توقعات بتخفيض أقل للفائدة في مصر بسبب التطورات العالمية
المعطي يتوقع تخفيض أسعار الفائدة 600 نقطة أساس بدلا من 900 في 2025 الغايش: نحتاج لخفض التضخم بنحو 4% للبدء في التيسير النقدي ويتخذ بنك الاحتياطي الفيدرالي نهجا حذرا بشأن أسعار الفائدة الأمريكية بسبب المخاوف بشأن سياسات ترامب
تشير التطورات الاقتصادية العالمية إلى أن حدة تخفيضات أسعار الفائدة في مصر سوف تتراجع خلال العام الحالي 2025، حسبما قال العديد من الخبراء الذين التقت بهم الشروق، والذين اقترحوا خفضًا أقل لأسعار الفائدة من المتوقع.
وترتفع توقعات الخبراء بعد أن أظهر محضر اجتماع مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، الذي نشر أمس الأربعاء، أن ممثلي البنوك أعربوا عن قلقهم بشأن معدلات التضخم والتأثير المحتمل لسياسات الرئيس المنتخب دونالد ترامب، مما يشير إلى أن أسعار الفائدة ستكون أبطأ في الانخفاض. بسبب عدم اليقين.
وفي ديسمبر الماضي، خفض مجلس الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة الأمريكية لليوم الثالث على التوالي بنحو 25 نقطة أساس إلى نطاق 4.25% و4.5%. وجاء الخفض في خطوة تتماشى مع التوقعات، مما يزيد من تيسير السياسة النقدية ويهدف إلى منع النمو الاقتصادي من التعرض لأجرأ دورة تشديد نقدي منذ عقود وقبل تنصيب ترامب رئيسًا للولايات المتحدة في يناير من هذا العام.
وقال أحمد معطي، الخبير الاقتصادي، إن تباطؤ تخفيضات أسعار الفائدة في الولايات المتحدة سيدفع مصر أيضا إلى اتباع نفس المسار بشكل أبطأ، لافتا إلى أن توقعات خفض أسعار الفائدة في 2025 كانت عند 900 نقطة أساس، لكن حاليا أتوقع سيتم تخفيضها بحوالي 600 نقطة أساس فقط على مدار العام.
وأضاف معطي لـ«الشروق» أن مصر تنتهج حاليا سياسة مرنة وبالتالي فإن فكرة خفض أسعار الفائدة بشكل أبطأ تزيد من قوة الدولار. وتوقع أن ترتفع العملة الأمريكية أكثر خلال الفترة المقبلة. ولكن ليس أكثر من 5% كما صرح رئيس الوزراء مصطفى مدبولي في وقت سابق.
قال رئيس الوزراء مصطفى مدبولي، إن سعر الصرف قد يرتفع أو ينخفض بنحو 5% خلال الفترة المقبلة.
وقرر البنك المركزي في اجتماعه الأخير عام 2024، تحديد أسعار الفائدة على الودائع عند 27.25% وعلى القروض عند 28.25%. كما قرر تأجيل أهداف التضخم إلى 7% (± 2 نقطة مئوية) حتى الربع الرابع من عام 2026. في المتوسط – أي بين 5% و9% – مع الأخذ في الاعتبار توقعات التضخم وتطوراتها الشهرية.
قال محمد محمود عبد الرحيم، عضو الجمعية المصرية للاقتصاد السياسي والتشريعي، إن هناك حالة من عدم اليقين في الأسواق العالمية، خاصة منذ تولي الرئيس ترامب السلطة رسميا في الولايات المتحدة يوم 20 يناير الماضي، مرجحا أن هناك ” صراع “حتمي” بين جيروم باول، رئيس مجلس محافظي الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، والرئيس ترامب، الذي لا يفضل تسريع خفض أسعار الفائدة، خاصة في عام 2025 ومؤيد، ومستغرب إضافة إلى تصريحات ترامب حول وجود نوايا توسعية. من قبل المجتمع الدولي ومثلت عاملا إضافيا في المخاوف المتزايدة بشأن شكل الاقتصاد العالمي مع وجود ترامب في منصبه.
وأضاف لـ«الشروق»، أن خفض سعر الفائدة العام من قبل بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، يساهم في خفض تكاليف الاقتراض للولايات المتحدة، وهو ما يمكن أن تستفيد منه مصر، خاصة فيما يتعلق بخفض عجز الموازنة العامة للدولة إنها اقتصادية، وهناك معضلة حيث أن خفض أسعار الفائدة يساهم في أن اهتمام الولايات المتحدة بجذب السيولة الدولارية في سندات الدين هو “أموال ساخنة” للأسواق الناشئة، بما في ذلك مصر، وبالتالي تدفق الدولارات. الناتجة عن المزيد من الديون نتائج وليس في نهاية المطاف، تظل الأموال الساخنة مجرد “مسكن اقتصادي للآلام” ولا تقدم أي حلول. جوهر حقيقي.
وأشار إلى أن انخفاض سعر الفائدة يمكن أن يكون عاملا مؤثرا في تخفيف الضغوط على الجنيه المصري، وأن ذلك سيأتي على شكل تحسن، وإن كان تحسنا “نسبيا طفيفا”، في سعر الجنيه المصري. مقابل الجنيه المصري يمكن الدولار، بالإضافة إلى انخفاض تكاليف الاستيراد، خاصة أن مصر تستورد منتجات استراتيجية مثل القمح وبعض المنتجات الأخرى.
وأوضح محمود أن خفض أسعار الفائدة في مصر لن يقل عن 800 نقطة بنهاية عام 2025، مع الأخذ في الاعتبار أنه قد تنشأ بعض المتغيرات الاقتصادية المحلية والعالمية التي قد تؤدي إلى تباطؤ أو زيادة خفض الفائدة.
وانخفض معدل التضخم السنوي إلى 23.4% في ديسمبر الماضي، مقارنة بـ 25% في نوفمبر الذي سبقه. وبحسب بيانات الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء الصادرة اليوم الخميس، بلغ معدل التضخم في ديسمبر 2023 35.2%، وأظهر التضخم الشهري استقرارا.
من ناحية أخرى، قال حسام الغايش، رئيس قسم دراسات الجدوى الاقتصادية، إن تخفيض بنك الاحتياطي الفيدرالي لسعر الفائدة الأمريكي له تأثير إيجابي على مصر، حيث أن زيادته ستؤدي إلى تجنب استثمارات الديون.
وأوضح أنه على عكس التوقعات فإن معدلات التضخم في أمريكا تتراجع ببطء، في حين أن الرسوم الجمركية المرتفعة التي يريد ترامب فرضها تثير القلق وكل هذا له تأثير سلبي على الولايات المتحدة.
وأشار إلى أن التضخم لا يزال مرتفعا في مصر وأن الحكومة تحافظ على أسعار الفائدة الحالية لجذب المزيد من الاستثمار في سندات الدين. ومع ذلك، نحن بحاجة إلى انخفاض التضخم بنحو 4% لبدء التيسير النقدي.