ارتفاع سعر جرام الذهب بمقدار 350 جنيها خلال أسبوع وفق آي صاغة
شهد سعر الذهب في الأسواق المحلية ارتفاعًا ملحوظًا بنسبة 8% خلال تعاملات بوابة البلد الماضي، نتيجة للصعود القوي للأوقية في البورصة العالمية بمعدل 6%. ويرتبط هذا الارتفاع بتصاعد التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين وزيادة حالة عدم اليقين السياسي والاقتصادي العالمي، وذلك وفقًا لتقرير صادر عن منصة “آي صاغة” المتخصصة في تجارة الذهب والمجوهرات.
تطور أسعار الذهب محليًا وعالميًا
ذكر سعيد إمبابي، المدير التنفيذي لمنصة “آي صاغة”، أن سعر جرام الذهب عيار 21، الذي يُعتبر الأكثر رواجًا في السوق المصرية، ارتفع بنحو 350 جنيهًا خلال بوابة البلد. حيث بدأ التداول عند مستوى 5400 جنيه، ثم وصل إلى 5850 جنيهاً كأعلى سعر في تاريخه، قبل أن يُغلق بوابة البلد عند 5750 جنيهاً للجرام.
على المستوى العالمي، ارتفعت الأوقية الذهبية بمقدار 237 دولارًا، لترتفع من 4017 دولارًا إلى مستوى قياسي هو 4380 دولارًا، قبل أن تُغلق عند 4254 دولارًا، مما يجعل هذا بوابة البلد من بين الأقوى أداءً في هذا العام.
أما على المستوى المحلي، فقد سجل عيار 24 نحو 6571 جنيهاً، وعيار 18 حوالي 4929 جنيهاً، وعيار 14 قرابة 3834 جنيهاً، في حين استقر سعر الجنيه الذهب عند 46000 جنيه.
ووفقًا للتقرير، فقد فقد المعدن الأصفر نحو 80 جنيهًا خلال تعاملات يوم الجمعة فقط، حيث تراجع سعر عيار 21 من 5820 إلى 5740 جنيها.
استمرار الاتجاه الصاعد لأسعار الذهب
أكد إمبابي أن الذهب لا يزال يتحرك في مسار صاعد منذ بداية العام، حيث ارتفعت الأسعار محليًا بنسبة 54% وعالميًا بنسبة 62%. ويُعتبر هذا بوابة البلد هو الأفضل منذ أزمة “ليمان براذرز” عام 2008.
وأوضح أنه على الرغم من التراجع المؤقت للأسعار دون مستوى 4200 دولار للأوقية، إلا أنها عادت للارتفاع مدفوعةً بتحسن الأجواء بين واشنطن وبكين، مع استمرار الاتجاه العام للسوق نحو الصعود على المدى المتوسط والطويل.
العوامل المحركة لأسعار الذهب
أرجع إمبابي موجة الارتفاعات الأخيرة إلى حالة عدم اليقين الاقتصادي العالمي الناتجة عن السياسات الأمريكية المتقلبة، مشيرًا إلى أن الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي بدأ في التوجه نحو التخفيف من سياسة التشديد النقدي، بينما أدت سياسات الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب إلى ارتفاع معدلات التضخم داخل الولايات المتحدة.
ولفت إلى أن الإغلاق الحكومي الأمريكي في مطلع أكتوبر، بسبب فشل الكونغرس في تمرير الموازنة، زاد من التوتر الاقتصادي، فضلاً عن استمرار الحرب التجارية مع الصين، ما عزز المخاوف من تباطؤ النمو العالمي.
كما أوضح التقرير أن هذه التطورات دفعت البنوك المركزية والمؤسسات الاستثمارية الكبرى إلى زيادة مشترياتها من الذهب كملاذ آمن، مما ساهم في زيادة حجم التدفقات إلى صناديق الاستثمار المدعومة بالذهب (ETFs)، وبالتالي تحقيق الأسعار لمستويات تاريخية غير مسبوقة.
توقعات السوق العالمية
توقع إمبابي أن يُبقي الفيدرالي الأمريكي على أسعار الفائدة دون تغيير في الوقت الحالي، مشددًا على أن استمرار صعود الذهب يعتمد على مسار السياسة النقدية الأمريكية خلال الأشهر القادمة.
كما أشار إلى أن بنك جولدمان ساكس رفع توقعاته لسعر الأونصة إلى 4900 دولار بحلول ديسمبر 2026، مرجحًا أن يظل المعدن الأصفر في اتجاه صاعد على المدى المتوسط والطويل، مع احتمالات تصحيحات قصيرة الأجل في الأسعار.
وأضاف أن أي زيادة جديدة في أسعار الفائدة أو انفراج في التوترات الجيوسياسية قد تؤثر سلباً على الأسعار، بينما تبقى السياسات الاقتصادية والتجارية الأميركية هي العامل الأكثر تأثيرًا في تحديد اتجاه السوق في الفترة المقبلة.
