المؤشر العالمي للفتوى: 33% من فتاوى الجماعات المتطرفة يستهدف نشر الفوضى وزعزعة أمن المجتمعات
انطلقت الورشة الأولى تحت عنوان “مواجهة الفتاوى العشوائية لتفعيل دور مؤسسات الإفتاء في مكافحة الفوضى المعاصرة” ضمن فعاليات الندوة الدولية الأولى التي نظمتها دار الإفتاء بالتزامن مع اليوم العالمي للإفتاء بعنوان “تحقيق الإنجاز” الفتوى والأمن الروحي”.
وناقشت الورشة ظاهرة الفتاوى العشوائية أسبابها ومظاهرها وآثارها بحضور عدد من المختصين من مجالات الفكر والدين والمجتمع والإعلام.
بدأت الورشة مع د. وقدم طارق أبو هشيمة مدير الفهرس العالمي للفتوى دراسة للمركز بعنوان “مواجهة الفتاوى العشوائية.. نحو تفعيل دور مؤسسات الإفتاء في مواجهة الفوضى المعاصرة”.
وقد اشتملت دراسة فهرس الفتوى على سبعة أقسام. وقد أوضح المبحث الأول المقصود مفاهيمياً بـ”ظاهرة فوضى الفتاوى”، وناقش المبحث الثاني أسباب فوضى الفتاوى الإلكترونية، بينما تضمن المبحث الثالث تحليلاً لثلاث ظواهر مسؤولة بشكل خاص عن فوضى الفتاوى: ( الشائعات – الاتجاهات). وصفة للتحقق من الفتاوى المضللة وجهود المؤسسات الدينية الرسمية في هذا السياق وتوصيات لمكافحة الظاهرة.
واعتمدت الدراسة على التحليلات الإحصائية والشرعية لعينة من الفتاوى والآراء غير المنضبطة، قدرت بـ (300) فتوى ورأي، بالإضافة إلى عدد من الدراسات والإحصائيات التي تناولت ظاهرة الفتاوى العشوائية. كما اعتمدت منهجية الدراسة على آلية “تحليل المحتوى” بطبيعتها الكمية والموضوعية للوصول إلى النتائج والاستنتاجات بالإضافة إلى القياس الكمي لردود الفعل والتغذية الراجعة.
وأشار أبو هشيمة إلى أن 39% من مواقع التواصل الاجتماعي هي مصدر فتاوى عشوائية ومضللة، تليها المواقع والمنتديات (28%)، ثم البرامج الفضائية (22%)، وأخيرا التطبيقات الهاتفية (11%).
وشدد على أن هناك أسبابا عدة أدت إلى انتشار فتاوى خارجة عن الضبط، مشيرا إلى أنها تتعلق إما بالمفتي، أو بطالب الفتوى، أو بوسائل الإعلام التي تنشر الفتوى.
وأشار إلى أن الأسباب الرئيسية لفوضى فتاوى المفتي كانت كما يلي: التطور التكنولوجي، واتساع الفضاء الرقمي، وريادة من ليس مؤهلا لإصدار الفتاوى، والارتباك حول المؤسسة الدينية الرسمية المسؤولة عن الإصدار. من الفتاوى، والتسرع في الإفتاء، والسعي وراء الشهرة والاتجاه، والتعصب المذهبي وغياب الوساطة، وعدم تركيز المفتي على حقيقة بلد المدعى عليه وما يحدث هناك يحدث للسماح بفكرة أو حركة معينة وخدمتها.
وأضاف: “من الأسباب الرئيسية لفوضى الفتاوى المتعلقة بالمفتي: الجهل الديني، والاستفتاءات دون الحاجة إلى الحجج، والاعتماد على الإنترنت للحصول على الفتوى، والتساهل في الاستفتاء، والخلط بين مؤشر الفتوى أيضا”. بحثت في أهم الأسباب المتعلقة بالشركة الإعلامية. وأهمها: استخدام الفتوى لأغراض تجارية، وعدم وعي بعض الإعلاميين بالأهمية الزمنية للفتوى وعرضها على السائل، فضلا عن البحث عن الشخصيات المثيرة للجدل “الاتجاه”.
وتابع: هناك مثلث الفوضى والفتاوى. أولاً: فتاوى الشائعات المبنية على معلومات غير موثوقة وتؤجج الصراع، ثانياً: فتاوى حول الاتجاهات التي تسعى إلى الشهرة والانتشار السريع على حساب الثوابت الشرعية والأخلاقية، وثالثاً: فتاوى على المنصات الإلكترونية التي تعتمد على منصات التواصل الاجتماعي وغير الرسمية قنوات لنشر أفكارهم، وأكد المؤشر أن المحاورين الثلاثة عكسوا التحديات التي تواجهها المؤسسات الدينية في السيطرة على الفتوى والخطاب الديني.
وأشار إلى الاعتماد على أخبار غير موثوقة أو غير مؤكدة، وإثارة القلاقل بين الناس، والمبالغة والمبالغة في طرح بعض موضوعات الفتوى، والحضور الرقمي عبر وسائل إعلام غير موثوقة، وأيضا التناقض مع الثوابت الشرعية، كأسباب رئيسية لانتشار الشائعات، وحلل عينة من الفتاوى. من الجماعات المتطرفة ووجدوا أن (33%) منها هدفت إلى نشر الفوضى ونشر الفرقة وزعزعة أمن المجتمعات.
وتابع: “أما فيما يتعلق بالجوانب الرئيسية للفتاوى الرائجة، فقد أكد المؤشر أنها تتعلق بأحداث جارية أو موضوعات رائجة على وسائل التواصل الاجتماعي لكسب الشهرة الشخصية. فهي تتعارض مع القواعد القانونية من جهة والمعايير الأخلاقية من جهة أخرى، وتركز على مواضيع لا فائدة منها أو مفيدة للأفراد والمجتمعات.
