كامل الوزير يدعو إلى حماية الموارد البيئية في اجتماع مجموعة التنمية الصناعية الحادي والعشرين!

ترأس الفريق مهندس كامل الوزير نائب رئيس الوزراء للتنمية الصناعية وزير الصناعة والنقل الاجتماع الثالث والعشرين لمجموعة وزراء التنمية الصناعية.
حضر الفعالية اللواء مهندس محمد صلاح الدين وزير الدولة للإنتاج الحربي، والدكتور محمود عصمت وزير الكهرباء والطاقة المتجددة، والمهندس محمد الشيمي وزير قطاع الأعمال العام، والدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة، والمهندس حسن الخطيب وزير الاستثمار والتجارة الخارجية، والمهندس محمد السويدي رئيس اتحاد الصناعات المصرية، والدكتورة ناهد يوسف رئيسة الهيئة العامة للتنمية الصناعية، بالإضافة إلى ممثلي الوزارات والهيئات الأعضاء في المجموعة الوزارية وعدد من كبار المسؤولين بوزارتي الصناعة والنقل.
وفي بداية الاجتماع، أوضح نائب رئيس الوزراء للتنمية الصناعية ووزير الصناعة والنقل، أن مجموعة وزراء التنمية الصناعية تم تشكيلها في ضوء تعليمات فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية والدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء، بدراسة أي طلب يقدم لمجلس الوزراء لإنشاء منطقة حرة خاصة أو إصدار الرخصة الذهبية للموافقة عليه قبل عرضه على مجلس الوزراء، على أن يكون جميع الوزراء والجهات المعنية بفحص واعتماد هذه الطلبات أعضاء في مجموعة وزراء التنمية الصناعية.
وأشار إلى أن القيادة السياسية ورئيس الوزراء وجها وزارتي الصناعة وقطاع الأعمال العام بجذب المستثمرين الأجانب والعرب من القطاع الخاص وإقامة شراكات مع مصانع قطاع الأعمال العام لاستغلال الإمكانات المتاحة لديها بما يعظم الاستفادة من الأصول غير المستغلة للدولة ويعود بالنفع على الاقتصاد المصري والمستثمرين.
وناقش الاجتماع طلب إحدى الشركات الخاصة الدخول في شراكة مع مصنع مصر حلوان للغزل والنسيج التابع للشركة القابضة للقطن والغزل والنسيج، واستغلال جزء من المصنع لتصنيع منتجات الشركة. وافقت اللجنة على طلب الشركة. وأكد الوزير أن وزارة الصناعة ملتزمة تماما بتوجيهات القيادة السياسية بالحفاظ على كافة مقومات الدولة وخاصة المنشآت الصناعية. ويتم ذلك من خلال صيانة وصيانة المنشآت المعدنية والخرسانية القائمة في مصانع القطاع العام وغيرها من المنشآت دون هدمها. ويهدف المشروع إلى تعظيم الاستفادة من البنية التحتية الحالية من خلال تجديد وتطوير المرافق القائمة. وهذا يوفر تكاليف إنشاء مشاريع جديدة وإنشاء وتوفير مرافق جديدة لبدء الإنتاج.
وأشار إلى أن وزارة الصناعة تعمل مع كافة الجهات ذات العلاقة على وضع آليات واضحة لتقييم حالة المباني والمنشآت القائمة ووضع الإجراءات المناسبة لصيانتها وتطويرها وفق المعايير الفنية والهندسية. ويتم استغلال الأراضي غير المستخدمة من خلال التطوير الداخلي أو بالشراكة مع القطاع الخاص. يتم تأجيرها أو بيعها بسعر معقول. والفكرة هنا هي أن الحفاظ على الأصول القائمة يشكل ركيزة أساسية لخطط التنمية المستدامة.
وناقش الاجتماع طلب إحدى الشركات الحصول على الرخصة الذهبية لإقامة مشروع إنتاج المشروبات الغازية في العلمين الجديدة بتكلفة استثمارية 640 مليون دولار. تم عرض المؤشرات الاقتصادية والدراسة البيئية للمشروع، ووافقت اللجنة على ضرورة إعداد دراسة شاملة للمشروع (تتضمن استهلاك الكهرباء، وتكاليف التشغيل، وإجراءات التخفيف من الآثار البيئية، وآليات معالجة الرواسب الناتجة عن عمليات التصنيع في المشروع). وسيتم تشكيل لجنة فرعية من مجموعة الوزراء لدراسة المشروع والتأكد من عدم وجود أي تأثير له على البيئة. وأكد الوزير أنه بغض النظر عن الجدوى الاقتصادية للمشروع، فإنه لا يجوز منح أي تصريح لتصريف النفايات الصناعية في البحر أو تحت الأرض. ويهدف هذا إلى حماية المياه الجوفية والتربة من التلوث والحفاظ على توازن النظام البيئي. علاوة على ذلك فإن الالتزام بالمعايير البيئية يعد شرطاً أساسياً للموافقة على أي مشروع صناعي وتنفيذه، خاصة وأن وزارة الصناعة تنتهج سياسة واضحة ترتكز على التوازن بين التنمية الاقتصادية وحماية البيئة.
