شهادات سجن صيدنايا.. معتقل ناج يروي لحظات مأساوية لقتل أخيه أمام عينه من شدة التعذيب

منذ 16 أيام
شهادات سجن صيدنايا.. معتقل ناج يروي لحظات مأساوية لقتل أخيه أمام عينه من شدة التعذيب

بعد اجتياح العاصمة السورية دمشق والإطاحة بنظام الرئيس السوري بشار الأسد، تمكنت قوات المعارضة السورية من اقتحام سجن صيدنايا وتحرير كافة السجناء فيه.

صيدنايا هو واحد من أكثر السجون العسكرية السورية تحصينا وأحد أكثر المواقع سرية في العالم. كما أطلق عليه اسم “السجن الأحمر” بسبب التعذيب والحرمان والاكتظاظ نتيجة الأحداث الدموية التي شهدتها.

وفي عام 2019، قدم كتاب “سجن صيدنايا خلال الثورة السورية: شهادات شهود” الصادر عن رابطة معتقلي ومفقودي سجن صيدنايا، تفاصيل مروعة عن الحياة في السجن سيء السمعة، بحسب كلمات 14 شخصاً نجوا من الموت. وتعرضوا لأشد أنواع التعذيب والترهيب.

ويحكي الكتاب عن مذكرات الأسرى والمصاعب التي واجهوها بسبب الجوع ونقص المياه وتدهور صحتهم والعقوبات والإعدامات التي فرضت عليهم وأساليب التحقيق الوحشية.

ووثق الكتاب اللحظات التي قُتل فيها السجناء في السجن، والأساليب التي استخدمها حراس السجن بعد ذلك لترهيب الباقين بجثث القتلى، بحسب شهادة أحد السجناء، وكيف أجبرهم حراس السجن على القتل. زملائهم الأضعف مقابل الحفاظ على حياتهم وتزويدهم بالطعام الإضافي.

-الشهادة الثامنة: نكسر عظام صدره وقد يكون هناك مشكلة في رئتيه

ونقل الكتاب عن أحد السجناء ويدعى محمد قوله: “حدث هذا قبل خروجي من السجن، بحوالي خمسة أو ربما أربعة أشهر، عندما نادوا باسمي ليأتي ويزورني”. اذهب يا ابن فلان فإنك تريد أن ترضى منه. هل تأتي زوجتك لزيارتك؟

وأضاف: “هذا الكلام المؤذي يرافقه لكمات وركلات حتى نصل إلى صالون تصفيف الشعر حيث نتخذ وضعية “الركوع” على الحائط بينما لا يزال القافزون يغطون رؤوسنا وهنا يأتي حراس السجن ويمرحون معنا”. لنا: «يسجدون ويركعون»، وفي هذه الأثناء يدوسون علينا ويركلوننا ويضربوننا بالأنبوب الذي يسمونه «الإبراهيمي الأخضر»، بينما الحلاق يتسلى أيضًا بشفرة الحلاقة. لكمة في الوجه.”

وتابع: “كان سترتي ظاهراً قليلاً، وعند دخولي الصالون لاحظت وجود شخص ملقى في منتصف الغرفة. لقد كان نحيفًا جدًا، مجرد جلد وعظام. كان أخي الصغير أحمد. كنت أعرف جسده، لكن هشاشته جعلتني أشك، فدعوت الله أن لا يكون هو. عندما بدأ يئن كنت متأكدا يا أخي.”

وتابع: “كنت في مواجهة الحائط، فناداني حارس السجن وترك جانبًا آخر من شاربي وترك الجانب الآخر، وعندما تفتح عينيك يضربك بالموسى”. بعد أن ينتهي يقول لي أن أعود إلى شقتي يا حيوان؟ خذها وألقها في سلة المهملات.

وأضاف: “وصل الزوار إلى القاعة المخصصة وبدأ الحراس ينادون بأسمائنا إلى من يجب أن نذهب. دخل أحدهم وقال اسم أخي، لكن لم يجب أحد. وقال له آخر: أهذا الحيوان الذي في ذلك؟ “لقد تجاهلوا الأمر وبعد فترة ناديوا اسمي ولاحظوا تشابه اللقب والاسم. أب”. سألني حارس السجن: هل هذا أخوك؟!

وتابع: “ركضت بشغف إلى أخي لأحتضنه وأضمه وأحميه بجسدي. لا أعلم، لقد حملته على ظهري، ورغم أن جسمي كان نحيفًا جدًا إلا أن وزنه كان خفيفًا. قال لي يا أخي لم أعرف ما الذي أشجعه في هذا الموقف فقلت لا بأس.. الله يساعدني.. باب غرفة الزيارة وسخروا مني وضربوني وهو. وعندما وصلت، قال أحدهم: “دو هون، لقد وضعته على الأرض وكانت تلك آخر مرة لمسته فيها”.

وأضاف محمد: “لقد أحضروه إلى القاعة وهنا سأكمل القصة نقلاً عن والدتي وأختي التي كانت في الزيارة. قام اثنان من حراس السجن بحمله أو جره، ولكي يتمكن من الاستمرار في الوقوف، قاموا بسحبه إلى الشبكة وقام أحدهم بدعمه بيده خلف ظهره. وفي تلك اللحظة رأته أختي فقالت لأمي: هذا الشاب كيف كان أهله يريدون زيارته؟!! فنظرت إليه أمي وقالت: نعم والله إنه ذنبي، هكذا ستتحمل أمه رؤيته، حتى نادى حراس السجن على أمي وقالوا: هذا ابنك!

وأضاف محمد: “في البداية قالت: مستحيل أن تتكلم معه، لتهدئتي. ماذا يمكنني أن أقول حتى؟ لا تذهب أبعد من “كيف حالك؟” … كيف حالك؟ … أحضر لي بعض الملابس.”

وتابع: “ولما انتهت الزيارة وخرجت، جاءني أحدهم وقال: تعال يا ابن هذا الأحمق”. جاء أحدهم، وكان مثل رجل عصابة، وكان معه حوالي عشرة أشخاص. سأل الأول عن أخي الذي كان ملقى على الأرض: “ما هذا؟” أجاب: “هو قول أمام أهله أنه مصاب بمرضين”، قال: “آه… لا ينبغي لنا”. لا تعطيه جهازاً صناعياً، أعطيه تهوية”.

وتابع: “وضعوا أخي على ظهره وبدأ بالقفز ثم سقط على رقبته. لا أستطيع أن أنسى صوت لهثه وهو يلتقط أنفاسه بين خطوة وأخرى، فقفز حارس السجن أكثر وسأله: هل تتنفس؟ فأجاب أخي: شخص مكسور في عظامه يعاني صدره من مشكلة في الرئتين”. وكان يلهث، فلما بدأ ينزف قال أحدهم: عليك دم من ابن فلان.

وأضاف محمد: “وكنت لا أزال في وضع السجود. وضع أحدهم قدمه على رأسي، وكلما تحدثوا عن شيء ما، كان يدوس علي أكثر بحذائه ويقول: “استعدي”. “”إنه دورك”.” ماذا يمكن أن يفعل الناس في لحظة كهذه؟ “يا رب هذا قرارك فينا وأنا راضٍ عنه”.

وتابع: “وأخيراً جاء شخص يبدو أنه أعلى مرتبة من الحاضرين وسأل عن أخي: ما هذا؟ فأجابه أحدهم: هذا سمين، فقال: هيا”. “، خذوه، وتهامسو فيّ قليلاً، ثم قال: “هذا خده أيضاً”.


شارك