وزير التعليم يؤكد: نظام الثانوية العامة الحالي يحدد مستقبل كل طالب!

منذ 3 أيام
وزير التعليم يؤكد: نظام الثانوية العامة الحالي يحدد مستقبل كل طالب!

شارك الدكتور محمد عبد اللطيف وزير التربية والتعليم والتدريب الفني في الندوة التي نظمها مجلس الأعمال المصري الكندي ومجلس الأعمال المصري للتعاون الدولي برئاسة المهندس أحمد عبد السلام، رئيس مجلس إدارة مجلس الأعمال المصري الكندي. تم تنظيمه. معتز رسلان، بعنوان “تطوير التعليم الفني في مصر”.

وحضر الندوة المستشار محمود فوزي وزير الاتصال البرلماني والقانوني والسياسي؛ سامح شكري وزير الخارجية الأسبق؛ الفريق محمد عباس حلمي وزير الطيران المدني الأسبق؛ الدكتور هاني هلال، الأمين العام للشراكة التعليمية المصرية اليابانية؛ وعدد من السفراء وأعضاء مجلس النواب المصري وخبراء التعليم وممثلي القطاع الخاص والمؤسسات الدولية.

ومثل وزارة التربية والتعليم والتدريب الفني الدكتور أحمد المحمدي نائب الوزير للتخطيط الاستراتيجي والمتابعة، والدكتورة هانم أحمد مستشارة الوزير للتعاون الدولي والاتفاقيات.

وفي كلمته خلال الحفل، سلط الوزير محمد عبد اللطيف الضوء على الاستراتيجية الوطنية للتعليم ما قبل الجامعي والتي تركز على تحسين جودة التعليم في مختلف المراحل من خلال التوسع في التعليم المدرسي وتطوير المناهج وفقا لأحدث المعايير العالمية. كما سلط الضوء على التحديات التي تواجه الوزارة والجهود المبذولة لتطوير المنظومة التعليمية.

وأوضح الوزير أنه رغم التحديات العديدة التي تواجه العملية التعليمية في مصر، إلا أن الوزارة، بفضل جهود كافة الأطراف المعنية بالمنظومة التعليمية، تمكنت من التغلب على أربعة تحديات مزمنة خلال العام الدراسي الحالي، مع وضع رؤية شاملة ومتكاملة لإصلاح وتطوير التعليم لضمان بيئة تعليمية فاعلة تواكب المعايير العالمية وتلبي تطلعات المجتمع المصري.

وأضاف الوزير أن أزمة الحضور المدرسي مستمرة منذ سنوات طويلة بسبب الكثافة الطلابية العالية، مشيرا إلى أن نسبة الحضور الطلابي لم تتجاوز 9% في السنوات الأخيرة. ويشكل هذا تحدياً كبيراً لفعالية العملية التعليمية، خاصة في ظل الكثافة العالية للفصول الدراسية التي تصل إلى أكثر من 200 طالب في بعض المدارس. يضاف إلى ذلك النقص الهائل في أعداد المعلمين، والذي يقدر بنحو 469,860 معلماً.

وأوضح الوزير أنه استجابة لهذه التحديات، وضعت الوزارة خطة طموحة للحد من الاكتظاظ من خلال مجموعة من الآليات والحلول التقنية، بما في ذلك استخدام المباني المدرسية وإدخال ساعات الدراسة الممتدة والفصول الدراسية المتنقلة. وبالإضافة إلى ذلك، يتوسع بناء الفصول الدراسية، حيث يتم بناء ما بين 10 آلاف إلى 15 ألف فصل دراسي كل عام.

وأضاف أن إجمالي عدد الفصول الدراسية في العام الماضي بلغ 380 ألف فصل، وفي العام الدراسي الحالي تم إنشاء 98 ألف فصل دراسي من خلال الحلول التي نفذتها الوزارة. وأشار إلى أن ذلك أدى إلى انخفاض متوسط الكثافة الطلابية إلى أقل من 50 طالباً في الفصل الواحد، وأن معدل النجاح الأكاديمي على مستوى الدولة بلغ 99.9%.

