نجاح جهود القاهرة في تحقيق التهدئة عبر اتفاق شامل جديد في غزة
أكد اللواء محمد عبد الواحد، الخبير الأمني والاستراتيجي، أن الفرحة التي سادت شوارع قطاع غزة وامتدت إلى ملايين الأشخاص حول العالم بعد نجاح مفاوضات شرم الشيخ لا يمكن وصفها. وأوضح أن هذا النجاح ثمرة جهود سياسية ودبلوماسية مكثفة استمرت منذ بداية الحرب على غزة وعلى مدار عامين.
دور مصر في المفاوضات
أضاف عبد الواحد خلال لقائه مع أحمد دياب وسارة مجدي في برنامج “صباح البلد” على قناة “صدى البلد”، أن مصر كانت رائدة في هذه المفاوضات عبر جهاز المخابرات العامة، بمساندة الوساطة الأمريكية والقطرية. وأكد أن الدور المصري عميق ولا يمكن تلخيصه في فقرة أو حلقة، نظرًا لأن القضية الفلسطينية كانت ولا تزال محور السياسة الخارجية المصرية.
أهمية الاتفاق الحالي
وأشار إلى أن الوسيط الأمريكي والسياسيين حول العالم أشادوا بالدور المصري البارز في إنجاح المفاوضات. واعتبر أن الاتفاق بين الفصائل الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي يُعد الفرصة الأخيرة لإنهاء الحرب التي استمرت عامين من الإبادة والمعاناة. وكان اختيار مدينة شرم الشيخ، المعروفة باسم “مدينة السلام”، مكانًا مثاليًا لاستضافة هذه المرحلة التاريخية.
تعدد مهام جهاز المخابرات العامة
قال عبد الواحد إن المفاوضات في شرم الشيخ شهدت مشاركة وسطاء من الولايات المتحدة وقطر، بالإضافة إلى انضمام تركيا رسميًا لأول مرة، إلا أن المحرك الأساسي كان الدولة المصرية التي تعطي القضية الفلسطينية عناية كبيرة منذ عام 1948. وقد اكتسبت مصر خبرات متعددة على مر السنين في كافة الجوانب المتعلقة بالملف الفلسطيني.
القدرات الدبلوماسية لجهاز المخابرات
أوضح أن جهاز المخابرات العامة المصري بات جهازًا متعدد المهام يجمع بين الأبعاد الأمنية والدبلوماسية تحت قيادة اللواء حسن رشاد. وذكر أن الجهاز لم يعد داعمًا فقط لمكافحة التجسس وتحليل المعلومات، بل أصبح يمتلك “دبلوماسية المخابرات” القادرة على اتخاذ قرارات سريعة بفضل الإمكانيات اللوجستية والفنية والمالية العالية.
خبرة الوفد المصري التفاوضي
أضاف أن “الوفد المصري التفاوضي يضم شخصيات تتمتع بخبرة تمتد لأكثر من 30 عامًا، حيث يعرفون تفاصيل دقيقة عن الوضع في غزة وإسرائيل، ولديهم ثقافة عميقة بأبعاد الأزمة”. وأكد أن هذه المهارات فريدة ولا تتوفر في أي جهاز آخر في الشرق الأوسط، مما يجعل مصر تلعب دورًا غير قابل للتكرار.
