اللواء فؤاد فيود أحد أبطال أكتوبر ومستشار أكاديمية ناصر العسكرية لـ«لوفد»:الجيش المصرى «داس على الجيش الذى لايقهر بالبيادة»

منذ 1 شهر
اللواء فؤاد فيود أحد أبطال أكتوبر ومستشار أكاديمية ناصر العسكرية لـ«لوفد»:الجيش المصرى «داس على الجيش الذى لايقهر بالبيادة»

المقاتل المصري أسطورة واجه الموت وحارب المستحيل كانت حرب 73 أكبر وأشرس حرب دارت رحاها في هذه المنطقة كان بناء الجدار الصاروخي معركة مصيرية للقوات المسلحة

“سيأتي اليوم الذي نجلس فيه لنتناقش ونحكي ما فعله كل منا في منصبه، وكيف حمل كل منا الأمانة، وكيف خرج الأبطال في زمن مظلم من هذا الشعب ومن هذه الأمة إلى “احملوا المشاعل.” أنروا ونوروا الطريق حتى نعبر الجسر بين اليأس والأمل.” هذه بعض كلمات خطاب النصر الذي ألقاه الرئيس الراحل أنور السادات بعد انتهاء الحرب، لقائده يتذكره المصريون.” فخر. اليوم، في الذكرى الـ51 للانتصار في حرب الكرامة، نلتقي بطلاً من أبطال حرب أكتوبر المجيدة، بطلاً في الحرب وبطلاً في السلام، يشاركنا تجاربه في محاضرات الوعي والإدراك والدراسات الإستراتيجية في كلية الناصر. الأكاديمية الحربية البطل هو اللواء فؤاد فيود، الذي يروي لنا ذكريات النصر. ويقول اللواء فؤاد فيود: “إن نصر أكتوبر العظيم كان ملحمة عظيمة في تاريخ المصريين شعبا وجيشا، وفي أكتوبر حطم المصريون أسطورة الجيش الذي لا يقهر وقتل أحفاد الفراعنة واحدا”. وأشار جيش من المشردين في البلاد تجمع من كل مكان ليكونوا شوكة في خاصرة الأمة العربية، إلى أن المصريين قاتلوا بعقولهم في حرب أكتوبر المجيدة قبل أن يدمروا أسلحتهم خط بارليف الذي لا يقهر، مع وهو ما تفاخر به العدو، وطالب السوفييت بضربهم بالقنبلة الذرية. وكانت العبقرية المصرية هي تدميرهم بالماء، وتغلبوا على التفوق العسكري مع المقاتل المصري الذي واجه الموت وحارب المستحيل. وأصبح أسطورة بعد أن داس على أسطورة الجيش الذي لا يقهر بـ«البياضة»!

︎كيف تصفين حرب أكتوبر من وجهة نظرك كمقاتلة؟

اللواء د. يقول فؤاد فيود: حرب أكتوبر المجيدة كانت حرب وجود شنها أصحاب التاريخ والحضارة والتقاليد والعادات ضد النازحين الذين طردهم الغرب وأراد التخلص من شرورهم فجمعهم في مكان واحد وأعطاهم كل ما يريدون دون محاسبة وفتح لهم أحدث الترسانات العسكرية ليكون لهم وجود ودولة في هذا البلد. وجعلوا منها أسطورة لاستخدامها لتحقيق أهدافهم ومصالحهم، واليوم، بعد 51 عاما من هذا النصر العظيم، لا تزال حرب 1973 أكبر وأشرس حرب على الإطلاق في هذه المنطقة، إذ جرت أكبر معركة دبابات بعد الحرب العالمية الثانية واستمرت أطول معركة جوية أكثر من 53 دقيقة. لقد كانت حرب استخدم فيها المقاتل الأسطوري جسده لإنشاء حاجز بشري أمام احتياطي تكتيكي مدرع.