ولسد النقص في المعلمين، أشار الوزير إلى أنه تم اتخاذ عدد من الإجراءات. وينبغي على وجه الخصوص إيلاء أهمية خاصة لاستخدام معلمي المدارس لسد الفجوة من خلال زيادة عدد ساعات التدريس المدفوعة الأجر، واستخدام المعلمين المتقاعدين واستخدام المعلمين الحاصلين على مؤهلات تربوية. وأشار أيضاً إلى تغيير الجدول الدراسي مما ساهم في توزيع العبء التدريسي بشكل أفضل وتوفير 33% من الكادر التدريسي. وأشار أيضاً إلى استكمال مبادرة الرئيس بتعيين 30 ألف معلم جديد سنوياً.

وأضاف الوزير أن الوزارة اتخذت خطوات ملموسة لتحسين أوضاع المعلمين. وشملت هذه الإجراءات حوافز مالية وزيادة رواتب الفصول وتفعيل صندوق المساعدات الاجتماعية.

وفيما يتعلق بإعادة هيكلة التعليم الثانوي قبل بدء العام الدراسي، أوضح الوزير محمد عيد اللطيف أن الشكل السابق لنظام التعليم الثانوي كان يتضمن 32 مادة على مدى ثلاث سنوات، وهو عدد لا يمكن العثور عليه في أي نظام تعليمي آخر في العالم. وأوضح أن عدد المواد الدراسية تم تقليصه إلى ستة أو ثمانية مواد فقط، وتم زيادة عدد ساعات التدريس لكل مادة إلى نحو 100 ساعة سنوياً، بما يتماشى مع المعايير العالمية.

وتطرق الوزير إلى مشروع البكالوريا المصرية، موضحا بالتفصيل المناهج والمسارات التعليمية المتخصصة وخيارات التقييم المتعددة التي يوفرها النظام، وليس خيارا واحدا يحدد مستقبل الطالب وفقا لنظام التعليم الثانوي الحالي. وأكد أن المقترح كان موضوع سلسلة من جلسات الحوار مع مختلف الأطراف المعنية بالمنظومة التعليمية. كما تم إرسال استبيان إلى أولياء أمور طلاب الصف الثالث المتوسط لجمع آرائهم حول المقترح. وتبين أن نتائج الاستبيان تعكس دعمًا قويًا من جانب الوالدين لنظام التخرج من المرحلة الثانوية المصرية.

وفيما يتعلق بتطوير المناهج، أوضح أن الوزارة تعمل مع شركاء دوليين مثل اليابان وكوريا لتحديث المناهج في الرياضيات والعلوم والبرمجة. وأشار إلى أن الوزارة ستصدر كتيبًا تعليميًا للعام الدراسي المقبل، والذي سيوفر بديلًا فعالًا للمصادر الخارجية، وبالتالي تخفيف العبء على الأسر المصرية.

وأشار الوزير إلى أنه قام بزيارة 400 مدرسة في 24 محافظة. وكان الهدف من هذه الزيارات، التي جرت على مدار العام الدراسي، هو الاطلاع على الوضع في الموقع.

وتطرق الوزير إلى موضوع التعليم الفني، مشيراً إلى أن عدد مدارس التكنولوجيا التطبيقية زاد بشكل كبير وسيصل عددها إلى 90 مدرسة مع بداية العام الدراسي المقبل 2025/2026. ويأتي هذا التوسع في إطار الشراكات مع القطاع الخاص والشراكات الدولية مع عدد من الدول أبرزها إيطاليا وألمانيا وفرنسا والمملكة العربية السعودية.

وأضاف أن الوزارة تسعى لتحويل عدد من المدارس الفنية إلى مدارس للتكنولوجيا التطبيقية، مع التوسع في التخصصات التي يحتاجها سوق العمل بالتعاون مع القطاع الخاص والمؤسسات العالمية.

