية المحتلة.
جاء ذلك بحضور السفير د. سعيد أبو علي – نائب الأمين العام لجامعة الدول العربية، رئيس قطاع فلسطين والأراضي العربية المحتلة، عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، رئيس دائرة شؤون اللاجئين د. أحمد أبو هولي.
من جانبه قال السفير سعيد أبو علي نائب الأمين العام ورئيس بعثة قطاع فلسطين والأراضي العربية المحتلة، إن هذا الاجتماع يأتي بعد مرور أكثر من أربعة عشر شهرا (436 يوما) منذ بداية عدوان إسرائيل المستمر على جرائم الإبادة الجماعية. الجرائم التي يشهدها قطاع غزة، في واحدة من أبشع حملات الإبادة الجماعية في العصر الحديث.
وأضاف: إن هذا العدوان على قطاع غزة أدى إلى إبادة أكثر من 10% من سكان القطاع من شهداء ومفقودين وجرحى وأسرى. وتم شطب تسجيل نحو 1410 عائلة فلسطينية، وبلغ عدد أفرادها 5444 شهيداً، وتدمير ما يقارب 80% من المباني السكنية التي ارتكب فيها الجريمة. وارتكب جيش الاحتلال أكثر من 9900 مجزرة مروعة واستخدم نحو 90 ألف طن من المتفجرات.
وتابع في كلمته أن الوضع في قطاع غزة يمر بأخطر مرحلة منذ بداية العدوان، مع انتشار المجاعة إلى درجة مخيفة، والمساعدات التي تصل حاليا إلى قطاع غزة لا تكفي سوى 6 بالمائة من سكان القطاع. سكان قطاع غزة، ومن المتوقع أن تتفاقم حدة هذه المجاعة والكارثة الإنسانية طوال فصل الشتاء. ويعاني أكثر من 96% من سكان قطاع غزة من انعدام الأمن الغذائي الحاد، كما يعاني جميع سكان القطاع من الفقر بنسبة 100%. كما أشار إلى خطورة الوضع الحالي، الأمر الذي يؤكد الحاجة الملحة لضمان وصول المواد الغذائية وغيرها من إمدادات الإغاثة إلى جميع سكان قطاع غزة من خلال تسريع وتبسيط وتسريع عملية تقديم المساعدة، وسبل تعزيز جهود المجتمع الدولي. الاستجابة لمواجهة الكارثة الإنسانية وتحديد التدابير والإجراءات الفعالة والموحدة لتقديم كل المساعدات اللازمة لغزة. تحديد الاحتياجات التشغيلية واللوجستية وأنواع الدعم المطلوب في هذا الصدد، ومناقشة الاستعدادات للتعافي المبكر وتحقيق الالتزام باستجابة تشغيلية جماعية منسقة لمعالجة الوضع الإنساني في قطاع غزة.
وأكد أن الوضع في الضفة الغربية المحتلة لا يقل خطورة وكارثة في ظل استمرار سلطات الاحتلال الإسرائيلي في ممارسة سياستها العدوانية المتمثلة في تكثيف العصابات في مدينة القدس وكافة البلدات والمخيمات الفلسطينية التي يقيم فيها المستوطنون المسلحون وبدعم مباشر. ويواصل جيش الاحتلال الإرهاب والهجمات المستمرة في إطار سياسة الاحتلال الرسمية. حرق ممنهج واقتلاع وتدمير للممتلكات، وإصدار أوامر بالعزل والإغلاق، وتنفيذ إعدامات ميدانية، والتهويد وممارسة التمييز العنصري والتطهير العرقي. والتهجير القسري.
كما أشار إلى أن سلطات الاحتلال استهدفت بشكل ممنهج وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) في السنوات الأخيرة، من اعتداءات على مناهج الوكالة واتهامات بالتحريض على العنف والكراهية لمحاولة القيام بذلك وينهي ولايتها و ويدعو الدول المانحة إلى منع تمويل المنظمة. علاوة على ذلك، فقد وصلت إلى مرحلة مدمرة… ومع وجود المنظمة، أقر الكنيست الإسرائيلي قانونين يحظران أنشطة الأونروا في المناطق التي تسيطر عليها إسرائيل، ويمنعان المسؤولين الإسرائيليين من التفاوض مع الموظفين. الأونروا كجزء من خطة إسرائيل لإنهاء وتصفية عمل الأونروا في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
ورحب باعتماد الأغلبية لقرارين من قبل الجمعية العامة للأمم المتحدة في 12 نوفمبر 2024 لدعم تفويض الأونروا ووقف إطلاق النار في قطاع غزة.
