إلهام أبو الفتح تكشف عن تفاصيل قانون التعليم الجديد وأثره على مستقبل الطلاب

منذ 8 ساعات
إلهام أبو الفتح تكشف عن تفاصيل قانون التعليم الجديد وأثره على مستقبل الطلاب

في برنامج “صباح البلد” على بوابة البلد، استعرضت الإعلامية نهاد سمير مقالاً للصحفية إلهام أبو الفتح، رئيسة تحرير جريدة الأخبار والمديرة العامة لشبكة صدى البلد. نُشر المقال في جريدة الأخبار تحت عنوان “قانون تعليم جديد”.

يناقش مجلس النواب حاليًا مشروع قانون التعليم الجديد. ملايين العائلات والمعلمين ينتظرونه بفارغ الصبر، معتبرينه فرصة أخيرة لإصلاح نظام أضرّ بنا كثيرًا. على المحكّ مستقبل أكثر من 25 مليون طالب في أكثر من 60 ألف مدرسة، وربع مليون معلم يعانون من ضغط العمل ومحدودية الموارد. يلجأ معظمهم إلى الدروس الخصوصية هربًا من وضعهم الصعب.

يتضمن مشروع القانون الجديد أحكامًا تُبشّر بإصلاحات حقيقية. ويقترح تحديدًا مراجعة المناهج الدراسية لتعزيز الفهم والمهارات بدلًا من التلقين والتلقين التقليدي. كما يهدف إلى تحسين وضع المعلمين من خلال زيادة رواتبهم وتوفير فرص التعليم المستمر. ويقترح أيضًا تعزيز التعليم الفني وربطه بسوق العمل، والاعتراف بدور الأسرة كشريك أساسي في العملية التعليمية، والحد من الدروس الخصوصية من خلال تطوير المدارس وأساليب التدريس.

من أهم جوانب القانون فكرة تعدد المسارات التعليمية بعد المرحلة الثانوية، مما يتيح للطلاب خيارات متنوعة، سواءً كانت تعليمًا عامًا أو تقنيًا أو تطبيقيًا. كما يقترح نظامًا مشابهًا لشهادة الثانوية العامة (الأبيتور) كمسار تعليمي موحد، يضمن العدالة والمرونة، ويقضي على فكرة “الفرز المبكر” التي طالما حرمت الطلاب المتفوقين. إلا أن هذه الخطوة تتطلب إعدادًا شاملًا في مجال الإرشاد التربوي، وبنية تحتية قوية، وتغييرًا في النظرة المجتمعية، لا سيما للتعليم التقني. ولا يتحقق ذلك من خلال التشريعات، بل من خلال السياسات والتطبيق العملي على أرض الواقع.

من ناحية أخرى، لا تزال هناك لوائح بحاجة إلى توضيح. وهذا يثير مخاوف من أن يُثقل كاهل المعلمين بمسؤوليات جديدة دون امتلاكهم أدوات حقيقية. والأهم من ذلك، كيف سيتم تنفيذ التمويل، في ظل حاجة المدارس إلى بنية تحتية أساسية قبل أي تحول رقمي؟ آليات تقييم الطلاب والمعلمين غير واضحة. قد يؤدي هذا إلى قرارات تقديرية وغير عادلة واستغلال من قبل معلمين عديمي الضمير. قد تكون العواقب وخيمة أكثر من الدروس الخصوصية نفسها، التي تُقلل دخل الأسرة وتُمثل عبئًا اقتصاديًا عانت منه العائلات لعقود.

لم تُعالج مسألة عدم المساواة بين التعليم العام والخاص بشكل جذري من خلال التشريعات، على الرغم من آثارها الخطيرة على مبدأ تكافؤ الفرص. علاوة على ذلك، يبدو ربط التعليم بالتكنولوجيا غير واقعي في المناطق التي لا تزال تعاني من انقطاع التيار الكهربائي أو التي يكون فيها الوصول إلى الإنترنت بطيئًا أو متقطعًا.

يوفر القانون العديد من الجوانب الإيجابية التي نحتاجها، لكن نجاحه يعتمد على التطبيق. نريد قانونًا يُشعر الطلاب بالراحة في الفصول الدراسية، ويحمي المعلمين في مدارسهم، ويُخفف العبء عن الأسر.


شارك