خطيب الحرم: التعصب مرض كريه يزدري المخالف

منذ 17 ساعات
خطيب الحرم: التعصب مرض كريه يزدري المخالف

إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ د. وقد نصح صالح بن عبد الله بن حميد المسلمين بتقوى الله عز وجل في جميع الأحوال.

وقال في خطبة الجمعة التي ألقاها اليوم في المسجد الحرام بمكة: “إن صحبة المحب تقوى المودة، ومع الغريب تجلب المحبة، ومع العدو تكف الشر، ومع الغاضب يطفئ الجمر”. الناس أسرع في إظهار المودة، وأبطأهم باردي الدم، وأحقر الناس أبطأهم في إظهار المودة، وأسرعهم في العداوة. فالسباق إلى الله يكون بالقلوب والأفعال، وليس بالقوارب والأقدام.

وأوضح أن مرض التعصب ومرض العصبية يعتبران من الأمراض الاجتماعية الخطيرة التي تورث الكراهية، وتثير العداوة، وتمزق العلاقات، وتزرع البغضاء، وتفرق الجماعات، وتهدد الاستقرار، وتنشر الغربة، وتخلق جدارا متيناً بين الشخص المصاب و والبعض الآخر يمنع التفاهم ويغلق باب الحوار. يعمم قراراته ويحتقر مرتكبها.

وأكد سماحته أن التعصب مرض فتاك وهو سبب كل معاناة وركود الروح وضيق الأفق. إنه يعمينا عن الحق، ويعوقنا عن القيادة، ويثير الفتنة، ويؤدي إلى الحروب، ويثير الصراع، ويطيل أمد الخلاف. وأشار إلى أن التعصب يعني العنف والإقصاء. ويطالب بإخفاء الحقيقة وإخفائها، لأن صاحبها يرى في الحقيقة ذريعة لمن يعارضها، كما أنه يقلل من فرص التوصل إلى الحلول الصحيحة. فهو ينشر الظلم، ويضعف الحقوق، ويضعف الأمة، ويغذي الفتن والحروب الداخلية.

وذكر أن التعصب في الأفراد وفي الأسر وفي الطوائف وفي الأشخاص وفي القبيلة وفي المنطقة وفي الفكر وفي الثقافة وفي الإعلام وفي الرياضة وفي كل قضية اجتماعية أمر مبالغ فيه، لافتاً إلى حزم وشدة التعصب. موقف النبي، كما روى الإمام مسلم في صحيحه رحمه الله من حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال: «كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة، فرفس رجلاً من المهاجرين – أي ضرب – رجلاً من الأنصار، فقال للأنصاري: يا الأنصار والمهاجرون قالوا: يا، المهاجرين فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ما بال دعوى الجاهلية؟! ثم قال: اتركه فإنه منتن.

الشيخ د. وذكر صالح بن حميد أن الهجرة والنصرة وصفان شريفان كريمان، والمهاجرون والأنصار في المقدمة رضي الله عنهم وأرضاه. ولكن عندما أراد هذان الرجلان استغلال ذلك، توتر النبي صلى الله عليه وسلم وبادر لاحتواء الموقف بقوله: (دعوة إلى الجاهلية؟!) يعني: أن شرف الهجرة وشرف النصرة قد حولهما التعصب إلى صفة أخرى، بل هي محمودة، وصار سلوكاً منتناً مكروهاً، وصار جزءاً من القول الجاهلي: (فليفعلوا ذلك) فإنه نتن.) وليس هناك أدبح من هذا الوصف، ولا أعظم زجراً من هذا الوصف، الذي يدل على أن الله صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح عنه: من قاتل الناس تحت راية عمياء فهو متهم. متعصب غاضب، أو لأنه يدعو إلى التعصب أو يؤيد التعصب، فقتل قتل في الجاهلية، وفي لفظ: «ليس من أمتي».

وأوضح أن المتعصب ينسب عيوبه وأخطائه للآخرين. المتعصب يعرف حقيقة الناس، لكنه لا يعرف الناس على أنهم الحقيقة. أفكاره ورؤيته الضيقة نفاق وعلو فوق أقرانه. المتعصب يعتقد أنه على حق بالدليل وبدون دليل، والمتعصب لا يرى إلا ما يريد أن يراه.

وبين أن من صفات المتعصب التطرف في الرأي والجمود في التفكير والميل إلى العنف ضد المخالف، وأوضح أن المتعصب يميز بين الناس ويقسمهم حسب معاييرهم الدينية والقبلية والمناطقية والمذهبية والمذهبية والسياسية. الانتماءات.

وأضاف أن الإنسان لا يولد متعصباً، بل يكتسب التعصب من أسرته وزملائه ومدرسته وبيئته، لافتاً إلى ضرورة علاج التعصب من أجل محاربته وتعزيز المساواة بين الناس ونشر ثقافة الحوار. التعايش وقبول الآخر والمحبة. اعتذر واعمل معروفًا لمن تعرف ومن يعرفك.

