زيلينسكي يهاجم محادثات شولتس وبوتين: فتحت صندوق الشر
في الساعات الأولى من صباح السبت، انتقد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بشدة المحادثة الهاتفية بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والمستشار الألماني أولاف شولتز.
وقال الكرملين إن بوتين أكد خلال الاتصال الهاتفي على ضرورة أخذ مصالح موسكو الأمنية في الاعتبار عند إيجاد حل للصراع في أوكرانيا.
وجرت هذه المكالمة الجمعة، وهي الأولى بين الزعيمين منذ نحو عامين، في وقت يشهد شولتز استعدادات لإجراء انتخابات مبكرة في ألمانيا وتنتظر أوروبا تفاصيل خطة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب لإنهاء الحرب في أوكرانيا.
وجاء في بيان للحكومة الألمانية أن شولتز دعا بوتين إلى سحب قواته من أوكرانيا وبدء المفاوضات مع كييف لتحقيق “سلام عادل ودائم”.
من جانبه، قال الكرملين إن الاتصال تم بناء على طلب برلين وأكد أن بوتين أبلغ شولتز بأن أي اتفاق لإنهاء الصراع يجب أن يأخذ في الاعتبار المصالح الأمنية لروسيا ويعكس “الحقائق الإقليمية الجديدة”.
ورد زيلينسكي بقوة، متهما الدعوة بفتح “صندوق الشر” وقيمها على أنها خطوة تقوض الجهود الغربية لعزل بوتين، كما حذر هو ومسؤولون أوروبيون آخرون من تأثير هذه الخطوة.
وتأتي هذه الدعوة في وقت حساس بالنسبة للحزب الديمقراطي الاشتراكي بقيادة شولتز، حيث يتعرض الحزب لضغوط من الأحزاب الشعبوية المقربة من روسيا التي تتهم الحكومة بعدم بذل جهود دبلوماسية كافية لإنهاء الحرب.
وأكدت الحكومة الألمانية في بيان لها أن المستشار شولتز دعا روسيا للاستعداد لبدء المفاوضات مع أوكرانيا بهدف تحقيق سلام دائم، وشدد على التزام ألمانيا العميق بمساعدة أوكرانيا في الدفاع عن نفسها ضد دعم العدوان الروسي طالما كان ذلك ضروريا.
وفي الوقت نفسه، أكدت الحكومة الفيدرالية أن هذه المحادثة مع بوتين لا تمثل أي قيمة مضافة حقيقية لتحقيق “السلام العادل”، ولكنها لم تؤدي إلا إلى تخفيف عزلة الرئيس الروسي.
وشدد زيلينسكي في خطابه المسائي على أن المحادثات المتكررة مع بوتين كانت “مجرد كلمات” وكانت في الواقع جزءًا من استراتيجية روسية طويلة المدى لتخفيف العزلة الدولية لبوتين. وأضاف أن هذه الدعوات تأتي في وقت حساس، بعد الانتخابات الأميركية التي فاز بها دونالد ترامب، الذي كان قد ألمح إلى إمكانية نهاية سريعة للحرب في أوكرانيا دون توضيح كيفية تحقيق ذلك.
وفيما يتعلق بقضية الطاقة، قال الكرملين إن بوتين أبلغ شولتز بأن روسيا مستعدة للنظر في صفقات الطاقة إذا كانت ألمانيا مهتمة، مستشهدا بالعلاقات التجارية التي كانت قائمة بين البلدين قبل الحرب. وقال مسؤولون ألمان إن شولتز يعتزم إبلاغ زيلينسكي وأعضاء الاتحاد الأوروبي وحلفاء ألمانيا بنتائج المكالمة، مستشهدين باتفاق بين الجانبين على مواصلة الاتصالات.
من ناحية أخرى، أكد مسؤول حكومي ألماني أن شولتز أبلغ بوتين بأن نشر قوات كورية شمالية في روسيا لأغراض قتالية ضد أوكرانيا يمثل تصعيدا خطيرا وتوسيعا للصراع الذي اعتبره المجتمع الدولي تهديدا إقليميا. والأمن الدولي .
وبحسب زيلينسكي، أرسلت كوريا الشمالية نحو 11 ألف جندي إلى روسيا، تكبد بعضهم خسائر في مناطق القتال بجنوب روسيا بالقرب من منطقة كورسك.
تجدر الإشارة إلى أن ألمانيا قدمت مساعدات بقيمة 15 مليار يورو لأوكرانيا منذ بداية الحرب، مما يجعلها ثاني أكبر داعم لكييف بعد الولايات المتحدة، في وقت تتزايد فيه حالة عدم اليقين بشأن مستقبل الدعم الأمريكي بعد فوز ترامب. .
وكانت آخر مكالمة هاتفية بين شولتز وبوتين جرت في ديسمبر/كانون الأول 2022، في وقت كانت العلاقات بين روسيا والغرب قد وصلت إلى أدنى مستوياتها منذ الحرب الباردة بسبب الغزو الروسي لأوكرانيا.