الخارجية تكشف الحقائق حول معبر رفح وتدحض الشائعات بشأن وصول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة

منذ 20 ساعات
الخارجية تكشف الحقائق حول معبر رفح وتدحض الشائعات بشأن وصول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة

رفضت وزارة الخارجية الادعاءات المتداولة بشأن معبر رفح ووصول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة.

في هذا السياق، رفضت الوزارة عشرة مزاعم: أولاً، امتناع مصر عن تقديم المساعدات لقطاع غزة. في الواقع، يُعد هذا الادعاء تحريفًا متعمدًا، إذ استقبلت مصر مئات الجرحى والمرضى الفلسطينيين في مستشفياتها. وقد وضعت مصر خطة شاملة لإعادة إعمار قطاع غزة، ونجحت في حشد دعم الغالبية العظمى من الدول، وتعتزم تنظيم مؤتمر دولي لجمع الأموال اللازمة لتنفيذها. وقد حال الحصار الإسرائيلي الشامل لقطاع غزة دون تدفق المساعدات بما يتناسب مع حجم الكارثة الإنسانية في القطاع.

أشارت وزارة الخارجية إلى أن الادعاء الثاني هو أن معبر رفح يخضع لسيطرة مصرية أحادية الجانب. إلا أن هذا الادعاء غير صحيح، إذ يتكون المعبر من بوابة على الجانب المصري وبوابة أخرى على الجانب الفلسطيني، يفصل بينهما طريق. ولا يُعد المرور عبر البوابة على الجانب المصري عبورًا للحدود بين الجانبين، ولا يُتيح الوصول إلى قطاع غزة. وللدخول إلى قطاع غزة، يجب قطع المسافة بين البوابتين والعبور عبر البوابة الفلسطينية للشاحنات والأفراد. وكان ذلك مستحيلًا لأن الجيش الإسرائيلي احتل الجانب الفلسطيني من المعبر، مانعًا مرور الأشخاص والشاحنات تمامًا. كما شنّ هجمات عسكرية على الجانب الفلسطيني من المعبر في أكثر من مناسبة.

أشارت الوزارة إلى أن الادعاء الثالث هو أن مصر أغلقت معبر رفح. هذا ادعاء باطل، فالحقيقة هي أن المعبر لم يُغلق من الجانب المصري منذ بدء الحرب الشرسة على غزة. بوابة معبر رفح مفتوحة من الجانب المصري، لكن إغلاق البوابة الفلسطينية يمنع دخول المساعدات الإنسانية. لا سبيل لدخول غزة إلا من خلال البوابة الفلسطينية. ورغم أن معبر رفح مخصص للأفراد فقط وليس للشاحنات، فقد استطاعت مصر السماح بمرور آلاف الشاحنات منذ بداية الحرب، مما سرّع إيصال المساعدات الإنسانية.

أما الادعاء الرابع، بأن مصر تشارك في حصار قطاع غزة، فهو كذب متعمد. فالحقيقة أن جيش الاحتلال الإسرائيلي يحاصر قطاع غزة حصارًا كاملًا برًا وبحرًا وجوًا، ويسيطر على جميع المنافذ المؤدية إليه.

أوضحت وزارة الخارجية أن الادعاء الخامس، بأن معبر رفح هو المنفذ الوحيد إلى قطاع غزة، غير صحيح. في الواقع، توجد عدة معابر أخرى في غزة، مثل معابر كرم أبو سالم، وإيرز، وصوفا، وناحال عوز، وكارني، وكيسوفيم، وجميعها تخضع بالكامل لسيطرة إسرائيل. تمنع إسرائيل (القوة المحتلة) دخول المساعدات الإنسانية عبر جميع المعابر التي تسيطر عليها، بما في ذلك الجانب الفلسطيني من معبر رفح. وأكدت وزارة الخارجية أن على من يلوم مصر على ما يحدث في قطاع غزة الضغط على إسرائيل لفتح جميع المعابر التي تسيطر عليها.