وفي المجال الاجتماعي والتربوي أشار إلى أن الوزارة أطلقت بالشراكة والتعاون مع عدد من الوزارات ومؤسسات المجتمع المدني والمنظمات الدولية العديد من البرامج النوعية منها برنامج “عيون أطفالنا مستقبلنا” الذي يفحص عيون 7 ملايين طالب وطالبة، و”البرنامج الوطني لتنمية مهارات القراءة والكتابة” بالتعاون مع اليونيسف. وأشار أيضاً إلى توسيع برامج التغذية المدرسية، والتي استفاد منها أكثر من 13 مليون طالب في العام الدراسي الحالي. ومن بين هذه المبادرات مبادرة “الوجبة الساخنة” التي تقدم وجبات صحية ومتوازنة.

وتابع وزير التربية والتعليم: “لم تُغفل الوزارة تحسين البيئة المدرسية، حيث تم غرس الأشجار في أكثر من 17 ألف مدرسة، وطلاء أكثر من 119 ألف فصل دراسي خلال العام الدراسي الحالي”.

وأشار إلى أن هذه الجهود ستتم بالتوازي مع جهود توسيع التعاون الدولي من خلال الشراكات مع المنظمات الدولية مثل اليونسكو واليونيسيف والبنك الدولي، وكذلك مع الدول ذات التعليم المتقدم مثل اليابان وكوريا وألمانيا، في إطار الجهد المستمر لتبني أفضل الممارسات العالمية وتوطينها في المنظومة التعليمية المصرية.

واختتم الوزير كلمته مشيراً إلى أن جهود الإصلاح في التعليم المصري تعكس رؤية وطنية واضحة لتحسين مخرجات التعليم وتحقيق العدالة والجودة وتنشئة أجيال قادرة على المنافسة في عصر المعرفة. وأكد أن الهدف الرئيسي من هذه الاستراتيجية هو إعداد جيل مؤهل يمتلك المهارات والمعارف اللازمة ليكون قادرا على المنافسة في سوق العمل المحلي والدولي. وأكد أن تطوير التعليم الفني لم يعد مجرد خيار بل أصبح ضرورة ملحة. وأكد أيضاً أن الحكومة تعمل جاهدة على تعزيز هذا القطاع المهم بما يتوافق مع أولويات التنمية المستدامة.

ووفرت الندوة منصة حوارية رفيعة المستوى لمناقشة مستقبل التعليم التقني ودوره المحوري في دعم الاقتصاد الوطني وتعزيز المهارات البشرية لمواكبة التغيرات التكنولوجية المتسارعة ومتطلبات سوق العمل الحديث. وركزت المناقشات على أهمية التعليم التقني باعتباره ركيزة أساسية للتنمية الاقتصادية والاجتماعية، خاصة فيما يتعلق بانتشار التطبيقات الرقمية والتغير التكنولوجي في مختلف القطاعات.

كما ناقشت الندوة سبل تحسين جودة التعليم الفني من خلال تطوير المناهج وتدريب الموظفين وتطوير البنية التحتية للمدارس الفنية. كما تم مناقشة تعزيز دور القطاع الخاص في دعم العملية التعليمية من خلال الشراكات الإنتاجية والتدريبية.

وفي هذا السياق أشار إلى أن الانفتاح على التجارب العالمية الناجحة يساعد على تسريع وتيرة الإصلاح وتبني أفضل الممارسات العالمية في التعليم الفني.

من جانبه أعرب المهندس معتز رسلان عن تقديره للجهود المبذولة لتطوير منظومة التعليم، مؤكداً أن هذه الندوة تأتي في إطار تعزيز الحوار بين القطاعين الحكومي والخاص لتبادل الرؤى حول مستقبل التعليم في مصر.

وفي ختام الندوة أشاد المشاركون بالعرض الذي قدمه الوزير محمد عبد اللطيف حول الجهود المبذولة خلال العام الدراسي لتطوير المنظومة التعليمية والخطوات والقرارات التي تم اتخاذها لمواجهة التحديات المزمنة التي تواجه المنظومة والجهود المبذولة لتطوير التعليم الفني.


شارك