كامل الوزير يشعل الحماس في ملتقى طلابي موبيلتي توك! اكتشف التفاصيل الآن

افتتح الفريق مهندس كامل الوزير نائب رئيس الوزراء للتنمية الصناعية ووزير الصناعة والنقل المنتدى الطلابي “حديث التنقل” والذي أقيم بقاعة الاحتفالات الكبرى (القبة) بجامعة القاهرة.
حضر الفعالية الدكتور أيمن عاشور وزير التعليم العالي والبحث العلمي، والأستاذ الدكتور محمد سامي رئيس جامعة القاهرة، والدكتور مصطفى رفعت أمين عام المجلس الأعلى للجامعات، والسيد ليون سولير الرئيس التنفيذي لقطاع المشروعات الكبرى والرئيس التنفيذي لمنطقة الشرق الأوسط وأفريقيا بشركة سيمنز موبيليتي.
وفي بداية كلمته خلال حفل الافتتاح، أعرب الوزير عن سعادته بالتواجد في افتتاح هذا المنتدى الهام “موبيليتي توك” الذي تنظمه شركة سيمنس العالمية بالتعاون مع كلية الهندسة بجامعة القاهرة وتحت رعاية وزارتي النقل والتعليم العالي والبحث العلمي. ويأتي ذلك في إطار رؤية الحكومة المصرية لتمكين وتأهيل الكوادر الشابة للمشاركة في إدارة وتشغيل وصيانة مشروعات السكك الحديدية.
وأضاف أنه منذ أن بدأ فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية تنفيذ رؤيته في بناء الجمهورية الجديدة لم يتم الالتزام بمشروعات قومية عملاقة في كافة أنحاء الجمهورية وفي كافة المجالات لتحقيق التقدم والتنمية في البلاد. أولت القيادة السياسية والحكومة المصرية اهتماما غير مسبوق بقطاع النقل باعتباره الشريان الرئيسي الذي تبنى عليه كافة برامج التنمية الاقتصادية والاجتماعية، حيث تنفذ وزارة النقل حاليا خطة شاملة لتطوير وتحديث عناصر منظومة النقل من وسائل وشبكات (الطرق والكباري – السكك الحديدية – الأنفاق والجر الكهربائي – الموانئ البحرية – الموانئ البرية والجافة والمناطق اللوجستية – النقل النهري).
مذكراً بأن رؤية وزارة النقل تتجاوز مجرد نقل الركاب والبضائع وتشارك بفاعلية في ترسيخ مفهوم التنمية المستدامة للدولة لتحقيق التوازن بين المتطلبات الاجتماعية والاقتصادية والبيئية، بما يحقق رؤية مصر 2030 وبناء الجمهورية الجديدة التي أرسى دعائمها فخامة رئيس الجمهورية. ويتضمن ذلك توسيع وإنشاء شبكة للنقل الحضري المستدام والأخضر والصديق للبيئة. وتنفذ وزارة النقل خطة شاملة لاستكمال شبكة المترو، مع إنشاء شبكة نقل جماعي كهربائية سريعة لمواكبة جهود التوسع العمراني الواسع للدولة، وتنشيط الأنشطة الاقتصادية والتجارية والسياحية، وخدمة المناطق الصناعية، وتلبية الطلب المتزايد على النقل، وتوفير خدمات نقل جماعي حديثة وآمنة ومتميزة للمواطنين في جميع أنحاء الجمهورية. تم افتتاح المرحلتين الأولى والثانية من مشروع القطار الخفيف، ويجري استكمال المرحلتين الثالثة والرابعة.
كما تم افتتاح محطة عدلي منصور المركزية على مساحة 15 فدانًا، حيث يتم التبادل بين ستة وسائل نقل (القطار الخفيف، مترو الأنفاق الخط الثالث، خط سكة حديد السويس، السوبر جيت، BRT على الطريق الدائري عدلي منصور/السلام، BRT على الطريق البري). تم الانتهاء من تنفيذ وافتتاح الخط الثالث لمترو الأنفاق بمراحله الثلاثة، ويجري حالياً تنفيذ المرحلة الأولى من الخط الرابع. كما يجرى حالياً تنفيذ خطي مونوريل شرق وغرب النيل، كما يتم توسيع شبكة النقل بالإسكندرية من خلال تنفيذ مشروع مترو الأنفاق بالإسكندرية (محطة أبو قير – مصر، ثم العجمي، ثم برج العرب)، وإعادة تأهيل ترام الرمل.
