جدل حول موضة المسلسلات التركية المعربة

منذ 18 ساعات
جدل حول موضة المسلسلات التركية المعربة

البعض يراها فرصة لتألق النجوم، والبعض الآخر يدعي أنها مجرد نسخة دون أي إبداع

وفي الآونة الأخيرة، أثير جدل حول مسلسل «لبنان المعرب» الذي تدور أحداثه حول نفس القصة والمواقع والسيناريو وتفاصيل أخرى عن أصل تركي. وبينما يحققون تقييمات ونسب تفاعل مع أبطالهم، يرى البعض أن ذلك يفتقر إلى الإبداع من جانب الكتاب والمخرجين العرب، مؤكدا أنه مجرد ترجمة حرفية للنص الأصلي.

ورغم أن هذه الأعمال ذات أصل تركي إلا أن المقارنة جاءت لصالح المسلسلات اللبنانية عند مقارنتها على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث أشاد الجمهور بالأداء التمثيلي لأبطال النسخة العربية إلى حد أن هذه الأعمال رسخت شهرة وشارك فيه بعض الفنانين وكانت بداية رائعة لهم في عالم النجوم. وأبرزهن رزان جمال وخالد شباط والسورية مرام علي واللبنانية باميلا الكيك.

ولعل أحدث هذه المسلسلات هو «القدر» بطولة قصي الخولي ورزان جمال وديمة قندلفت. وهو العمل من المسلسل التركي “لعبة القدر” مع أوزكان دنيز وخديجة شانتيل الذي عرض بين عامي 2014 و2015.

لكن منذ سنوات، كان مسلسل “عروس بيروت” بجزئيه الأول والثاني هو أول من أنتج هذا النوع من المسلسلات الدرامية، وهو من بطولة التونسي ظافر العابدين، كارمن بصيبص، مرام علي، جو طراد، وتقلا شمعون. والذي يأتي من الدراما التركية “عروس إسطنبول”، وأيضاً من مسلسل “ستيلتو” المأخوذ عنه، بطولة قيس الشيخ نجيب، ريتا حرب، ديما قندلفت وكاريس بشار عن التركي: “جرائم صغيرة”.

وكذلك مسلسل «الثمن» مع رزان جمال ونيكولا معوض وباسل خياط وهو مأخوذ من العمل التركي «ويبقى الحب»، ومسلسل «كريستال» مع خالد شباط وباميلا الكيك وستيفاني عطا الله. وهو من المسلسل التركي “حرب الورود” وأخيراً من مسلسل “الخائن” مع… سلافة معمار وقيس الشيخ نجيب ومرام علي وريتا حرب. وهو من مسلسل تركي يحمل نفس الاسم وتم عرضه في شتاء ذلك العام. الماضي على إحدى القنوات السعودية الشهيرة.

واستطاعت بعض هذه الأعمال أن تحظى باهتمام كبير لدرجة أن رواد مواقع التواصل الاجتماعي أجروا مقارنات بين النسختين العربية والتركية باستخدام مقاطع فيديو قصيرة، بينما انحاز آخرون إلى النسخة العربية وأشادوا بإنجازات الفنانين العرب. ولعل أبرز من نال استحسان الجمهور السوري هي سلافة معمار التي نالت إشادة كبيرة مقارنة بالفنانة التركية كانسو دورا.

واللافت أن هناك اتجاهاً عربياً قوياً، خاصة في لبنان، نحو إنتاج هذه الأعمال المعربة ذات الأصل التركي، ووصل الأمر إلى تصويرها في نفس مواقع المسلسل الأصلي، ربما بنفس الملابس، التي هو ما تم ترجمة نفس الجمل الحوارية إلى اللغة العربية وتم تصوير نفس المشاهد وخاصة المؤثرة منها (Master Scene) مما تعرض هذه الأعمال العربية للنقد.

ورغم نجاح بعضها، إلا أن الأمر لم يخل من انتقادات من مؤيدي الدراما وكتابها، معتبرين أن السيناريوهات مجرد ترجمة للمسلسل الأصلي ولكن مع فنانين مختلفين حيث أن التصوير تم في نفس المواقع وبنفس التصوير. المواقع والحوار وتنظيم الأحداث وكذلك نفس الملابس. بالإضافة إلى ذلك، يتهم بعضهم بالابتعاد عن العادات العربية والشرقية.

