حصاد 2024| محمد صلاح ونهاية أسطورية تقربّه من الكرة الذهبية
محمد صلاح هو أفضل لاعب في العالم حاليًا. ربما هذه حقيقة وليست وجهة نظر. في مباراة واحدة يحطم الملك المصري أكثر من رقم قياسي وهو في أفضل مستوياته الفنية على الإطلاق.
ولو حافظ صلاح على هذا المستوى من التميز حتى نهاية الموسم، لربما فاز ليفربول بالدوري الإنجليزي ودوري أبطال أوروبا، ويصبح أول عربي على الإطلاق يفوز بالكرة الذهبية لأفضل لاعب في العالم.
ويأتي نجاح صلاح في تحطيم الأرقام القياسية وعقد المقارنات مع أساطير اللعبة، في وقت يخشى فيه الكثيرون من تأثر اللاعب سلباً بعدم تجديد عقده الذي ينتهي بنهاية الموسم الحالي.
ووفقا للوائح، يحق لصلاح التفاوض مع أي ناد غير إنجليزي اعتبارا من يناير من العام المقبل، كما يمكنه التوقيع على عقد مبدئي.
وكشف صلاح في تصريحات سابقة أثارت الجدل، عن شعوره “بالإحباط” من إدارة ليفربول لعدم تقديم عرض جديد مناسب للاحتفاظ بخدماته. ومع ذلك، بالنسبة لمشجع ليفربول، فهو يريد أن يستمر صلاح في الإحباط إذا كان يريد مواصلة اللعب بمستوى متميز.
ومع بدء موسم عيد الميلاد، أصبح صلاح أول لاعب في تاريخ الدوري الإنجليزي يصل إلى أرقام مضاعفة في الأهداف والتمريرات الحاسمة، حيث سجل حتى الآن 15 هدفًا وقدم 11 تمريرة حاسمة قبل أن يضيف هدفًا آخر إلى رصيده ضد ليستر سيتي.
ويعد النجم المصري هداف المسابقة بفارق 3 أهداف خلف ماكينة الأهداف إيرلينج هالاند، رغم أن الملك المصري يشغل مركز الجناح الأيمن وليس رأس الحربة الواضح.
مخاوف بعد النادي
حاليًا، لا شك أن صلاح يتمتع بأفضل لحظاته، لكن الواقع أن ذلك لم يكن متوقعًا، خاصة بعد إعلان المدرب يورجن كلوب رحيله نهاية الموسم الماضي.
ومع أنباء تعيين الهولندي آرني سلوت مدربا لليفربول، كثرت التكهنات حول قدرة صلاح البالغ من العمر 32 عاما على التكيف مع أسلوب اللعب الجديد.
وإذا كان صلاح غاضبا من كلوب بسبب استبداله في أكثر من مباراة، فما رأي الكثير من الناس فيما قد يحدث عندما يعمل مدرب هولندي جديد في إنجلترا لأول مرة؟
في الواقع، تبدو هذه المخاوف طبيعية، لكن ليس بالنسبة للملك المصري.
وفي الموقع، أجبر صلاح مدربه الجديد على وضع اسمه في التشكيلة الأساسية ثم محاولة إكمال باقي عناصر الفريق، رغم إدراكه لأهمية اللاعبين الآخرين وعلى رأسهم القائد فيرجيل فان دايك، ولم يكن من الممكن استبدالهم. يعد استبدال اللاعبين المصريين خيارًا أكثر في معظم الحالات.
والسبب في ذلك ببساطة هو أن صلاح لم يعد مجرد اللاعب الذي يكمل الهجمة المرتدة ويسجل الهدف، بل هو اللاعب الذي يصنع الأهداف ويبدأ الهجمات وأحيانًا ينهيها، حتى أنه بدا يتذكر ما فعله ليونيل ميسي في أفضل أوقاته. مع…برشلونة.
ماذا حدث في أوائل عام 2024؟
وكان صلاح قد تعرض للإصابة في يناير الماضي قبل نهاية الشوط الأول من مباراة مصر أمام غانا في بطولة كأس الأمم الأفريقية. وبعد قضاء عدة أيام في ساحل العاج، غادر البلاد وعاد إلى إنجلترا لتلقي العلاج ويحتفظ بآمال كبيرة في العودة إلى النهائيات في حال تأهل مصر.