كيف تصفين دور الشعب المصري في حرب أكتوبر المجيدة؟

وفي ذكرى النصر العظيم، من حق المصريين أن يفخروا بين الأمم بجيشهم الذي ضحى بالدماء صوناً للعهد، ولم يدخر على مر السنين جهداً في سبيل وحدة الوطن وتماسك الوطن. على الشعب أن يصون ويحافظ على مهاراته ويحترم ويقدر إرادة الشعب خلال ثورتين متتاليتين حررت مصر لتبدأ مرحلة جديدة من إعادة الإعمار وأن حرب أكتوبر المجيدة جسدت إرادة شعب وجيش يقاتل من أجله. استعادة البلاد والوطن قاتلوا بكرامة بعد أن نهبها العدو عام 67، وهو الأمر الذي لم يعتبره المصريون حربًا لأن جيشهم لم يقاتل فيه، وأن النصر في أكتوبر كان نتيجة تضحيات الشعب والأهالي. الجيش، لأن المصريين رفضوا الهزيمة، ونهبوا البلاد وضحوا بحياتهم. وثمن النصر أنهم خاضوا الحرب بمهارات لا تضاهى بجيش العدو، وحقق المصريون المستحيل بسبب تعلق الشعب بجيشه. وأوضح اللواء فيود أن حرب أكتوبر المجيدة لا تزال تلهم المصريين وهم يتقدمون للأمام لأنها أخرجت أفضل ما في هذا الشعب وأكدت عمليا أن الشعب المصري قادر على تحقيق المستحيل إذا تم اختباره وكان التفاوت في القدرات العسكرية فظيعا في فضل إسرائيل. وفقدت القوات المسلحة معظم معداتها وأسلحتها نتيجة النكسة، فيما احتفظت إسرائيل بتفوقها نظرا لكون الترسانة العسكرية الأمريكية مفتوحة أمام إسرائيل ولم تكن في الحسبان. ولم يمنعهم من تطوير أسلحة متقدمة، بما في ذلك بناء المفاعلات النووية، في حين بذل الجيش المصري جهودا غير عادية لاستعادة قدراته وتطويرها. وعلى الرغم من هذه الجهود، تمكن الجيش من الحصول على أسلحة كانت تستخدم حصرياً لأغراض دفاعية. وكان التعبير الرئيسي عن التفوق العسكري الإسرائيلي هو قوتها الجوية، التي كان بوسعها تنفيذ هجمات في أي مكان في مصر. وكان ذلك بعد النكسة، لكن الجيش المصري تمكن من التغلب على ذلك بالتفوق والنصر.

جدار الصواريخ

وماذا عن الجدار الصاروخي ومساهمته في الحرب؟

وكان بناء الجدار الصاروخي معركة مصيرية للجيش المصري لوقف هجمات العدو الجوية على أهداف في الأراضي المصرية ولتوفير الحماية للقوات المسلحة في تنفيذ خطط الهجوم أثناء الحرب، وفي الواقع دفعت مصر خلالها مرحلة بناء الجدار الصاروخي جاءت بثمن باهظ، إذ يشن العدو غارات جوية بشكل مستمر لتدمير ما يتم بناؤه، مستخدما أحدث الطائرات (الفانتوم، سكاي هوك) ذات القدرات العالية مقارنة بوسائل الدفاع الجوي بنيت بتضحيات مذهلة، ومن خلال التدريب الواقعي في ظروف قتالية حقيقية خلال حرب الاستنزاف، تمكنت قوات الدفاع الجوي من إسقاط العديد من طائرات الفانتوم وسكاي هوك في الأسبوع الأول من يوليو 1970. وتم أسر العديد من الطيارين الإسرائيليين. وعُرف هذا بـ “أسبوع الخريف الوهمي” واستمرت انتصارات رجال الدفاع الجوي وتم اعتبار يوم 30 يونيو. وكان عام 1970 البداية الحقيقية لاستعادة الوطن والكرامة من خلال بناء الجدار الصاروخي الذي منع طيران العدو من الاقتراب من سماء الجبهة.

