عادل نعمان يؤكد انتصار فكر ابن رشد في أوروبا ويربط التخلف الفكري في العالم العربي بابن تيمية
دور المدرسة الاعتزالية في الفكر العربي
أكد الدكتور عادل نعمان، الكاتب والمفكر، أن الواقع الفكري العربي كان سيتغير جذريًا لو استمرت المدرسة الاعتزالية ولم يتم القضاء عليها. وقد أشار إلى أن العوامل السياسية كانت حاسمة في توجيه مسار الدولة والفكر عبر التاريخ.
صدام المعتزلة مع الخليفة المتوكل
وأوضح خلال لقائه مع الإعلامي حمدي رزق في برنامج «نظرة» المذاع على قناة «صدى البلد» أن الصدام الذي وقع بين المعتزلة والخليفة المتوكل أدى إلى ملاحقتهم والقضاء عليهم، مما دفع بعضهم إلى اللجوء للتيار الشيعي بدافع التقية.
أثر فكر الغزالي على الفكر العربي
وأضاف نعمان أنه لو لم تظهر أفكار أبو حامد الغزالي وما تلاها من تيارات سلفية متشددة، لكان المشهد الفكري العربي قد اختلف بشكل جذري.
أهمية العقل في الفكر الإسلامي
وشدد على أهمية الاعتماد على العقل في الحكم على المسائل الخلافية، مستشهدًا بكلام الفيلسوف ابن رشد: ‘لا يمكن أن يعطينا الله عقولًا نفكر بها، ثم يضع شرائع تخالف هذه العقول.’
تناقض الأفكار في العالم الإسلامي
وأوضح الدكتور نعمان أن فكر ابن رشد انتصر في أوروبا، في حين ساد فكر ابن تيمية في العالم الإسلامي، ويعتبر ذلك أحد أسباب التخلف الفكري الحالي. كما أشار إلى أن ابن تيمية وُجهت إليه اتهامات بالزندقة في عصره، وقد سُجن خمس مرات.
استدعاء الأفكار المتطرفة لأسباب سياسية
وأكد نعمان أن استدعاء أفكار ابن تيمية في سبعينيات القرن الماضي كان لأسباب سياسية متعلقة بمواجهة الاتحاد السوفييتي، حيث تم جمع الأفكار المتطرفة في كتب ووزعت على المقاتلين المتوجهين إلى أفغانستان.
وراثة فكر ابن تيمية
وأشار إلى أن الأحفاد اليوم يتعاملون مع هذا الميراث الفكري وكأنه الدين ذاته، رغم أن نشأته كانت في ظروف سياسية وعسكرية مختلفة تمامًا. وأكد أن ابن تيمية عاش ظروفًا قاسية خلال فترة الغزو التتاري، ولم يكن يرى العالم إلا بمنطق الثنائية: نحن والعدو، مما جعل فتاواه مرتبطة بالحرب والصراع.