الحقيقة هي أن مصر خرجت من البطولة، لكن هذا ليس كل شيء.
ما حدث هو أن صلاح تعرض لانتقادات شديدة من وسائل الإعلام والجماهير والعديد من المدربين والمحللين. وتساءل كثيرون: كيف يمكن لقائد منتخب مصر أن يغادر البعثة حتى لو كان مصابا؟ قال البعض إنه كان يجب عليه البقاء لدعم زملائه في الفريق.
وشاء القدر أن أطلق حسام حسن، الهداف التاريخي لمنتخب مصر، تصريحات قوية ضد صلاح خلال التحليل التلفزيوني لمنافسات كأس الأمم، وأصبح مدربا لمنتخب مصر بعد فترة قصيرة من إقالته وأدى البرتغالي روي فيتوريا إلى توتر العلاقة مع صلاح قبل أن يتدخل العقلاء للتنصل منه.
وبعد عودة صلاح إلى إنجلترا، أصبح من الواضح أن الإصابة كانت أكثر خطورة مما كان متوقعا وغاب عن ثلاث مباريات أمام تشيلسي وأرسنال وبيرنلسي. عاد لفترة وجيزة ضد برينتفورد، وسجل هدفًا وصنع هدفًا، لكنه فشل في القيام بذلك حيث بدا أن الإصابة قد تكررت، مما جعله يغيب عن مباراتين متتاليتين ثم لعب لمدة نصف ساعة ضد مانشستر سيتي.
لم يتمكن صلاح من اللعب بانتظام في التشكيلة الأساسية إلا في نهاية مارس، ولكن منذ عودته من الإصابة بدا اللاعب المصري بعيدًا عن مستواه المعتاد، حيث سجل ثلاثة أهداف فقط بنهاية الدوري الإنجليزي الممتاز. وسط تساؤلات حول مدى قدرته على استعادة مستواه السابق.
ما حدث بعد ذلك وحطم صلاح العديد من الأرقام القياسية التي نسيها الموسم الماضي.
وفي 17 جولة من الدوري الإنجليزي، سجل صلاح في 15 مباراة وفشل في البداية أمام نوتنجهام فورست، ثم تلقى ليفربول هزيمته الوحيدة، ثم فاز ناديه في مباراة صعبة أمام كريستال بالاس.
ما تفاصيل أزمة التعاقدات؟
ولا تتعلق الأزمة بمدى رغبة ليفربول في الاحتفاظ بصلاح، أو حتى برغبة النجم المصري في الاستمرار مع ناديه، بل ببنود العقد.
وبحسب العديد من المصادر، فإن صلاح يريد التمديد لموسمين بنفس التعويض المالي، بينما يحاول ليفربول تقليص المتطلبات المالية والتمديد لموسم واحد، حيث يعتمد النادي في الغالب على سياسة التمديد لمدة عام لكل لاعب يتجاوز سن 30 قد.
ورغم ذلك، يبدو أن ليفربول غير مستعد للتخلي عن نجمه الأول، كما أن صلاح نفسه لا يضمن أنه سيعيش ملكا متوجا، كما هو الحال في ليفربول. حتى أنه تلقى دعمًا هائلاً من الجماهير فور إهداره ركلة جزاء في مباراة مهمة ضد ريال مدريد في دوري أبطال أوروبا.
وتشير كل الدلائل إلى أن أزمة العقود تنتهي باتفاق ليفربول وصلاح على تمديد العقد، رغم أنه لا شيء مضمون في عالم كرة القدم.
والآن علينا فقط أن ننتظر الأسابيع القليلة المقبلة أو ربما الأشهر القليلة المقبلة لنعرف هل سينتهي هذا “الفيلم” بنهاية سعيدة ويتوج الملك المصري بجوائز فردية وجماعية في النهاية أم ستكون هناك مفاجآت و سنرى أنه في الموسم المقبل سيدافع عن ألوان فريق آخر مثلا الهلال السعودي أو باريس سان جيرمان.