كما ناقش الاجتماع الدراسة التي أعدتها الهيئة العربية للتصنيع لإنشاء مصنع لإنتاج خشب الـ MDF من سعف النخيل بطاقة 100 ألف متر مكعب سنويا بالشراكة مع مستثمرين ألمان. وهذا سيحدث في محافظة جنوب الوادي، كونها من المحافظات التي بها مزارع نخيل كثيفة (4 ملايين نخلة). وسيساعد ذلك على تحقيق الاستخدام الأمثل لمخلفات النخيل في الصناعات الحقيقية بدلاً من حرقها أو دفنها. وأكد الوزير على ضرورة تطوير صناعة متكاملة لكافة مخلفات زيت النخيل، مشيرا إلى إمكانية استغلال مصنع قنا لإنتاج وتجهيز الأخشاب لبدء الإنتاج التجريبي هناك لمدة ستة أشهر تمهيدا لإنشاء مصنع جديد بعد التأكد من نجاح التجربة.
وناقش الاجتماع طلب إحدى الشركات الحصول على الرخصة الذهبية لتنفيذ مشروع إنتاج وتصنيع المنتجات الزراعية في منطقة المطورين الصناعيين بمدينة السادات. ووافقت اللجنة على طلب الشركة، لكنها أكدت أنه قبل منح أي تصريح فردي، يجب الحصول على تصاريح جميع الجهات ذات العلاقة ذات المتطلبات الصناعية (المناطق الصناعية، الحماية المدنية، الارتفاع، البيئة) لضمان الجدوى الاقتصادية والبيئية للمشروع. وشدد الوزير على ضرورة إصدار الرخصة الذهبية للمشاريع الاستراتيجية، مع التزام كل جهة ترخيص صناعي بمنح الرخصة ضمن فترة زمنية محددة. وأشار إلى أنه تم ضم رئيس هيئة التنمية الصناعية إلى مجلس إدارة الهيئة العامة للاستثمار والمناطق الحرة للتأكد من حصول جميع المشروعات الحاصلة على الترخيص الذهبي على كافة التصاريح الصناعية اللازمة.
كما تم الاطلاع على الدراسة الخاصة بالخامات المعدنية الرئيسية في مصر والتي أعدها قطاع الشئون الصناعية بوزارة الصناعة. وتم التأكيد على أن الخامات المعدنية تشكل عصب الصناعة نظرا لما تحتويه من معادن وعناصر ذات خصائص كيميائية وفيزيائية تستخدم في مختلف الصناعات. وأظهرت الدراسة أن الخامات في مصر تنقسم إلى خامات نادرة، وأخرى ذات احتياطيات مقبولة، وأخرى ذات احتياطيات جيدة، وذلك حسب وفرتها. وفي ضوء هذا التصنيف، تم التأكيد على أنه يجب تقييم الخامات ليس فقط من حيث توفرها، بل وأيضاً من حيث إمكانية القيمة المضافة التي يمكن تحقيقها من خلال تطبيق المعالجات الكيميائية أو الميكانيكية أو الفيزيائية، مما يؤهلها للاستخدام في الصناعات المتقدمة. كما تم استعراض الموارد المعدنية الاستراتيجية لمصر، بما في ذلك الكاولين والفوسفات والكوارتز. وشدد الوزير على ضرورة تصدير الكاولين الخام بعد تلبية الطلب المحلي وتشجيع تصدير الكاولين المكلس عالي الجودة والذي يتم إنتاجه بالحرق على درجات حرارة تتراوح بين 850 إلى 950 درجة مئوية.
وفيما يتعلق بالفوسفات، توصي الدراسة بتشجيع الشركات على زيادة تركيز المواد الخام إلى أكثر من 25 بالمائة. ومن شأن هذا أن يساعد على تعظيم القيمة المضافة وزيادة الاعتماد على الإنتاج المحلي في تصنيع الأسمدة والمواد الكيميائية الصالحة للأكل مثل ثلاثي فوسفات الصوديوم وحمض الفوسفوريك. كما ناقش الاجتماع التحديات المتعلقة بتوفير المواد الخام الاستراتيجية اللازمة لتلبية احتياجات المصانع الحالية والمستقبلية، خاصة في ظل الطلب العالمي المتزايد. كما تم تسليط الضوء على الممارسات غير المثلى في استخدام بعض المواد الخام ذات القيمة العالية من المحاجر، وخاصة الاستخدام غير السليم للحجر الجيري في صناعة الطوب الأبيض، مما يؤدي إلى هدر مادة المحجر التي تمتلك خصائص تؤهلها للاستخدام في الصناعات ذات القيمة المضافة الأعلى. وشدد الوزير على ضرورة زيادة استخدام البدائل مثل كتل الأسمنت المصنوعة من مخلفات الخرسانة ورقائق الطوب ومخلفات البناء بهدف تحسين سياسات إعادة التدوير وتقليل هدر الموارد.
كما ناقش الاجتماع فرص تطوير قطاع الرمال البيضاء والمواد الخام المرتبطة به، بما يسهم في دعم الاقتصاد الوطني وتحسين القدرة التنافسية للصناعات المحلية. وتمت دراسة خصائص الرمال البيضاء ومواقعها، بالإضافة إلى التحديات والفرص المرتبطة بعمليات الاستخراج والإنتاج. واختتم الاجتماع بعدد من التوصيات أبرزها ضرورة إعادة النظر في مصانع معالجة المعادن القائمة لضمان توفر المواد الخام المحلية والاستغلال الأمثل لها، وتوسيع نطاق إنشاء مصانع الصوف الصخري لمواكبة الطلب العالمي المتزايد على الصادرات. وبالإضافة إلى ذلك، ينبغي ربط المناطق الصناعية القائمة التي تشهد أنشطة تعدينية بمواقع هذه المواد الخام أو أقرب نقاط توفرها. وفي الوقت نفسه، سيتم دراسة إمكانيات دمج الأنشطة التعدينية في المناطق الصناعية القائمة أو إنشاء مناطق صناعية جديدة لهذا الغرض.