يتم حالياً تنفيذ شبكة القطارات الكهربائية عالية السرعة. ويمتد هذا المشروع الضخم على مسافة حوالي 2000 كيلومتر، ويضم 60 محطة. وبمجرد اكتماله، سيتمكن من نقل 2.5 مليون مسافر يومياً و12 مليون طن من البضائع سنوياً. وتتكون الشبكة من ثلاثة مسارات رئيسية، أولها يربط العين السخنة بمدينة العلمين الجديدة ومرسى مطروح، مروراً بالعاصمتين الإداريتين القاهرة والإسكندرية. يبلغ طول المسار 660 كيلومترًا. الخط الثاني يبدأ في مدينة 6 أكتوبر ويصل إلى أبو سمبل في أقصى صعيد مصر ويمر بأسوان ويبلغ طوله 1100 كيلو متر. الخط الثالث يبدأ من قنا ويصل إلى سفاجا ويمر بالغردقة ويبلغ طوله 175 كيلومتر. وتجرى حاليا دراسات لإنشاء خط رابع من بورسعيد إلى أبو قير بطول 250 كيلومترا، لربط جميع الموانئ المصرية على البحر المتوسط، من بورسعيد شرقا إلى الإسكندرية غربا. وستشمل الشبكة قطارات فائقة السرعة بسرعات تصل إلى 250 كيلومترًا في الساعة، وقطارات إقليمية بسرعات تصل إلى 160 كيلومترًا في الساعة، وقطارات شحن بسرعات تصل إلى 120 كيلومترًا في الساعة.
يذكر أن إنشاء شبكة القطارات الكهربائية فائقة السرعة يهدف إلى إنشاء مركز لوجستي يربط بين البحر الأحمر والبحر الأبيض المتوسط، والذي وصفه بعض الخبراء بأنه قناة سويس جديدة على السكك الحديدية، والذي بالإضافة إلى ربط مناطق الإنتاج (الصناعية والزراعية) بالموانئ البحرية (مراكز التصدير) وربط مناطق التنمية الزراعية الحديثة (الدلتا الجديدة – غرب المنيا – توشكى – مستقبل مصر – …) بمناطق الاستهلاك وموانئ التصدير، فإنه يتيح أيضًا ربط جميع أنواع المناطق السياحية (سياحة الغوص والشاطئ في الغردقة – السياحة الثقافية بأهرامات الجيزة / أبيدوس في سوهاج / الأقصر / أسوان / أبو سمبل – السياحة الدينية في دير المحرق بأسيوط)، مما يسمح بتنوع البرامج السياحية للسائح في رحلة واحدة، وكذلك التكامل مع المطارات والموانئ البحرية والطرق لتحقيق مفهوم النقل متعدد الوسائط وربط الموانئ البحرية والموانئ الجافة ومراكز اللوجستيات ومناطق إنتاج المواد الخام والمحاجر (أبو طرطور – قنا – – أهميتها الاقتصادية والتجارية: تتمتع مصر بشبكة طرق متطورة تربطها بدول الجوار، مثل (أسوان) وموانئ التصدير، وكذلك خط السكك الحديدية مع الدول المجاورة (مع السودان من أبو سمبل إلى وادي حلفا – مع ليبيا من مطروح والسلوم إلى بنغازي وسرت) وأخيراً الحدود من التلوث البيئي من خلال تشغيل جرارات الديزل بسبب انبعاثات الكربون.
يُذكر أن مسار الخطين الأول والثاني من شبكة السكك الحديدية فائقة السرعة يتوافق مع خطة “ممر التنمية” التي اقترحها العالم المصري الكبير فاروق الباز. ويهدف المشروع إلى تحقيق التنمية الزراعية والعمرانية من خلال زراعة مليون هكتار من الأراضي وتوفير السكن لـ 20 مليون مواطن على طول طريق تنمية بطول 1200 كيلومتر من الإسكندرية إلى توشكى وأبو سمبل.
