“رئيس اقتصادية القناة يشهد إطلاق مشروعات صينية جديدة بالسخنة باستثمار 55 مليون دولار”

شهد وليد جمال الدين، رئيس الهيئة العامة للمنطقة الاقتصادية لقناة السويس، صباح اليوم وضع حجر الأساس لمشروعين جديدين للصناعات النسيجية ضمن مشروع التنمية الصناعية “تيدا مصر” في المنطقة الصناعية بالسخنة. وحضر الحفل كاو خوي، الرئيس التنفيذي لشركة “تيدا مصر”، وتشانغ لي هوا، مدير شركة “بريدج تكس”، ولو شين رانغ، مدير شركة “إف تكس”، وعدد من المسؤولين التنفيذيين من الهيئة ومشروع التنمية الصناعية.
يتضمن المشروع الصناعي، الذي تنفذه شركة بريدج تيكستيل إنترناشونال مصر، إنشاء مجمع صناعي متكامل على مساحة 40,000 متر مربع، باستثمارات إجمالية تزيد عن 25 مليون دولار أمريكي. يضم المجمع مباني إدارية وسكنية، و18 مصنع غزل، وأكثر من 100 خط إنتاج أقمشة، وستة خطوط طباعة وصباغة لإنتاج الأقمشة الجاهزة، مما يُشكل سلسلة صناعية متكاملة. ويستهدف المشروع الوصول إلى طاقة إنتاجية سنوية تبلغ 25 مليون متر من الأقمشة عالية الجودة و105,000 طن من الألياف. كما سيوفر المشروع حوالي 500 فرصة عمل مباشرة و1000 فرصة عمل غير مباشرة.
أما المشروع الثاني، الذي تنفذه شركة F-TEX International، فيغطي مساحة 55,000 متر مربع، ويضم 60 خط إنتاج لألياف البوليستر مزدوجة الغمس (DTY). ويبلغ إجمالي الاستثمار حوالي 30 مليون دولار أمريكي. ومن المتوقع أن يبدأ المصنع العمل بكامل طاقته بنهاية عام 2027، وأن يحقق إنتاجًا سنويًا يبلغ 130,000 طن. وسيوفر حوالي 400 فرصة عمل مباشرة، ومن المتوقع أن يحقق إيرادات تصدير تصل إلى 150 مليون دولار أمريكي سنويًا.
وفي هذا السياق، صرّح وليد جمال الدين بأن المشاريع التي تُفتتح اليوم تُمثّل توسعًا نوعيًا للمنطقة الاقتصادية لقناة السويس، وتعكس ثقة المستثمرين الدوليين، وخاصةً الصينيين، في مناخ الاستثمار بالمنطقة. كما تُؤكّد نجاح الشراكة القائمة مع شركة تيدا مصر، وهي شركة مُطوّرة صناعيًا ذات سجلّ حافل في جذب استثمارات عالية الجودة في مختلف القطاعات الصناعية. وأشار إلى أنه خلال زيارته الأخيرة لجمهورية الصين الشعبية، جرت مباحثات بشأن تخصيص مساحة جديدة لشركة تيدا بمساحة 10 كيلومترات مربعة، في ضوء قرب الانتهاء من تطوير المراحل السابقة، والتي بلغت آخرها مساحة 2.86 كيلومتر مربع. وهذا يعكس التزام الهيئة بدعم خطط التوسع الصناعي للمُطوّرين ذوي السمعة الطيبة.
أكد وليد جمال الدين التزام الهيئة العامة للمنطقة الاقتصادية لقناة السويس بتقديم كافة الدعم والتسهيلات اللازمة لضمان سرعة تنفيذ هذه المشاريع وفي الوقت المحدد. وأشار إلى أن هذه المشاريع الصناعية لا تُسهم فقط في زيادة القيمة المضافة وخلق فرص العمل، بل تُمثل أيضًا خطوة مهمة نحو التكامل الصناعي وتعزيز تنافسية مصر في سلاسل التوريد العالمية. وأشار إلى أن الهيئة نجحت في تهيئة بيئة مواتية للمشاريع الصناعية الكبرى، حيث استقطبت استثمارات إجمالية بلغت 8.6 مليار دولار أمريكي عبر 297 مشروعًا خلال السنوات الثلاث الماضية. وفي العام المالي الماضي وحده، سُجلت استثمارات تُقارب 4.4 مليار دولار أمريكي، موزعة على 121 مشروعًا.
في هذا السياق، صرّح تشانغ لي هوا، مدير شركة بريدج-تكس، بأنه عند اكتمال المشروع، سيحقق مبيعات سنوية بقيمة 120 مليون دولار، منها 100 مليون دولار بالعملة الأجنبية. وسيتم تصدير 80% من الإنتاج إلى أوروبا وأمريكا. وتستفيد الشركة من الميزة التنافسية لمصر، والتكنولوجيا الصينية، والأسواق العالمية. ومن المتوقع أن يُسهم ذلك في تجاوز صادرات مصر من المنسوجات حاجز 10 مليارات دولار سنويًا.
صرح لو شينرانج، مدير شركة إف-تكس، بأن هذا المشروع يُمثل صلة وصل جديدة بين أعظم حضارتين في صناعة النسيج، مؤكدًا أن التعاون الحقيقي يكمن في الجمع بين المعايير الصينية والحكمة واليد العاملة المصرية لتحقيق التنمية المستدامة. كما أشاد بدعم الحكومة المصرية والمنطقة الاقتصادية لقناة السويس لما يوفره من بيئة استثمارية جاذبة، مُشيرًا إلى أنه من المتوقع الانتهاء من بناء المصنع خلال عام، وبدء التشغيل التجريبي.
تجدر الإشارة إلى أن هذه المشاريع تندرج ضمن جهود الهيئة الرامية إلى إيجاد صناعات استراتيجية، وتعزيز التصنيع المحلي، وتوسيع قاعدة صادراتها. وتستفيد هذه المشاريع من الموقع الجغرافي المتميز للمنطقة الاقتصادية لقناة السويس والبنية التحتية المتكاملة لموانئها البحرية، مما يعزز قدرة المشاريع الجديدة على النفاذ السريع إلى الأسواق الإقليمية والعالمية.