وزير التعليم يُعلن انتهاء الفترة المسائية في العام الدراسي المقبل!

منذ 5 ساعات
وزير التعليم يُعلن انتهاء الفترة المسائية في العام الدراسي المقبل!

التقى وزير التربية والتعليم والتدريب الفني، الدكتور محمد عبد اللطيف، بمديري ونواب ورؤساء إدارات التعليم في الدولة بالمدينة التعليمية بمدينة السادس من أكتوبر، في اجتماع موسع. ويأتي هذا اللقاء في إطار حرص الوزارة على تعزيز التواصل المباشر مع مسؤولي التعليم، ومتابعة تنفيذ سياسات التعليم، وتحسين أداء المنظومة التعليمية، وضمان جودة التعليم، ومتابعة التطورات الميدانية.

في بداية كلمته، شكر الوزير محمد عبد اللطيف جميع مديري المديريات ونوابهم، ومديري الإدارات التعليمية، على جهودهم الحثيثة في إنجاح العام الدراسي، وخاصةً في تنظيم امتحانات البكالوريا. وأكد أن التزامهم وحس المسؤولية لديهما كان له أثرٌ ملموس في تطوير المنظومة التعليمية، وأشاد بالإدارة المتميزة والتعاون المثمر للفرق الميدانية.

أكد الوزير أن أي تقدم يُحرز على أرض الواقع يرتبط ارتباطًا مباشرًا بدور مديري ونواب وزارات التربية والتعليم، ومديري المدارس، والمعلمين، لما لهم من دور محوري في نجاح العملية التعليمية. وأضاف: “القادم أفضل، وأنا على ثقة بأنكم ستتجاوزون التحديات القادمة”.

فيما يتعلق بنظام الفترتين في المرحلة الابتدائية، أكد الوزير على أهمية العمل على إلغاء الفترات المسائية في العام الدراسي المقبل. وأشار إلى أن معدلات الالتحاق بالصف الأول الابتدائي انخفضت بشكل ملحوظ في السنوات الأخيرة نتيجة انخفاض معدلات المواليد.

وأشار الوزير إلى أنه تم إعداد دراسة بالتعاون مع الهيئة العامة للأبنية التعليمية لتقليل الفترة المسائية، مشيرا إلى أنه يتم بناء مدارس جديدة لاستيعاب طلبة الفترة المسائية.

كما أكد الوزير على أن رؤساء الإدارات التعليمية لديهم القدرة والخبرة اللازمتين لوضع حلول تتناسب مع ظروف كل إدارة. ووجّه كل رئيس قسم بالاجتماع مع مديري المدارس التابعة له لوضع خطة شاملة لتقليص ساعات الدراسة المسائية، بناءً على خطة هيئة الإنشاءات التعليمية، وبما يلبي الاحتياجات الخاصة بكل منطقة تعليمية، وبما يحقق مصلحة الطلاب دون المساس بجودة العملية التعليمية.

فيما يتعلق بنظام التعليم الثانوي المصري، أكد الوزير محمد عبد اللطيف أن نظام التعليم الثانوي المصري يهدف إلى تخفيف معاناة الطلاب وأولياء الأمور من خلال توفير نظام تعليمي أكثر مرونةً وعدالةً وغنىً بالفرص. وقال: “لا نريد إلغاء التعليم الثانوي، بل نوفر بديلاً يتيح للطلاب مواصلة تعليمهم دون خوف من “فرصة واحدة”. نحن نقدم لأبنائنا فرصة تعليمية محلية بمعايير دولية، ويجب تكثيف جهود التوعية بالنظام الجديد في جميع مديريات وإدارات التعليم”.

أوضح الوزير محمد عبد اللطيف أهم مميزات نظام البكالوريا الجديد، مشيرًا إلى أنه سيُطبّق بالتوازي مع نظام الثانوية العامة. ويتيح النظام الجديد المحاولات المتعددة، على عكس النظام التقليدي الذي تُحدد فيه المحاولة الواحدة أداء الطالب. ويتيح النظام الجديد المحاولات المتعددة من خلال فرص التحسين.

وأضاف وزير التعليم أن معايير التنسيق نفسها تُطبق على خريجي الثانوية العامة، دون أي تمييز، سواءً كانوا يلتحقون بالمدارس النظرية أو العملية. ولا يوجد فصل بين النظامين عند الالتحاق بالجامعة.