وتابع: “قام مؤشر الفتوى في دراسته بتحليل الفتاوى الرائجة خلال الأشهر الثلاثة الماضية (سبتمبر – أكتوبر – نوفمبر 2024) وخلص إلى أن (56%) من اتجاهات الفتوى غير الرسمية أحدثت بلبلة وفوضى دينية واجتماعية، كما هذه الفتاوى وضعها.” العوام في حيرة. وما أقنعني هو أن ترك الباب مفتوحا لمثل هذه الفتاوى في مختلف مواقع التواصل الاجتماعي لتحقيق جنون الشهرة أو المكسب المادي سيؤدي إلى… تراجع قيمي وأخلاقي».
وعن أبرز الفتاوى السلبية والقضايا الدينية التي أحدثت جدلا كبيرا وفوضى دينية واجتماعية في الأشهر الثلاثة الأخيرة، أوضح أن أولها الفتوى التي أباحت سرقة الماء والكهرباء والغاز، والفتوى الأخرى حيث طالب المصدر بالمساواة بين الرجل والمرأة في الميراث.
وتابع: “هناك علاقة عكسية بين تأثير الاتجاهات في الفتاوى السلبية ومستوى الوعي الديني والاجتماعي، حيث يزداد تأثير هذه الاتجاهات في المجتمعات التي يكون فيها الوعي الديني منخفضا ومستويات التعليم منخفضة، والرذيلة. ” والعكس صحيح.”
وأشار إلى أن الفئات العمرية الأصغر سنا هي الأكثر تأثرا بالظاهرة السائدة بسبب قلة الخبرة والوعي، في حين أن الفئات العمرية الأكبر سنا لديها وعي أكبر يسمح لها بالتعامل مع الظاهرة بحذر وحكمة.
أما عن فتاوى دعاة المنصات الإلكترونية ووسائل التواصل الاجتماعي، فأشار إلى أنها فتاوى لشخصيات مشهورة على المنصات الإلكترونية ووسائل التواصل الاجتماعي، تتجاوز حساباتها الرسمية على القنوات الرقمية ملايين المشاهدات رغم تأثيرها الكبير على الجمهور وفي بعض الأحيان يمكن أن يكون مصدرا للفوضى في الفتاوى. ومن خلال هذه المنصات، تحولت الفتوى إلى أداة تسويقية شخصية، واستخدمت كوسيلة لزيادة شهرة الداعية وتحسين مكانته الاجتماعية والإعلامية.
وأضاف: “ومن أبرز المظاهر المرتبطة بهذه الفئة من الفتاوى: إصدار فتاوى دون مؤهلات علمية كافية، واستخدام المنصات الإلكترونية لترويج الأفكار أو الآراء الفردية، والسعي إلى تفاعل عام مكثف من خلال تقديم فتاوى تتفق مع القضايا الراهنة”. والاعتماد على وسائل الاتصال.” وتعتبر وسائل التواصل الاجتماعي والقنوات الخاصة المنابر الرئيسية لنشر الفتاوى، مما يفقد الفتاوى طابعها الرسمي.
وفي نهاية محاضرته أوضح أبو هشيمة الخطة الدراسية للحد من فوضى الفتوى، سواء للمفتي أو الإعلامي أو المتلقي للفتوى وهو المسؤول عن الاختيار الصحيح للفتوى.
وتابع: “وفيما يتعلق بتنظيم عمل الفتوى المؤسسية، أوصى مؤشر الفتوى بوضع معايير واضحة لمؤهلات المفتين، وإدخال قوانين تحرم إصدار الفتاوى دون ترخيص معتمد من الجهات ذات العلاقة أو تجريم علمي”. التأهيل، والتعاون مع القنوات الإعلامية والرقمية.” منصات لتقديم برامج توعوية توضح خطورة الفتاوى غير الموثوقة وأثرها على المجتمع، وتعزيز منصات الفتوى المعترف بها، تعاون أكبر بين مؤسسات الإفتاء الرسمية، واستخدام الوسائل التكنولوجية الحديثة وأدوات الذكاء الاصطناعي في عرض الفتاوى واحترام أكبر للفتاوى. الجماعية.”
وتابع: “أما فيما يتعلق بتنظيم العمل الإعلامي بشأن مسألة الفتوى، فقد دعا مؤشر الفتوى وسائل الإعلام إلى تسليط المزيد من الضوء على العلماء المؤهلين من المؤسسات الرسمية مثل الأزهر ودار الإفتاء في وسائل الإعلام المختلفة وتوفير الإعلام الديني. “برامج تناقش الفتاوى والمسائل الشرعية بشكل مبسط وسهل للناس وتبعد الجمهور عن الفتاوى غير الموثوقة وتعلمهم الفرق بين الوظائف الدينية المختلفة والظهور الإعلامي والاستفادة منها”.
ونظرا لتطوير الجانب التوعوي لدى الجمهور المتلقي للفتوى، أوصى المؤشر بضرورة معرفة كيفية التحقق من صحة الفتاوى بمختلف الطرق والوسائل، ونشر الوعي المجتمعي بالفتاوى الصحيحة، والقيام بحملات توعوية على مستوى المدارس والجامعات والمجتمع ككل حول كيفية الحصول على الفتوى من المصادر الموثوقة، وكيفية تعزيز الفهم الديني الصحيح عبر وسائل التواصل الاجتماعي، بعيداً عن العشوائية وغير المنضبطة الابتعاد عن مصادر الفتوى والاعتماد على المصادر الرسمية المتعارف عليها في الفتوى.