كيف استعاد الجيش المصري قوته بعد 67؟

بعد النكسة، كرس الجيش المصري نفسه لدراسة العدو بشكل متأنٍ ومتأنٍ، بناءً على الحقائق والدقة، كما تم فحص نقاط القوة والضعف لدى الإسرائيليين، ثم تم تحليل النتائج لوضع خطط الحرب بعد 20 يومًا، خاصة في يوليو 1967، وقعت معركة رأس العش عندما تقدمت قوة إسرائيلية من مدينة القنطرة شرقا باتجاه مدينة بورفؤاد، وتصدت لها القوات المصرية، ودارت معركة “رأس العش”. المكان، حيث تمكنت سرية من قوات الصاعقة المكونة من 30 مقاتلاً من قوة كتيبة الصاعقة 43 بقيادة المقاتل سيد الشرقاوي، من إنشاء خط دفاعي أمام القوات الإسرائيلية وتدمير ثلاثة أعداء. الدبابات. وأجبرته على التراجع، ثم استأنف العدو هجومه، وفشل في اقتحام الأرض بالمواجهة أو الالتفاف. وظل قطاع بورفؤاد هو الجزء الوحيد من سيناء الخاضع للسيطرة المصرية حتى اندلاع الحرب. وفي 14 يوليو 1967، هاجمت القوات البحرية أسلحة وذخائر الجيش الإسرائيلي ودمرتها، ولأول مرة، تم استخدام الصواريخ لتدمير المدمرة إيلات وإغراقها قبالة بورسعيد. وسميت هذه المرحلة بمرحلة الصمود. واستمرت هذه المرحلة من سبتمبر 1968 حتى الثامن من سبتمبر. مارس 1969، عندما نفذ الجيش هجمات شرسة على العدو ونصب كمائن شرسة أوقعت خسائر فادحة في صفوف العدو. أقوى أعمال الحفر في البلاد هو “خط بارليف”، حيث قامت إسرائيل ببناء أعمال ترابية على الضفة الشرقية للنهر القناة وأنشأ فيها نقاطاً محصنة وجهزها بأحدث المعدات القتالية – ستكون الحدود الأبدية لإسرائيل.تم اتخاذ قرار حرب الاستنزاف في 8 مارس 1969، وفي اليوم التالي توفي الفريق عبد المنعم رياض قائد حرب القوات المسلحة أثناء تواجده في خط الهجوم الأول للقوات المسلحة عند النقطة رقم 6 بالإسماعيلية. تعتبر حرب الاستنزاف مفتاح النصر للمعبر الكبير في أكتوبر، إذ أتاح ذلك… وتوصلت القوات إلى المواجهة مع العدو، ودرس القادة أسلوب العدو وأفكاره ونقاط قوته وضعفه وقدراته. وقدرات في مختلف الأسلحة الجوية والبرية والبحرية والمدرعات والمدفعية. علاوة على ذلك، كانت مرحلة لاستعادة الثقة بالنفس والروح المعنوية للمقاتلين المصريين. بالإضافة إلى ذلك، كانت حرب الاستنزاف فترة إعادة إعمار، وشهدت هذه الحرب أيضًا وصول وحدات من القوات المسلحة المصرية إلى الضفة الشرقية لقناة السويس، ووقعت معارك جزيرة الزمرد ثم عملية الرادار في خليج السويس. . البلح، ثم غزوة شدوان.وفي 19 يونيو 1970، طرحت أمريكا مبادرة “روجرز” لوقف إطلاق النار بين مصر وإسرائيل. ثم فشلت مبادرة روجرز عام 1971 عندما أعلن الرئيس السادات أن مصر رفضت وقف إطلاق النار بعد هذا التاريخ لأن إسرائيل لم تنفذ بند الانضمام في المفاوضات الجديدة.

المفاوضات والمعجزة ︎

كيف كانت الأجواء والمفاوضات قبل الحرب؟

وكانت إسرائيل عنيدة جداً في أية محادثات، وتميل إلى خلق دولة لا سلام فيها ولا حرب. ولهذا السبب قرر الرئيس السادات، بطل الحرب والسلام، ضرورة شن حرب شاملة لدفع الأمر إلى الأمام، وأصدر أوامره بضرورة عبور قناة السويس، وتدمير خط باريف و15 كيلومترًا للتقدم في عمق سيناء، وبدأت القوات… اعتمدنا في إعداد خطط الهجوم على العقل المصري وليس على الأسلحة، فلم تكن هناك مقارنة بين درجة وحجم التسليح بين الجيشين، ولكن كانت الحلول تطورت لتتغلب على كافة العقبات التي واجهتنا في الجبهة، وذلك بالاعتماد على الكفاءة القتالية والإرادة للمقاتل المصري، واعتمدت أيضاً على تحقيق عنصر المفاجأة وهو أهم مبدأ في الحرب، وتم اختيار يوم الهجوم يوم السبت وهو يوم عطلة لليهود وتحرم عليهم الحركة ويصادف يوم الكفارة، كما أن هذا الشهر كان موعد انتخابات الكنيست وكان أغلب نواب الكنيست من قيادات إسرائيل مشغولين بالانتخابات، و كان يوم العاشر من رمضان، مما يعني أن ضوء القمر سيستمر حتى منتصف الليل، وهو ما سيساعد سلاح المهندسين. وقد تم الانتهاء من جميع الخطط بأيدي وعقول الجيش المصري. عبقرية التخطيط العسكري تكمن في الاختيار الصحيح للتوقيت بهدف التأثير على حالة التعبئة العامة، إذ أن إسرائيل لا تستطيع تحمل معركة طويلة. والحقيقة أن الشعب كله عسكري وتم تنفيذ الضربات الجوية في الساعة الثانية بعد الظهر. وبالفعل حقق الهجوم أهدافه، واستمر العمل على الجسور 8 ساعات فقط، في حين استمر التدريب 12 ساعة، وتم استغلال ظلمة الجزء الأخير ليلا لضمان حصول العدو على المعدات والدبابات. عند عبور القناة، وفي ذلك اليوم تحطمت أسطورة الجيش الذي لا يقهر، وكان ذلك اليوم مليئا بالمآثر التاريخية للمقاتلين المصريين الذين أمسكوا فوهة الرشاش وتمزقت أجسادهم لحماية زملائه، ومن السادات أقوال عن ذلك اليوم: “لقد قامت القوات المسلحة بمعجزة”. ولم تكن هناك مقارنة بين قوات العدو والجيش المصري. هم الأقوى من حيث العتاد ونحن الأقوى من حيث الإرادة والرجال. وهذا ما أكده بن عازر عندما قال: «لكل حرب مفاجأة.. والمفاجأة في تشرين كانت المقاتلة».


شارك