وزير السياحة يؤكد أن مصر وجهة سياحية رائدة بتنوعها الكبير وتنافسيتها عالمياً

شارك شريف فتحي، وزير السياحة والآثار، في الندوة التي نظمها مجلس الأعمال الكندي المصري ومجلس الأعمال المصري للتعاون الدولي كمتحدث رئيسي. وقد حضر الندوة المهندس معتز رسلان، رئيس مجلس الأعمال الكندي المصري، وأدارها السيد ماجد المنشاوي، رئيس مجلس إدارة الشركة القابضة للسياحة.

فرص جديدة في السياحة المصرية

استهل السيد شريف فتحي حديثه بالتعبير عن سعادته بالدعوة، والتي تمثل فرصة قيمة لاستعراض ومناقشة التطورات الأخيرة في قطاع السياحة والآثار بمصر.

وتحدث الوزير عن الاستراتيجية الحالية للوزارة التي تركز على إبراز التنوع الذي يميز مصر في المجالات السياحية تحت شعار Unmatched Diversity. وأكد أن مصر تعد وجهة سياحية راسخة، وأوضح أن هذا التنوع يؤهلها لتكون في مقدمة الوجهات العالمية.

تطوير المنتجات السياحية

أوضح الوزير أنه في إطار هذه الاستراتيجية، يتم تطوير جميع المنتجات والأنماط السياحية، والتعاون مع منظمي الرحلات وشركات السياحة لدمج أكثر من منتج في تجربة سياحية واحدة، مما يسهم في جذب السائحين لأنماط جديدة بجانب المعروفة. وأشار إلى أن التقدم الملحوظ في البنية التحتية، خصوصًا شبكة الطرق، سيسهم بشكل كبير في تحقيق هذا الربط السياحي.

تحقيق النمو السياحي

تناول الوزير صناعة السياحة في مصر، موضحًا أنها صناعة قوية وقادرة على التعافي السريع بعد الأزمات. حيث حققت حركة السياحة الوافدة لمصر نموًا بنسبة 7% العام الماضي، رغم الظروف الجيوسياسية في المنطقة. ويتوقع أن تصل الحركة السياحية بنهاية العام الجاري إلى نحو 19 مليون سائح.

كما أشار إلى زيارته الأخيرة للولايات المتحدة، حيث شهد السوق الأمريكي زيادة قُدرت بـ 20% في أعداد السائحين. ومن المتوقع استمرار هذا النمو في العام المقبل.

التوقعات المستقبلية

نوه الوزير إلى أن مصر قد تحقق هدفها السياحي المعتمد على وصول 30 مليون سائح بحلول عام 2030، بدلاً من 2031، إذا استمرت المؤشرات الحالية. كما أضاف أنه يتم حاليًا العمل على زيادة السعة الفندقية ومقاعد الطيران وتطوير المطارات لاستيعاب الأعداد المتزايدة من السائحين.

استراتيجيات جديدة في التسويق

تعمل الوزارة حاليًا على تعزيز خطتها الترويجية بالاعتماد على تقنيات الذكاء الاصطناعي، حيث أصبحت الهيئة المصرية العامة للتنشيط السياحي تمتلك خطة تسويقية متكاملة تتبع جداول زمنية محددة لكل سوق. وهذا يسهل الوصول إلى الشرائح المستهدفة من السائحين بصورة أكثر فعالية.

الإقبال على السياحة الثقافية

أكد الوزير زيادة الإقبال على السياحة الثقافية المصرية، حيث أشار إلى وجود نحو 4 ملايين زائر للمتاحف والمواقع الأثرية المصرية من الخارج. هذا الرقم يُعد مؤشرًا إيجابيًا يعكس الاهتمام المتزايد بهذا المنتج السياحي الذي يميز مصر.

حفل افتتاح المتحف المصري الكبير

تحدث الوزير عن المتحف المصري الكبير، مشيرًا إلى أن حفل الافتتاح جاء بمستوى يبرز المكانة الثقافية لمصر. وقد شهد المتحف إقبالًا كبيرًا من الزوار منذ افتتاحه للعموم، حيث تقوم الوزارة بتنظيم حركة تدفق الزوار لضمان تجربة زيارة مريحة وممتعة.

وأشار إلى أهمية تطبيق نظام الحجز الإلكتروني وتحديد توقيتات زمنية للزيارة، مما يسهم في تحسين التجربة السياحية داخل المتحف. وعبر عن سعادته بزيادة الإقبال، خاصة من الطلاب ومن خلال الرحلات المدرسية، حيث تم إطلاق منصة (رحلة) الخاصة بحجز هذه الرحلات.

تطوير منطقة أهرامات الجيزة

تطرق الوزير إلى التطورات التي شهدتها منطقة أهرامات الجيزة، بهدف تحسين جودة تجربة السياح، مع الحفاظ على المواقع الأثرية. وأكد على أهمية احترام الأثر وحمايته، كواجب وطني ومسؤولية مشتركة.

مشاريع الترميم والصيانة

تعمل الوزارة على تنفيذ ما بين 40 إلى 50 مشروعًا سنويًا لترميم وصيانة المواقع الأثرية، مؤكدة على أولوية حماية وصون المواقع الأثرية بجميع المحافظات.

ختام الندوة

رحب المهندس معتز رسلان بالحضور وأعرب عن شكره للوزير شريف فتحي على ما قدمه، مشيرًا إلى أن الأرقام القياسية التي حققتها السياحة هذا العام تدل على الاتجاه الصحيح رغم التحديات الأخيرة.

وأكمل حديثه عن أهمية المتحف المصري الكبير، الذي لا يُعتبر متحفًا فقط، بل هو رسالة من مصر تعرض تاريخها بشكل معاصر ومدهش. وختم بالتأكيد على أن مصر تمتلك مقومات قوية لتكون وجهة سياحية عالمية، بدعم القيادة السياسية لهذا القطاع.

شهدت الندوة أيضًا حضور عدد من المحافظين الحاليين والسابقين، سفراء من مختلف دول العالم، ورجال أعمال ومستثمرين.

كما شارك في الندوة عدد من الشخصيات البارزة، مثل الدكتور أحمد غنيم، والرئيس التنفيذي لهيئة المتحف المصري الكبير، والدكتور محمد إسماعيل، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، وغيرهم من المعنيين في مجال السياحة.