“خبير يحذر من سيناريو تقسيم إيران: خطر داخلي وخارجي يهدد استقرار البلاد”
وقال الخبير في الشؤون الإيرانية أسامة حمدي إن الهجمات الإسرائيلية تهدف إلى تدمير القدرات النووية والعسكرية الإيرانية، وتمهيد الطريق لإسقاط النظام الحالي في طهران وإقامة نظام بديل متحالف مع الغرب وإسرائيل، وربما متعاون معهما، كما كان الحال في عهد الشاه.
في اتصال هاتفي مع مصطفى بكري، مقدم برنامج “حقائق وأسرار” على بوابة البلد، أضاف حمدي أن البنية الداخلية لإيران مليئة بالثغرات التي يمكن استغلالها لتقسيم البلاد عرقيًا وطائفيًا. وأشار إلى أنه بالإضافة إلى السنة والشيعة، هناك أقليات أخرى كالعرب والأكراد والأرمن والأتراك.
وأكد أن سياسات النظام الإيراني الإقصائية تجاه بعض الأقليات حوّلتهم إلى قنابل موقوتة يمكن استغلالها في أي وقت لتدمير الدولة من الداخل. وأوضح أن الأكراد الإيرانيين تعاونوا سابقًا مع نظام صدام حسين في الحرب ضد إيران بسبب شعورهم بالاضطهاد والإقصاء.
وأضاف أسامة حمدي أن الفشل في احتواء الأقليات العرقية والدينية في إيران قد يفتح الباب أمام سيناريو تقسيم البلاد إلى مناطق على أسس طائفية أو عرقية، وهو ما يهدد وحدة الدولة الإيرانية.
صرح بأن النظام الإسلامي في إيران يشهد صراعًا داخليًا بين فصيلين رئيسيين: المتشددين والمعتدلين. وأشار إلى أن السنوات الأخيرة شهدت موجات احتجاجية من المعتدلين، مطالبين بوقف الدعم الأجنبي للأسلحة الإيرانية والتركيز على الشؤون الداخلية الإيرانية.
يعتقد حمدي أنه في ظل التصعيد العسكري الإسرائيلي، سيبقى الوضع السياسي الداخلي في إيران مستقرًا في الوقت الراهن، ولن تشهد البلاد انتفاضة شعبية ضد المرشد الأعلى في المستقبل القريب. ويعود ذلك إلى الشعور العام بالتهديد الخارجي الذي يدفع إلى الوحدة.
وحذر حمدي من أنه على المدى البعيد فإن الضغوط الداخلية المتزايدة قد تجبر المرشد الأعلى على إجراء بعض التعديلات وتخفيف قبضة النظام الخانقة لامتصاص الغضب الشعبي والحفاظ على الاستقرار الداخلي.
