اكتشاف مذهل: مقابر جديدة من العصور اليونانية والرومانية تحمل نقوش هيروغليفية في أسوان

منذ 5 ساعات
اكتشاف مذهل: مقابر جديدة من العصور اليونانية والرومانية تحمل نقوش هيروغليفية في أسوان

يُمثل اكتشاف أثري جديد في محافظة أسوان إنجازًا هامًا آخر: فقد اكتشفت البعثة الأثرية المصرية الإيطالية المشتركة، بقيادة المجلس الأعلى للآثار وجامعة ميلانو، عددًا من المقابر المنحوتة في الصخر من العصرين اليوناني والروماني، تحتوي على نقوش هيروغليفية محفوظة جيدًا. وقد حُقق هذا الاكتشاف في المقبرة المحيطة بضريح الآغاخان على البر الغربي لأسوان.

خلال أعمال التنقيب هذا العام، تم اكتشاف المقبرة رقم (38). تُعد من أهم المقابر المكتشفة حتى الآن من حيث تصميمها وحالتها الإنشائية، إذ تقع على عمق يزيد عن مترين تحت الأرض، ويتم الوصول إليها عبر درج حجري مكون من تسع درجات، محاط بمدرجات من الطوب اللبن، وُضعت عليها محتويات القبر.

داخل المقبرة، عُثر على تابوت من الحجر الجيري بارتفاع مترين تقريبًا، مُستقر على منصة صخرية منحوتة مباشرة في الجبل. غطاؤه على شكل مجسم ذي ملامح وجه بشرية واضحة، مُزين بشعر مستعار وزخارف لافتة. يحتوي عمودان من النصوص الهيروغليفية على أدعية لآلهة محلية في منطقة أسوان، بالإضافة إلى اسم صاحب المقبرة، كا-ميسيو، وهو مسؤول رفيع المستوى في عصره، وأسماء أفراد عائلته.

كما تم العثور على مومياوات، من بينها أطفال.

وصف وزير السياحة والآثار، شريف فتحي، هذا الاكتشاف بأنه ثروة ثمينة لمحافظة أسوان، تعكس تنوع وثراء الحضارة المصرية القديمة على مر العصور. كما أكد على أهمية التعاون العلمي الدولي في دعم جهود الاكتشافات الأثرية، إذ تفتح المقابر المكتشفة آفاقًا جديدة لفهم المجتمع المحلي في أسوان خلال العصرين البطلمي والروماني، وتؤكد المكانة التاريخية للمنطقة كواحدة من أهم المراكز الثقافية في جنوب مصر.

صرح الدكتور محمد إسماعيل خالد، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، بأن هذا الاكتشاف يُقدم دليلاً واضحاً على استمرار استخدام المنطقة من قِبل مختلف الطبقات الاجتماعية، بدءاً من النخبة المدفونة في المقابر العليا بالهضبة، ووصولاً إلى الطبقة المتوسطة التي استقرت عند سفح المقبرة. كما تُوفر النقوش واللقى المكتشفة مادة علمية قيّمة لعلماء المصريات، لا سيما فيما يتعلق بتقاليد الدفن والرمزية الدينية في أواخر الحضارة المصرية.

وأوضح الأمين العام أن المومياوات المكتشفة في هذه المقابر، ومن بينها عدد كبير من الأطفال، ستخضع لفحوصات بالأشعة المقطعية والتحاليل البيولوجية في الخريف المقبل لفهم هوية هؤلاء الأفراد وظروف معيشتهم وأسباب الوفاة بشكل أفضل.

أشار الدكتور محمد عبد البديع، رئيس قطاع الآثار المصرية بالمجلس الأعلى للآثار، إلى أن الهضبة الواقعة أعلى التل تحتوي على مقابر ضخمة تحت الأرض تعود إلى العصر البطلمي، مخصصة لعائلات النخبة الثرية. وقد أُعيد استخدام هذه المقابر في العصر الروماني.

وفي مواسم سابقة، كشفت البعثة أيضًا عن سلسلة من المصاطب الجنائزية والمقابر المنحوتة في صخور جبال سيدي عثمان بالمنطقة، والتي كشفت عن أسلوب معماري متميز يعكس التفاعل الإنساني مع التضاريس الطبيعية للموقع.

جاء هذا الاكتشاف ضمن أعمال البعثة الأثرية للموقع هذا العام، والتي تعمل هناك منذ عام 2019. ويرأس البعثة الدكتورة باتريزيا بياسينتيني، أستاذة علم المصريات بجامعة ميلانو، والدكتور فهمي الأمين، مدير عام آثار أسوان.

وتعد هذه الاكتشافات المتتالية في المقبرة القريبة من ضريح الآغاخان دليلاً ملموساً على الأهمية الأثرية للمنطقة وحجر الزاوية في المشهد الأثري في أسوان.


شارك