أما الادعاء السادس، بأن مصر تمنع التضامن الشعبي مع غزة، فهو ادعاء باطل تمامًا. فقد نظّمت مصر وسهّلت زياراتٍ إلى معبري رفح والعريش الحدوديين لعددٍ كبيرٍ من المواطنين وممثلي المنظمات الإنسانية، بالإضافة إلى مسؤولين دوليين رفيعي المستوى، مثل الأمين العام للأمم المتحدة والرئيس الفرنسي ماكرون. وقد ساهمت زيارة ماكرون في قرار فرنسا الاعتراف بدولة فلسطين. كما نظّمت مصر زياراتٍ لوزراء خارجية ومسؤولين رفيعي المستوى وممثلين عن المجتمع المدني.

وأوضحت وزارة الخارجية أن هناك قواعد وضوابط لإجراء الزيارات التضامنية إلى هذه المناطق الحدودية بناء على الحقائق على الأرض، حيث تقع هذه المناطق بالقرب من منطقة حرب ويجب اتخاذ تدابير خاصة لسلامة وحماية المشاركين في المسيرات أو الزيارات هناك.

وأشارت الوزارة إلى أن الادعاء السابع، المتعلق بعدم دعم مصر للقضية الفلسطينية، هو افتراء متعمد وكذب. والحقيقة أنه لا توجد دولة في العالم بذلت من الجهد والتضحيات ما بذلته مصر من أجل القضية الفلسطينية. فمصر لا تقل أهمية، ولها دور محوري كوسيط في مفاوضات وقف إطلاق النار الصعبة والمعقدة. وقد أدت جهودها إلى التوصل إلى الاتفاق في 19 يناير/كانون الثاني 2025. في المقابل، لم تف إسرائيل بالتزاماتها.

استضافت مصر قمة القاهرة للسلام في أكتوبر/تشرين الأول 2023، والقمة العربية الطارئة في مارس/آذار 2025. كما وضعت خطة شاملة لإعادة إعمار قطاع غزة، مما ساهم في وقف مخططات التهجير. كما لعبت مصر دورًا رياديًا في تنسيق الجهود العربية والإسلامية والدولية بشأن القضية الفلسطينية.

الادعاء الثامن هو أن المظاهرات أمام السفارات المصرية تدعم القضية الفلسطينية. والعكس صحيح: فالمظاهرات أمام السفارات المصرية تُقوّض دور مصر التاريخي في دعم القضية الفلسطينية والتضحيات التي قدمتها منذ النكبة. إنها لا تخدم سوى مصلحة الاحتلال الإسرائيلي وتقديمه له. وهذا يُسهم في صرف انتباه الرأي العام الدولي والعربي عن المسؤولين الحقيقيين عن الكارثة الإنسانية في قطاع غزة، ويُخفف الضغط الدولي المتزايد مؤخرًا لإنهاء الانتهاكات الإسرائيلية الصارخة ضد الشعب الفلسطيني. كما يُصرف الانتباه عن الجرائم التي يتكبدها الشعب الفلسطيني، ويُصوّر مصر كركيزة أساسية لا تتزعزع في الدفاع عن حقوقه. وهذا يُلحق ضررًا بالغًا بالنضال الفلسطيني من أجل الاستقلال، ويُفرّق بين الشعوب العربية، مما يخدم مصالح إسرائيل.

أوضحت وزارة الخارجية أن الاتهام التاسع، بأن مصر غير مهتمة بإنهاء المجاعة في غزة، اتهامٌ غير منطقي. فالمساعدات الإنسانية ليست واجبًا أخلاقيًا وإنسانيًا وقانونيًا فحسب، بل هي أيضًا خدمة للمصلحة الوطنية، بتعزيز الشعب الفلسطيني، وضمان صموده في أرضه، ومنع تهجيره، ومنع تنفيذ سيناريوهات “الوطن البديل” التي تُجوّع السكان وتُفرّغ الأرض. إن تقديم أكبر قدر ممكن من المساعدات أولوية قصوى لمصر، لأسباب أخلاقية وإنسانية بالدرجة الأولى، ولضمان وضع حدّ لمخططات التهجير والمحاولات الإسرائيلية لتصفية القضية الفلسطينية عبر التهجير القسري للشعب الفلسطيني.

الادعاء العاشر والأخير يتعلق بانتقاد دور مصر في تخفيف معاناة سكان قطاع غزة. في الواقع، هناك محاولات متعمدة لتشويه دور مصر والتشكيك فيه بشكل ممنهج. كما يُشوّه الحقائق عمدًا لتقويض دور مصر، وإحباط الشعوب العربية وتقسيمها، وإضعاف صمود الفلسطينيين.


شارك