وأعرب عن تقديره العميق للدول التي رعت وأيدت القرارين وصوتت لصالحهما، مما يعكس الالتزام المستمر بميثاق الأمم المتحدة ومبادئ العدالة وحقوق الإنسان والقانون الدولي.
وأكد في هذا السياق على أهمية قرارات المحاكم الدولية وأهمها فتوى محكمة العدل الدولية التي أكدت عدم شرعية احتلال الأراضي الفلسطينية، وكذلك قرارات المحكمة الدولية. محكمة الجنايات تحاكم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ورفاقه بتهمة ارتكاب جرائم حرب في قطاع غزة. كما أكد على ضرورة الضغط على حكومة الاحتلال التي تواصل تمرير قوانين عنصرية وعقابية في الكنيست بحق الأسرى الفلسطينيين وسحب أموال المقاصة ووكالة الأونروا وغيرها. هذا ما يمليه هذا. ويجب على كافة الأطراف الدولية أن تنهض بمسؤولياتها، حيث فشل مجلس الأمن، من خلال الجمعية العامة للأمم المتحدة، في تحقيق الأمن والسلام والاستقرار في المنطقة، وهو ما لا يمكن تحقيقه إلا من خلال تحقيق العدالة والحرية للشعب الفلسطيني. دكتور. من جانبه، أوضح أبو هولي أن المؤتمر ينعقد في ظروف معقدة وصعبة، وهو ما تدل عليه القضية الفلسطينية، في ظل استمرار حرب الجوع والإبادة والطرد ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، والتي بدأت بالفعل مع دخولها عامها الثاني، واستمرار إسرائيل في ارتكاب المزيد من المجازر بحق المدنيين، والتي استشهد فيها أكثر من 150 ألف فلسطيني، معظمهم من الأطفال والنساء، مما يزيد من التصعيد العدوان الإسرائيلي على الضفة الغربية والقدس من عمليات الاستيطان، من خلال بناء مستوطنات جديدة في الأراضي المحتلة عام 1967، وتوسيع المستوطنات القديمة، ومصادرة آلاف الدونمات من الأراضي الفلسطينية في الضفة الغربية، القدس، وتدمير منازل الفلسطينيين وطردهم، وهو ما يمثل تنفيذاً عملياً لمخططات الضم الإسرائيلية، بالإضافة إلى التهويد المستمر لمدينة القدس من قبل حكومة الاحتلال الإسرائيلي ومحاولات خلق فرض الفصل الزماني والمكاني بين المسجد الأقصى والمسجد الإبراهيمي.
وأشار في كلمته أيضا إلى أن المؤتمر سيناقش آليات مكافحة القوانين الإسرائيلية التي أقرها الكنيست الإسرائيلي في 28 أكتوبر من العام الماضي ضد الأونروا والتي تحظر أنشطة الأونروا وقطع الاتصالات معها وامتيازاتها وترفع الحصانة الدبلوماسية عنها. . والتي يمكن أن يؤدي تنفيذها، اعتبارًا من 30 كانون الأول (ديسمبر)، وفقًا لقوانينها وأنظمتها، إلى تقويض ولاية الأونروا في قطاع غزة والضفة الغربية، بما في ذلك القدس المحتلة، ويكون له تأثير مباشر على قاعدتها الشعبية وحالتها الطارئة. برامج العمل التي تشكل العمود الفقري لعمليات المساعدات الإنسانية. المحنة التي يعيشها 1.9 مليون فلسطيني نازح في قطاع غزة يعيشون في ملاجئ وخيام الأونروا بعد أن أجبرتهم الحرب الإسرائيلية المستمرة، التي دخلت الآن عامها الثاني، على ترك منازلهم بعد تدميرها.