وتابع: “إنه يمنع التعصب -إن شاء الله- الإيمان الراسخ واليقين الصادق بأنه لا عصمة لأحد إلا كتاب الله، ولا لأحد إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم”. عليه السلام، واعتبر العلماء والمشايخ هداة إلى الحق ينقلون المعلومات عن الله بقدر اجتهادهم وطاقتهم، إلا أنهم معصومون من الخطأ والخطأ، ولهم أيضا القدرة العزم على نبذ العادات والأعراف والتقاليد الباطلة المخالفة للحق والعدل. كل هذا مسؤولية أهل العلم والفضيلة والصلاح والشخصيات المتميزة والمثقفين والغيورين على الوطن والعمل على بناء الإنسان السليم ونشر العدل والإصلاح والفساد في الجميع. مقاومة أشكالها وأشكالها وقبلها وبعدها الإخلاص وحسن الخلق والابتعاد عن طمع الهيمنة والنصر والأمن من إغراء طلب المديح والزعامة وانتشار الحب في البيت والمدرسة وفي السوق وغيرها في الإعلام بكل وسائله وأدواته، وحفظ النفس من الحقد، والتحرر من الأنانية، كل ذلك يجتمع في قول النبي صلى الله عليه وسلم في كلمته الجامعة: (ليس منكم أحد). يؤمن حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه).

وأوضح أن أهل العلم قالوا: «من ولي شخصًا كائنًا من كان، ليؤيده على موافقته ويخالفه بالقول والعمل، فهو ممن له دينه، وكانت هناك فرق وطوائف». وفرحت كل فرقة، قالوا: هذه سنة أهل البدع والأهواء المنكرة. فكل من يتعصب لشخص معين فهو لا يثق به وبكل ما يخرج عن سمعة الإسلام والقرآن». «والذي في «إذا تباطأ في عمله لم يسرع» «على حسب نسبه».

الشيخ د. وأكد صالح بن حميد أن التعصب حجاب غليظ يمنع صاحبه من الحق، وأن التعصب حجاب غليظ من العلم النافع والعمل الصالح، وهو عائق منيع أمام مصلحة الآخرين، مانع من الإبداع والابتكار، مما يدل على ذلك. وأن التسامح وحده هو الذي يزيل التعصب، وأن التسامح يعني احترام التنوع وقبول الاختلاف والتحرر من التعصب ممن همهم تحقيق الحقيقة وليس انتصار الذات، من طائفة أو طائفة.

إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ د. ومن جانبه نصح خالد المهنا المسلمين بتقوى الله عز وجل. وقال: “الوحي هو كرامة الله لهذه الأمة، وهو عزتها وجلالها هو الذي يميز جميع الأمم إلى آخر الزمان”، موضحا أن الوحي هو النور الذي أنزله الله على رسوله، وأنه هو حكمه وشرعه وبشارته وتحذيره.

وأوضح أن الوحي هو الصلة بين الأرض والسماء وأنه فيه حياة القلوب والأرواح وفيه تحيا مصالح الدين والدنيا وهو النور الذي يهدي الله به كل من يعبد يريد.

وتابع: لقد شكر الله تعالى ما أنزله على عبده ورسوله خاتم الأنبياء وسيد المرسلين، فكانت معجزته التي فاقت أي معجزة لرسول كريم قبله.

وذكر إمام وخطيب المسجد النبوي أن جبريل عليه السلام كان أمينا على وحي رب العالمين الذي نزل على الرسول -صلى الله عليه وسلم- بالقرآن والسنة. السنة التي توضح أن الوحي إما أن يكون قرآناً مقروءاً، معبوداً بتلاوته، وهو كلام الله المنزل على نبيه، أو سنة نبوية، وهي السنة تفسير القرآن بجملته، والتعبير عنه، والإشارة إليه.

دكتور. وأوضح المهنا أن لأئمة السنة والحديث حق عظيم على أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأتباعهم ومن بعدهم الذين حملوا إلينا إرث نبينا علينا، وأن نتقرب إلى الله بمحبتهم وولاءهم والدفاع عنهم، مبينا أن من علامات صحة الإيمان وصحة الإيمان عبادة السنة – والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته عليه – والإيمان بصحته والخضوع له والسعي في الحكم عليه. من آمن بكتاب الله عز وجل فهو مؤمن. الحكم والالتزام بسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.

ودعا إمام وخطيب المسجد النبوي إلى التمسك بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وأحاديثه، والالتزام بها، والعضم بها بأسنانك، فإنها الحق المبين، وبه صلاح الأمة وطريقها إلى اللقاء والائتلاف وخلاصها من الفرقة والشقاق.

واختتم الخطبة بالقول إن من أعظم نعم اتباع الوحيين الكريمين وتعظيمهما والوقوف في حدودهما، صلابة إيمان المسلم بوحدة ربه، وإخلاص الدين له، وغير ذلك. هو عصمته ضد البدع والبدع. ومن عظم الوحي أمرا ونهيا ورسالة فقد عظم الله تعالى.


شارك