وزير الخارجية الأسبق: إسرائيل تتجاوز قواعد الإقليم وتدمر آمال السلام في المنطقة
قال وزير الخارجية والسفير السابق محمد العرابي إن الوضع الراهن يُمثل تصعيدًا بالغ الخطورة. وأشار إلى أن العمليات العسكرية انحرفت عن قواعد الاشتباك التقليدية، وأصبحت غير محددة المدة دون ضوابط واضحة، مما يُنذر بإشعال المنطقة بأكملها.
في اتصال هاتفي مع مصطفى بكري، مُقدّم برنامج “حقائق وأسرار” على بوابة البلد، أضاف العربي أن المنطقة تشهد توترات كبيرة بالفعل. وحذّر من أن إيران لن تقف مكتوفة الأيدي، وقد تردّ بعمليات في مضيق هرمز أو بهجمات على قواعد أمريكية في بعض الدول العربية. وهذا يُشير إلى تطورات يصعب احتواؤها دبلوماسيًا في المستقبل المنظور.
أوضح العربي أن الأحداث لم تكن مفاجئة تمامًا، بل هي جزء من خطة طويلة الأمد لإضعاف نفوذ إيران في المنطقة. وقد نُفذت هذه الخطة تدريجيًا في الأشهر الأخيرة، بدءًا باغتيال عدد من القادة، كما حدث مع حزب الله، وامتدت إلى إيران نفسها.
وأكد أن إسرائيل نجحت في تنفيذ ضربة عسكرية مؤلمة ضد إيران، مشيرا إلى أن الأمر لم يكن مجرد مواجهة حول المنشآت النووية، بل محاولة ممنهجة لإضعاف القدرات العسكرية الإيرانية وإعادتها سنوات إلى الوراء على كافة المستويات العسكرية والنووية والاقتصادية.
أكد العربي أن لهذه التطورات تداعيات إقليمية ودولية، منها تداعيات مباشرة على مصر، لا سيما فيما يتعلق بملف الغاز. فالتوترات في مضيق هرمز قد تؤدي إلى انخفاض الإمدادات، مما قد يؤثر بدوره على الأسواق العالمية وأسعار الطاقة.
زعم وزير الخارجية السابق أن إسرائيل تجاوزت حدود المنطقة وقامت بعمل عسكري خارج الإطار المتعارف عليه. ورأى أن هذا السلوك، وإن كان مثيرًا للقلق، إلا أنه يخدم مصالح المنطقة المستقبلية، إذ كشف عن وجه تل أبيب الحقيقي كطرف لا يحترم قواعد السلام.
وقال العربي إن انتهاك إسرائيل لاتفاقية السلام سيؤدي إلى فقدان القبول السياسي والشعبي في المنطقة ويثير التساؤل حول إمكانية الاستمرار في التعامل مع إسرائيل كشريك في عملية السلام.
