خطيب الجامع الأزهر: الإيمان الصادق والوحدة هما مفتاح عزّ الأمة الإسلامية وريادتها

منذ 4 ساعات
خطيب الجامع الأزهر: الإيمان الصادق والوحدة هما مفتاح عزّ الأمة الإسلامية وريادتها

ألقى الأستاذ الدكتور ربيع الغفير، أستاذ اللغويات المساعد بجامعة الأزهر، خطبة الجمعة اليوم في الجامع الأزهر. وكان موضوع الخطبة “العام الهجري ووحدة الأمة”. وأكد على أهمية التمسك بالوحدة لتحقيق عزة الأمة الإسلامية وقيادتها، والتي لولاها لكانت ارتهنت بغيرها. كما أكد أن الإيمان الصادق والتمسك بقرب الله تعالى مكّن الأمة الإسلامية من تبوء مكانة مرموقة بين الأمم في بداياتها، مما ساهم في بروز الحضارة الإسلامية وانتشارها في جميع أنحاء العالم. وكانت هجرة النبي صلى الله عليه وسلم تمهيدًا للمرحلة الكبرى التي برزت فيها الأمة الإسلامية لاحقًا. كم نحن بحاجة اليوم إلى الاستلهام من تعاليم هجرة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، حتى نتغلب على التحديات التي تقف اليوم حجر عثرة في طريق استقرار الأمة وأمنها.

أكد سماحة الدكتور ربيع الغفير على أن على كل فرد في هذه الأمة اليوم أن يدرك الخطر الذي يحيط بها من كل جانب، وأن يقوم بدوره على أكمل وجه في حماية وطنه والحفاظ على مجتمعه. وأكد أن هذا المنعطف بالغ الخطورة، ولا سبيل لتجاوزه إلا بتماسك الأمة ووحدتها، وصبر أبنائها وصمودهم. وأكد أن أيام الخطر ليست كغيرها، فهي تتطلب الصبر والمثابرة وتغليب المصلحة العامة. كما أكد على ضرورة تجنب إثارة البلبلة والتحقق من كل ما يُقال ويُردد لتجنب نشر الشائعات التي تُضعف الجبهة الداخلية للمجتمعات.

نصح خطيب الجامع الأزهر أبناء الوطن بالتسلح بالإيمان والإخلاص في كل أمر. ففي جميع الآيات التي أنزلها النبي صلى الله عليه وسلم عن ربه عز وجل، والتي وعد فيها عباده بالنصر، اشترطوا الإيمان. يقول تعالى: {وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ}. ومن ذلك قوله تعالى: {إِذْ يُوْحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلائِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُوا الَّذِينَ آمَنُوا سَأَلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّهْبَ فَاضْرِبُوا الْأَعْنَاقَ وَاقْطَعُوا كُلَّ بَنَانَةٍ مِنْ أَيْدِيهِمْ}. لقد استطاع المسلمون الأوائل دحر هجمات المغول والتتار الوحشية التي نشهدها اليوم بفضل إيمانهم ووحدتهم. وهذا تحديدًا ما نحتاجه اليوم لوقف هذه الهجمات الوحشية. أدعو أبناء الأمة الإسلامية في كل مكان ألا ييأسوا ولا ييأسوا، رغم كل ما يحدث حولنا من ظلم وبشاعة. فالدول حتى وإن ضعفت لا تهلك، وخاصةً إذا كانت على الطريق الصحيح. سيأتي يوم ينتصر فيه أهل الحق، وتعود الحقوق إلى أصحابها.

وفي ختام الخطبة، دعا خطيب المسجد الناس إلى الحذر في ظل الأحداث العالمية الراهنة، والتمسك بحبل الله المتين، وعدم التفرق فيما يفرق الأمة ويثير الفتنة والشقاق بين أبنائها. قال تعالى: {وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ}. بل يجب على المؤمنين أن يقفوا صفًا واحدًا في جميع أحوال الأمة، وألا ينساقوا وراء الشائعات والتحليلات المغرضة التي تأتي من غير أهلها، بل من كل من هب ودب، فلا يستسلموا لها، بل عليهم أن يعتصموا بحبل الله المتين، ولا يختلفوا في الرأي، ففي ذلك الفوز المبين في الدنيا والآخرة.

فإنه ليس من أحد، فلا يسلموا له، بل عليهم أن يعتصموا بحبل الله المتين ولا يحيدوا، فإن في ذلك النصر والفوز المبين في الدنيا والآخرة.


شارك