مدبولي ونظيره السوداني يوقعان اتفاقيات جديدة تعزز التعليم والصحة والنقل بين البلدين

زيارة رئيس وزراء السودان إلى مصر

زار البروفيسور كامل الطيب إدريس، رئيس مجلس الوزراء الانتقالي بجمهورية السودان، مصر برفقة وفد رفيع المستوى يضم وزراء الخارجية والثقافة والإعلام والسياحة. جاءت هذه الزيارة تلبية لدعوة كريمة من الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء بجمهورية مصر العربية.

مباحثات التعاون المشترك

عقد رئيسا الوزراء جلسة مباحثات رسمية تناولت سبل تعزيز التعاون المشترك خلال المرحلة المقبلة. كما تم تنظيم اجتماعات ثنائية بين الوزراء المعنيين من الجانبين لمناقشة البرامج التنفيذية للتعاون بين الوزارات.

جددت مصر دعمها الكامل لحكومة السودان ولفتاتها الرامية للمحافظة على مؤسسات الدولة ووحدة وسلامة أراضيها، مؤكدةً تضامنها مع تطلعات الشعب السوداني في مجالات التنمية وإعادة الإعمار. ومن جانبه، أثنى الجانب السوداني على العلاقات الوثيقة بين البلدين، معبراً عن استعداده الكامل لتعزيز التعاون بكافة المجالات.

تفعيل اللجان المشتركة

أكد الجانبان على أهمية تفعيل اللجان المشتركة بين البلدين، مع تكليف الجهات المختصة لتحديد التوقيتات المناسبة لذلك. وقد ناقشا أيضاً فرص الاستثمار في السودان، خاصة في ظل مرحلة إعادة الإعمار، وفتح المجال أمام الشركات المصرية للاستثمار في القطاعات الاستراتيجية.

وثمّن الطرفان التطور الحاصل في مجالات النقل، وخاصة المشروعات المتعلقة بربط السكك الحديدية والربط الكهربائي، نظراً لدورها المحوري في تعزيز التكامل الاقتصادي والتجاري.

التعاون في مجالات الصحة والتعليم

في قطاع الصحة، عبّر الجانب السوداني عن تطلعه لزيادة القوافل الطبية المصرية والتعاون في مكافحة الأمراض، بجانب تعزيز برامج تدريب الكوادر الصحية. كما اتفق الجانبان على التشاور بشأن توقيع مذكرة تفاهم حول تسجيل الدواء المصري في السودان.

وفي مجال التعليم العالي والبحث العلمي، تم الاتفاق على تفعيل التعاون في مجالات التعليم الجامعي والدراسات العليا، إلى جانب برامج تدريب وتأهيل الكوادر السودانية استعداداً لمرحلة إعادة الإعمار بالتعاون مع الوكالات المصرية المعنية.

قضايا الأمن الإقليمي

تطرق الجانبان أيضاً إلى قضايا الأمن الإقليمي، مؤكدين على أهمية التنسيق المستمر في هذا المجال، خاصةً فيما يتعلق بأمن منطقة البحر الأحمر.

رفض النهج الأحادي في ملف نهر النيل

جدد البلدان رفضهما للنهج الأحادي الذي تتبعه إثيوبيا فيما يخص نهر النيل، مؤكدين على تمسكهما بمبادئ القانون الدولي وأهمية التنسيق من خلال الهيئة الفنية الدائمة المشتركة لمياه النيل وفقاً لاتفاقية 1959. كما شددوا على أهمية إتاحة الفرصة للآلية التشاورية ضمن مبادرة حوض النيل لمعالجة الخلافات وتعزيز التعاون بين دول الحوض.

دعوة للزيارة ومواصلة التعاون

في ختام الزيارة، وجه البروفيسور كامل الطيب إدريس دعوة رسمية إلى الدكتور مصطفى مدبولي لزيارة السودان، بهدف البناء على نتائج هذه الزيارة وتعزيز أطر التعاون الثنائي. وقد رحّب الدكتور مدبولي بالدعوة ووعد بتلبيتها في أقرب وقت ممكن.

جدد الجانبان التزامهما بالارتقاء بمستوى التعاون بين البلدين الشقيقين لتحقيق التكامل الشامل الذي يلبي آمال وتطلعات شعبيهما في التنمية والاستقرار.