القنبلة التجارية من بكين تلغي لقاء ترامب المرتقب مع شي جين بينغ فما سبب هذا القرار المفاجئ؟

منذ 6 ساعات
القنبلة التجارية من بكين تلغي لقاء ترامب المرتقب مع شي جين بينغ فما سبب هذا القرار المفاجئ؟

أصدر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قرارًا مفاجئًا بإلغاء لقائه المزمع مع نظيره الصيني شي جين بينغ، مما أدى إلى تصاعد التوترات بين أكبر اقتصادين في العالم. يأتي هذا القرار بعد تصعيد اقتصادي متبادل يوصف بأنه بمثابة ‘عودة لحرب التجارة’.

بكين تعلن عن قيود جديدة على المعادن النادرة

جاء قرار ترامب بعد إعلان وزارة التجارة الصينية عن توسيع ضوابط تصدير المعادن النادرة، والتي تستخدم في تصنيع الرقائق الإلكترونية، والسيارات الكهربائية، وتكنولوجيا الدفاع. تمثل هذه الخطوة تصعيدًا جديدًا في علاقات البلدين التجارية.

وأخضعت الصين صادرات المعادن النادرة لشرط جديد، ينص على ضرورة حصول أي شركة، سواء داخل أو خارج الصين، على تصريح رسمي لتصدير المنتجات التي تحتوي على أكثر من 0.1% من هذه العناصر. اعتبر المراقبون هذا الإجراء تهديدًا مباشرًا للإمدادات الحيوية للصناعات الأمريكية.

كما شملت القيود منع تصدير بعض العناصر النادرة لأغراض عسكرية أجنبية، مما فُسِّر كإشارة واضحة إلى نحو الولايات المتحدة.

ترامب: لا فائدة من الاجتماع ومواجهة اقتصادية قادمة

في منشور على حسابه على منصة ‘إكس’، أشار ترامب إلى أنه ‘نظرًا للتصرفات العدائية التي قامت بها الصين، لا يبدو أن هناك سببًا لمواصلة الاجتماع مع شي في قمة أبيك’.

وأكد ترامب أنه سيتخذ إجراءات مالية للرد على ما وصفه بـ ‘التحركات الخانقة لبكين’، في إشارة إلى القيود على تصدير المعادن النادرة التي تؤثر على صناعات استراتيجية أمريكية.

زيادة الرسوم وفتح تحقيقات ضد الشركات الأمريكية

لم يتوقف التصعيد عند هذه النقطة، حيث أعلنت الصين عن فرض رسوم موانئ إضافية على السفن الأمريكية، بالإضافة إلى فتح تحقيقات لمكافحة الاحتكار مع شركة كوالكوم، إحدى الشركات الرائدة في مجال التكنولوجيا بالولايات المتحدة.

المعادن النادرة: “الديسبروسيوم” في الصدارة

المعادن التي فرضت الصين قيودًا عليها ليست نادرة بشكل كامل، ولكن عملية استخراجها تعتبر معقدة ومكلفة، خاصة في المناطق الجنوبية من البلاد، بحسب ما ذكرت صحيفة ‘وول ستريت جورنال’.

يعتبر عنصر الديسبروسيوم من أهم هذه المواد، حيث يُستخدم في تصنيع محركات السيارات الكهربائية، وتوربينات الرياح، والأنظمة العسكرية، والرقائق الإلكترونية. هذا الأمر يمثل تهديدًا لشركات كبرى مثل ‘فورد’ و’إنفيديا’.

تأثيرات على التكنولوجيا والدفاع الأمريكية

يرى الخبراء أن القيود التي فرضتها الصين قد تعيق حتى الاستخدامات المدنية للعناصر النادرة، مما قد يؤثر سلبًا على الشركات ذات الطابع المزدوج مثل ‘بوينغ’. ويخشى المحللون من تأثير ذلك على الصناعات الأمريكية من خلال حرمانها من المواد الخام الأساسية في ظل تزايد المنافسة في مجالات الذكاء الاصطناعي وتكنولوجيا الدفاع.

تحديات جديدة أمام اتفاقية التجارة المستقبلية

كان من المتوقع أن يمثل اللقاء بين ترامب وشي في قمة منتدى التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادئ (APEC) فرصة لتخفيف التوترات والوصول إلى اتفاق تجاري شامل. ولكن، أسفرت الخطوات الأخيرة من كلا الجانبين عن تبديد تلك الآمال، مما جعل فرص التوصل إلى تسوية تجارية تُرضي المستثمرين وتعيد الاستقرار للعلاقات السياسية والاقتصادية بين واشنطن وبكين ضئيلة للغاية.


شارك