وأوضح الوزير أن أهمية مشروع القطار السريع لا تقتصر على البنية التحتية والتقنيات المتطورة، بل تمتد إلى الاستثمار في الإنسان المصري. هدفنا هو تنمية جيل من الشباب يمتلك المهارات والمعرفة والتدريب العملي اللازم لإدارة وتشغيل هذا النظام وفق أعلى المعايير الدولية. إن نجاح المشروع في مصر لا يعتمد فقط على التكنولوجيا، بل يعتمد أيضًا على الأشخاص الذين سيعملون عليه ويطورونه في المستقبل. إن طلاب اليوم هم مهندسو ومخططو ومديرو الغد، ومن الضروري والمهم أن نطلعهم في وقت مبكر على حجم المشروع وأهميته ورؤية تطويره، فضلاً عن الفرص الهائلة في قطاع النقل.
وأضاف أنه تحقيقا لهذه الغاية، ولمواكبة التنمية الشاملة لقطاعات السكك الحديدية والأنفاق والجر الكهربائي، تم وضع خطة شاملة لتنمية ورفع كفاءة العامل البشري باعتباره الركيزة الأساسية في هذه القطاعات. وتعتمد هذه الخطة على وضع معايير وأساليب جديدة لاختيار الكوادر العاملة في هذه القطاعات. ويتم ذلك من خلال التأهيل والتدريب في الأكاديمية العسكرية والجامعة العسكرية التكنولوجية والمعهد العالي لتكنولوجيا النقل. كما سيتم تنفيذ خطة لتأهيل وتدريب القوى العاملة الحالية لرفع وعيها بطرق التشغيل الحديثة للوحدات المتنقلة الجديدة.
وأكد الوزير أن هذا المنتدى يشكل في هذا الإطار منصة للحوار والتفاعل المباشر بين طلبة الجامعات والخبراء في هذا المجال المهم، بهدف رفع الوعي وتبادل الخبرات وتوفير فرص تعليمية وتدريبية حقيقية تساهم في بناء القدرات والكوادر المؤهلة. كما يعمل على إعداد الشباب ليصبحوا الجيل القادم من أصحاب العمل والمبتكرين والقادة، ويدعم رؤية مصر التنموية الشاملة من خلال ربط مشاريع البنية التحتية الكبرى بتنمية المهارات والقدرات المحلية.
وأشار إلى أن التعاون مع شركة سيمنس الرائدة في مجال تكنولوجيا النقل لا يقتصر على تنفيذ المشروعات، بل يشمل شراكة حقيقية في نقل التكنولوجيا وتدريب المهندسين والفنيين المصريين ودعم التعليم الفني والتطبيقي لضمان العمليات المستدامة والتميز المحلي. تجمع شركة سيمنز بين الخبرة العالمية والالتزام الحقيقي ببناء القدرات المحلية وتدعم أهداف الحكومة المصرية في تعزيز التصنيع المحلي من خلال نقل المعرفة والخبرة. ولا يتعلق الأمر فقط بتوفير التكنولوجيا، بل أيضًا بتنمية المواهب المحلية وبناء الجيل القادم من الكوادر المهنية.
واختتم معالي الوزير كلمته قائلاً: “أبنائي وبناتي، أعزائي الطلبة، أتوجه إليكم برسالة من أعماق قلبي، فأنتم القلب النابض لهذا الوطن العريق، وستحملون شعلة التنمية في هذا القطاع الحيوي. وطنكم يثق بكم، ويعتمد عليكم، ويوفر لكم المهارات والدعم اللازمين. فاغتنموا هذه الفرصة، وكونوا على قدر مسؤولياتكم وطموحاتكم”. وأعرب عن خالص شكره وتقديره لشركة سيمنز ورئيس شركة سيمنز العالمية السيد رونالد بوش، وكذلك للسيد مايكل بيتر رئيس شركة سيمنز موبيليتي وجامعة القاهرة ووزارة التعليم العالي والبحث العلمي وكل من ساهم في تنظيم هذا المنتدى. وتمنى للجميع منتدى ناجحا يحقق أهدافه في تمكين الشباب والنهوض بقطاع النقل في مصر.