سمير مرقص: المبادرة الرئاسية للحوار الوطني تجسد المعنى الحقيقي للمواطنة
ونوه إلى أنه لا يمكن لأحد أن يوقف التطور التكنولوجي بعد أن شهد طفرة سريعة ومتلاحقة ومذهلة في مختلف التقنيات، والمخاطر تكمن في سوء استخدام هذه التقنيات. وهنا لا بد من خلق وعي جماعي لمشروع يحد من أضرار هذه التكنولوجيا، وهذا الأمر ليس مستحيلا ويجب علينا تحسين التعليم والثقافة لتوصيل الأفكار إلى المواطنين. التكنولوجيا البسيطة بمثابة حصن ضد مخاطر أي تكنولوجيا ضارة.
تطور الحركة الثقافية في مصر
وفي إشارة إلى تطور الحركة الثقافية على مدى أكثر من قرن، قال مرقص إن الحركة الثقافية المصرية شهدت تطورات كبيرة بين التراجع والصعود في عدة عصور، وأن عصر رفاعة الطهطاوي شهد ذروة النهضة الثقافية. في الربع الأول من القرن التاسع عشر وما بعده.
بعد ثورة يوليو عام 1952، ظهر الاهتمام بالثقافة كرؤية وكمشروع قادر على دمج فناني ما قبل يوليو مثل نجيب محفوظ وتوفيق الحكيم مع يوسف إدريس ونعمان عاشور، إلى جانب فيلم لإنتاج عصر النهضة والحداثة. بعد حرب أكتوبر حدث تراجع ثقافي، ويُنسب إلى حقبة الثمانينات الفضل في انفتاح الإبداع الثقافي دون تدخل الدولة. وشهدت هذه الفترة عمالقة الثقافة في مجالات السينما والأدب والأغنية وغيرها.
وأوضح أن أحد الأسباب الرئيسية لتراجع الحركة الثقافية هو النظر إلى الثقافة كمشروع “اقتصادي” وبالتالي لم يعد هناك مشروع يمكن تبنيه بسبب هيمنة إنتاج “السوق” وتراجعه. من ذلك أيضًا كان عدد الأفلام في انخفاض مقارنة بالأوقات السابقة عندما تم إنتاج أكثر من 100 فيلم سنويًا.
وأوضح مرقص أن التكنولوجيا المتقدمة في المجال الإبداعي تتيح لنا فرصة جديدة لإحياء المشروع الثقافي على غرار ما بدأه رفاعة الطهطاوي وثروت عكاشة، كما يمكن تبني الفكرة كمشروع تنويري واسع النطاق.
حلم فترة العزلة
وعن الظروف التي ألف فيها كتابه “أحلام فترة العزلة”، أوضح مرقص أن الفكرة خطرت له عندما كان معزولا في منزله أثناء انتشار فيروس كورونا عام 2020 وأنه تحول مع الوقت إلى حالة بحثية. استشراف خصائص عالم ما بعد كورونا. الكتاب كان محاولة لفهم هذا العالم الجديد، خاصة أن عالم ما بعد كورونا ليس… هو كسابقه بعد التسارع الرهيب للتقنيات التكنولوجية.