بعد مصرع 68 شخصا للحصول على الأرز.. ما هي أسباب الأزمة الاقتصادية في نيجيريا؟
تعرضت نيجيريا، صاحبة أكبر اقتصاد في أفريقيا، لمأساة كبرى بعد أن أدى تدافع على الأرز إلى مقتل 68 شخصا على الأقل.
وما يذهلنا في دولة مثل نيجيريا، ذات المساحات الزراعية الشاسعة وحقول النفط الغنية، حيث كانت الأزمة الاقتصادية المستمرة منذ أشهر كافية لوضع المجتمع النيجيري في وضع خطير على حافة المجاعة.
وتعدد صحيفة الشروق أشهر حلقات الأزمة النيجيرية التي أدت إلى التدافع الأخير على طوابير الأرز، نقلا عن مواقع رويترز الألمانية، وهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي)، وموقع ووديتش فيلا الألماني.
-قبل الأزمة
وتعاني دولة نيجيريا من عدة صراعات في مناطقها الزراعية مثل تمرد جماعة بوكو حرام في الشمال وصراع الرعاة والمزارعين في الوسط وانتشار العصابات الإجرامية في الشمال الغربي مما أدى إلى هجرة المزارعين من الحقول الزراعية بحيث تعتمد الدولة النيجيرية بدلا من ذلك على استيراد الأرز خاصة من الخارج.
وبالإضافة إلى الصراعات، تواجه نيجيريا موجة من تأثيرات تغير المناخ، والتي تتجلى في الفيضانات والجفاف. وكان أقوى هذه الفيضانات صيف 2024 في شمال نيجيريا الذي دمر محاصيل الأرز لأكثر من 10 ملايين شخص.
– الديون الداخلية
بدأت الأزمة النيجيرية في عهد محمد بوهاري الرئيس النيجيري الأسبق، عندما تقدمت الحكومة بطلب للحصول على 19 مليار نايرا من البنك المركزي النيجيري كقرض داخلي وهكذا تم طباعة الكثير من العملة المحلية وكانت النتيجة بداية انخفاض حاد في قيمة النايرا مقابل الدولار الأمريكي.
وتزامنت أزمة الديون الداخلية مع قرار الحكومة وقف استيراد الأرز من الخارج لتشجيع المزارعين على إعادة الاستثمار وزراعة المحصول المحلي. ومع ذلك، فإن هذا لم يؤدي إلى زيادة إنتاج العمالة للمزارعين في الوقت الذي توقفت فيه واردات المواد الغذائية الخام الرئيسية.
وبدأ الرئيس النيجيري الحالي فترة ولايته عام 2023 بقرارات إصلاحية قوية، أهمها استقلال النايرا عن الدولار. وكانت نتيجة هذا القرار انخفاضًا إضافيًا بنسبة 60٪ في قيمة النايرا. وأدى ذلك إلى ارتفاع تضخم الأسعار حيث يعتمد الغذاء على الواردات الأجنبية.
وأضاف تينوبو قرارا آخر يتعلق بأسعار الوقود إلى القرار النقدي، وهو مضاعفة سعر النفط للمستهلكين النيجيريين رغم وفرة النفط الخام في الحقول النيجيرية، كما أثر الوقود على تشغيل الآلات الزراعية ونقل المحاصيل. ما هو سبب ارتفاع أسعار المواد الغذائية المحلية لزيادة تكاليف النقل والإنتاج؟
وكانت أزمة نقص الغذاء وارتفاع الأسعار قد أثارت مظاهرات حاشدة في نيجيريا في أغسطس الماضي، مما أدى إلى اشتباكات بين المتظاهرين وقوات الشرطة خلفت سبعة قتلى من المتظاهرين قبل انتهاء حركة الاحتجاج مع استمرار المجاعة في النمو. وتوقعت الأمم المتحدة أن يرتفع عدد ضحايا المجاعة في نيجيريا إلى 33 مليون شخص، أي بزيادة قدرها 30% عن العام الماضي.