«هيومن رايتس ووتش» تدق ناقوس الخطر: الإعدامات والوفيات في سجون الحوثي تتزايد

منذ 2 أيام
«هيومن رايتس ووتش» تدق ناقوس الخطر: الإعدامات والوفيات في سجون الحوثي تتزايد

كشفت منظمة هيومن رايتس ووتش، اليوم (الخميس)، عن ارتفاع ملحوظ في حالات الاعتقال والإخفاء التعسفي التي يمارسها الحوثيون، وإصدار أحكام الإعدام، وتزايد أعداد الوفيات بين المختطفين في سجون الحوثيين، محذرة المجتمع الدولي من خطورة ذلك. ويدعوها إلى اتخاذ إجراءات فورية لضمان عدم تعرض مئات الأشخاص الآخرين لهدف مماثل.

وقالت المنظمة في بيان لها: منذ منتصف أكتوبر/تشرين الأول، أحال الحوثي قضايا ما لا يقل عن اثني عشر شخصاً، بينهم موظفون سابقون في السفارة الأمريكية والأمم المتحدة، إلى جهات إنفاذ القانون المتخصصة، متهماً إياهم بارتكاب جرائم يعاقب عليها بالإعدام، أثناء وجودهم في السجن. وفي الوقت نفسه حرمانهم من الإجراءات القانونية الواجبة.

وأشارت إلى أن الميليشيا اعتقلت تعسفيا وأخفت قسرا العشرات من العاملين في الأمم المتحدة والمجتمع المدني منذ 31 مايو/أيار الماضي، ونقلت المنظمة عما وصفتها بـ”مصادر مطلعة” أن أعداد السجناء في تزايد.

وأشارت إلى أن اعترافات 10 يمنيين أفرج عنهم الحوثيون في 10 يونيو/حزيران، انتزعت تحت التعذيب، مما يقوض الحق في محاكمة عادلة ويفتقر إلى المصداقية. ومعتقلون بارزون توفوا أثناء احتجازهم العام الماضي.

وقال نيكو جفارنيا، باحث المنظمة في اليمن والبحرين: “منذ الاستيلاء على العاصمة اليمنية صنعاء، أظهر الحوثيون باستمرار ازدراءهم للإجراءات القانونية الواجبة والحماية الأساسية للمتهمين. ولا ينبغي للحوثيين أن يواجهوا نهاية مماثلة”.

وقالت المنظمة إنها أعادت وثائق طلبت فيها أهالي بعض المعتقلين لدى الحوثيين من النيابة الخاصة الحوثية السماح لهم بزيارة أقاربهم المحتجزين. ومع ذلك، وعلى الرغم من أوامر المحكمة، لم يُسمح لهذه العائلات ومحاميهم بلقاء المعتقلين أو التواصل معهم.

ونقلت المنظمة عن مسؤول في الأمم المتحدة قوله إن بعض المعتقلين تعرضوا للاستجواب والتحقيق دون حضور محام ضمن إجراءات النقل، مضيفاً: “لم تتح لبعضهم فرصة التواصل مع المحامين طوال فترة الاعتقال، لكن الحوثيين أبلغوا عائلات بعض المحتجزين أن بإمكانهم تعيين محامين لأقاربهم.

وقال محام مطلع على القضايا للمنظمة إنه حتى في الحالات التي عينت فيها الأسر محاميا، لم يسمح الحوثيون للمحامين بحضور الاستجواب.

وحققت المنظمة مع عدد من المختطفين والمخفيين قسرياً الذين توفوا في سجون الحوثيين العام الماضي، ومن بينهم مسؤولا وزارة التربية والتعليم محمد خماش وصبري الحكيمي، بالإضافة إلى موظف منظمة إنقاذ الطفولة هشام الحكيمي. مما يشير إلى أن سبب الوفاة غير معروف. وأدانت المنظمة تزايد عمليات الإعدام الحوثية، التي وصفتها بأنها “فريدة من نوعها في قسوتها ونهائيتها”، والتي غالبا ما تتسم موافقتها بالتعسف والتحيز والأخطاء. وحذرت من خطورة التغييرات الحوثية على قانون العدالة. المدير التنفيذي لمنصة القانون القضائي المحامي محمد الشويطر يرى أن ذلك انتهاك مباشر لاستقلال القضاء وهو مفتوح… هناك مجال لاستغلال القضاء وخاصة محكمة الجنايات للتسوية حسابات سياسية لقمع المعارضين ومصادرة ممتلكاتهم من خلال محاكمات صورية.

وذكرت المنظمة أنه عند احتجاز مسؤولي الأمم المتحدة والمجتمع المدني في الأشهر الأخيرة، لم يقدم الحوثيون أوامر تفتيش أو أوامر اعتقال عند الاعتقال، ورفضت مليشيات الحوثي إبلاغ أهالي المعتقلين بمكان وجود المعتقلين، وتصل هذه الإجراءات إلى حد الاختفاء القسري، خاصة أنها أبقت العديد من المعتقلين معزولين عن العالم الخارجي، دون منحهم فرصة التواصل مع محاميهم أو ذويهم، وذكرت أن الحوثيين ورفض الرد على أسئلة المنظمة حول الاعتقالات التي أرسلت إليه.

وعلق جعفرنيا قائلاً: “تظهر هذه الحالات المخاطر الجسيمة التي يواجهها العشرات أو حتى المئات من الأشخاص الذين ما زالوا محتجزين تعسفياً في سجون الحوثيين”، وطالب الحوثيين بالتوقف الفوري عن استخدام الاعتقال التعسفي والإخفاء القسري في السجون لتحسين الأوضاع.

ودعت الدول المؤثرة إلى اتخاذ إجراءات لضمان عدم وفاة المزيد من الأشخاص أثناء احتجازهم لدى الحوثيين.


شارك