استعداد مشروع “الأضاحي” لموسم الحج: جاهزية تشغيلية عبر منظومة ذكية!

أكد مشروع الأضاحي السعودي جاهزيته التشغيلية لموسم حج 1437هـ/1438هـ. وهو جزء من منظومة متكاملة تجمع بين الالتزام الشرعي والكفاءة التشغيلية والابتكار التكنولوجي، مما يعكس التزام المملكة الدائم بتيسير أداء المناسك لضيوف الرحمن، وتعزيز روح التراحم والتكافل الإنساني.
أعلن المشروع في بيان أنه استكمل استعداداته بتشغيل سبعة مجمعات للأضاحي. تغطي هذه المجمعات مساحة تزيد عن مليون متر مربع، وبطاقة تشغيلية تصل إلى أكثر من مليون رأس خلال 48 ساعة. ويعمل في هذه المجمعات ما يقارب 25 ألف كادر متخصص من مختلف الدول، منهم 600 فقيه شرعي، وأكثر من 500 طبيب بيطري، و16,500 جزار ومساعد جزار، و40 فني تبريد وكهرباء وميكانيكا وصيانة وتشغيل الآلات.
أوضح المشروع أن نظام التشغيل للموسم الحالي يعتمد على مجموعة من التقنيات الذكية، أبرزها نظام عد الذبائح المعتمد على الذكاء الاصطناعي، وتقنية الوزن الآلي لمواءمة الأوزان مع المعايير الشرعية. وسيشهد موسم هذا العام نقلة نوعية في العمليات من خلال تطبيق أنظمة جديدة، أبرزها نظام تتبع اللحوم، الذي يُمكّن من مراقبة دقيقة وشفافة لتوزيع اللحوم حتى تسليمها للمستفيدين. كما سيتم تطبيق نظام مراقبة التجميد “بلس”، الذي يُمكّن من مراقبة أداء وسعات الثلاجات، بما يضمن سلامتها وجودتها أثناء التخزين والنقل. كما سيتم تحسين وتوسيع نطاق تقنيات التعقيم، وتطبيق بروتوكولات موحدة في جميع المسالخ لضمان أعلى معايير السلامة الصحية.
يُجري المشروع ذبحًا مُقدّرًا كل سبع ثوانٍ، مما يضمن تلبية الطلب الموسمي الهائل في الوقت المناسب. وقد وصل عدد الحيوانات المُستقبَلة حتى الآن إلى 770,000 رأس، مُتجاوزًا الهدف المُحدّد بـ 750,000 رأس، مع استمرار نقل الحيوانات من مزارع المُورّدين إلى حظائر المشروع.
يتضمن المشروع توزيعًا خلال الموسم في منطقة مكة المكرمة، لتلبية احتياجات الحملات الرسمية والبعثات والجمعيات الخيرية وحجاج بيت الله الحرام. وسيمتد التوزيع بعد انتهاء الموسم ليشمل جميع مناطق المملكة، مع التركيز بشكل خاص على منطقة الحرم المكي. وسيتم التوزيع داخل المملكة بالتعاون مع أكثر من 500 جمعية خيرية وأهلية، وفي أكثر من 27 دولة، مما يعزز أثر المشروع في دعم الأمن الغذائي ومبادئ التكافل الإنساني.
تميز موسم هذا العام بتوسيع نطاق الشراكات التشغيلية من خلال التكامل مع الجهات الحكومية والتنظيمية وهيئات إنفاذ القانون، مما ساهم في سلاسة التواصل والتنفيذ، بالإضافة إلى التعاون المتناغم بين الأطراف المعنية. وشملت هذه الجهات: وزارة الحج والعمرة عبر منصة “نُسُك” والشركات التي تقدم خدمات للحجاج؛ والخطوط الجوية العربية السعودية في تنظيم الرحلات الجوية؛ وسراب القابضة في قطاع الضيافة والفنادق؛ وون كارد في المدفوعات الرقمية؛ وتطبيق “جاهز” لخدمات التوصيل.
وتماشياً مع التوجه الرقمي، يوفر المشروع إمكانية شراء سندات الأضاحي عبر الموقع الإلكتروني ثلاثي اللغات، مما يتيح للحجاج من مختلف الجنسيات إتمام معاملاتهم بسهولة وأمان.
وأكد المشروع أن أحد الأهداف الرئيسية لهذا الموسم هو توسيع شبكة التوزيع للمحتاجين وضمان وصول لحوم الأضاحي إلى أكبر عدد ممكن من المستفيدين محلياً ودولياً ضمن نظام دقيق ومتين يعتمد على الخبرة التشغيلية والتقنيات الحديثة.
يواصل مشروع “الحج والأضحية” رسالته في خدمة ضيوف الرحمن بتوفير تجربة أداء مناسك الحج آلية بالكامل، تجمع بين الالتزام الديني والكفاءة المؤسسية. ويعكس هذا المكانة العالمية المرموقة للمملكة في أداء مناسك الحج، ويجسد رؤيتها في إدارة شؤون الإسلام والمسلمين بكفاءة وشفافية واستدامة.