وبدأت الكاتبة اللبنانية كلوديا مارشيليان وصفها لهذه الأعمال بـ”الموضة” وقالت: “إن تقديم الأعمال المعربة هو فكرة جديدة وموضة عندما يتعلق الأمر بدقة الوصف، لكن للأسف ما لا يعجبني فيه إنه الشعور وهو ترجمة حرفية للعمل التركي الأصلي الذي يأتي منه، حيث يتعمد صناع العمل العودة إلى نفس مواقع التصوير وربما يستعينون بنفس فريق العمل ويؤلفون نفس جمل الحوار فقط مع ترجمتهم باللغة العربية، ولكن للأسف “مع التقاليد والعادات التركية، والتي قد لا يكون بعضها مقبولاً في عاداتنا العربية الشرقية”.

وفي الوقت نفسه، رفض مارسيليان تسمية هذه الأعمال مقتبسة، قائلا: “إن هذه الأعمال المعربة هي ترجمة حرفية للعمل الأصلي دون أي مساحة إبداعية كبيرة، لا في الإخراج ولا في الكتابة، وهي تعتمد على الآخر حصرا”. العروض التمثيلية للأبطال ليست اقتباسات، وأي شخص يأتي في الأصل من الأدب يعرفهم جيدًا.” بالنسبة للكتاب المسرحيين وكتاب السيناريو، الاقتباس يعني أخذ فكرة العمل بالخط العريض واستخدامها. بسيناريو وحوار مختلف كما فعلت مع مسلسل (روبي) الذي… بطولة سيرين عبد النور ومكسيم خليل وأمير كرارة، وهو مقتبس عن مسلسل مكسيكي من التسعينيات أيضا عن مسلسل (حواء). في التاريخ)، وهو مقتبس من مسلسل كندي. لقد قمت في هذه الأعمال بتغيير الكثير من الأحداث وتوجهات الأبطال ودوافعهم، وحرصت على تمثيلهم بالشكل الذي يتوافق مع مجتمعاتنا العربية وغيرها. أحد المتغيرات التي أخذتها بعين الاعتبار في النص العربي.

وانتقد مارسيليان هذه الأعمال لأن بعضها لم يراعي العادات العربية، قائلا: “الجمهور ذكي ويعرف بالضبط ما يختاره، كما يمكن للمشاهد أن ينظر إلى العمل اللبناني ويقارنه بالأصل التركي ويلاحظ أن “” “لا يوجد فرق بينهما، يمكنك أيضًا ملاحظة أن بعضها يحتوي على أحداث وعادات لا تليق بمجتمعاتنا العربية، ويمكنك أيضًا ملاحظة أن المبدعين لم يجعلوا سيناريوهاتهم أقرب إلى روح مجتمعنا العربي. المجتمع لديه.” وفرحوا بالترجمة وهذا يعتبر فخا. لقد عانى مبدعو هذه الأعمال من ألم كبير، لكن بالتأكيد مواقع التصوير الرائعة، كتلك التي شاهدناها في مسلسل “الخائن”، هي سبب لمشاهدتها.

وتابع مارسيليان: “أي موضة للأعمال الدرامية مرحب بها من قبل الجمهور حيث ينظر إليها على أنها نوع جديد كما كان الحال في السابق مع عموم العرب، والمخصص لمشاركة أكثر من فنان من جنسيات عربية مختلفة، ولكن الجميع “نوع له وقته ونهايته الخاصة، وأنا أحب ملاحظة التغيرات الاجتماعية والتنوع والاختلاف في أذواق الجمهور”.

واعتبر مارسيليان أن أكثر المستفيدين من هذه الأعمال هم بعض النجمات المشاركات فيها اللاتي تمكنن من تحقيق شهرة سريعة وانتشار أوسع، ومنهن كارمن بصيبص وباميلا الكيك وستيفاني عطا الله، وأصغرهن رزان جمال، الذي يشارك في مسلسل “القدر” المعروض حاليًا.


شارك