وأكد الوزير أن هدف نظام البكالوريا هو “تحرير الطلاب من مصير الفرصة الواحدة”، مشيرا إلى أن الضغوط النفسية التي يتعرض لها الطلاب المصريون خلال المرحلة الثانوية غير مسبوقة في أنظمة التعليم الحديثة.

وأوضح الوزير أن نظام البكالوريا الجديد يضمن للطلبة الذين لا تتوفر لديهم الموارد الكافية للتعليم الخاص أو الدولي إمكانية الوصول إلى خيارات تعليمية وامتحانات متعددة بنفس الجودة كما هو الحال في الأنظمة الأخرى.

واختتم الوزير كلمته بشأن شهادة الثانوية العامة قائلاً: “إننا نعيد تعريف فلسفة التعليم ونعيد للطلاب قدراتهم وطموحاتهم في التعلم. لم نعد نقبل أن يتوقف حلم الطالب بأكمله على نصف درجة أو خطأ مطبعي. وأكد أن مستقبل أطفالنا يجب أن يرتكز على المهارات، لا على فرصة واحدة”.

أكد الوزير محمد عبد اللطيف أن الوزارة تعمل جاهدةً على تطوير مناهج دراسية تلبي احتياجات الطلاب وتراعي الفروق الفردية. وأشار إلى أن الدراسات الحديثة أظهرت أن بعض الطلاب يعانون من صعوبات في القراءة، وأن بعض فقرات المنهج تتسم بالتعقيد. وأوضح أن الوزارة تعمل جاهدةً على تطوير مناهج دراسية تلبي احتياجات الطلاب وتراعي الفروق الفردية.

أوضح الوزير أن المناهج الجديدة وُضعت بالتعاون مع عدد من المؤسسات الدولية والمصرية، بالإضافة إلى دور النشر الوطنية. وأكد أن هذه المناهج الجديدة وطنية بالكامل، وهي ملكية حصرية لوزارة التربية والتعليم والتدريب الفني.

في هذا السياق، أشار الوزير إلى بدء تدريب معلمي اللغة العربية على المناهج المُحدثة، وسيبدأ تدريب معلمي الدراسات الاجتماعية الأسبوع المقبل، يليه تدريب معلمي اللغة الإنجليزية. ويأتي ذلك ضمن خطة الوزارة لضمان التطبيق الفعال للمناهج الجديدة في الفصول الدراسية.

خلال الاجتماع، أكد الوزير محمد عبد اللطيف على ضرورة استكمال الاستعدادات للعام الدراسي الجديد في جميع المدارس، بما في ذلك أعمال الصيانة البسيطة، وطلاء الفصول والأسوار، وتجميل الحدائق والمتنزهات، لخلق بيئة تعليمية نظيفة وآمنة، ترحب بالطلاب وتشجعهم على الحضور منذ اليوم الأول.

أكد الوزير على أهمية غرس قيم الانضباط والسلوك الإيجابي في نفوس الطلاب. وأمر بتوزيع تعليمات واضحة على جميع المدارس تُلزم الطلاب بالحفاظ على نظافة مدرستهم ومرافقها، واعتبارها بيتهم الثاني، حيث يسود النظام والجمال، مما ينعكس إيجابًا على تحصيلهم الدراسي وسلوكهم العام.

كما وجه الوزير محمد عبد اللطيف مديريات التربية والتعليم بسرعة الانتهاء من استلام الكتب المدرسية المطبوعة من مخازن الوزارة، مشددا على ضرورة استرجاع الكميات في أسرع وقت لضمان جاهزيتها قبل بدء العام الدراسي.

كما أمر الوزير بإنشاء وحدة مركزية لضمان الجودة في كل مديرية تعليمية. وستضم هذه الوحدة مديري مديريات وإداريين ومدارس متقاعدين ذوي خبرة واسعة ومؤثرة في قطاع التعليم. وستضم الوحدة حوالي عشرة متخصصين، سيقومون بزيارات ميدانية شاملة لتقييم أداء المدارس وفق معايير واضحة ومعتمدة، بهدف رفع كفاءة العملية التعليمية وضمان جودة الأداء المدرسي.

أكد الأستاذ محمد عبد اللطيف على أهمية النظافة داخل المدارس وخارجها، فهي ركن أساسي لبيئة تعليمية صحية وجاذبة. كما أكد على ضرورة التنسيق والتواصل مع إدارات المدارس ومديري المناطق التعليمية لإزالة أي إزعاج أو نفايات حول المدارس، مما يساهم في خلق بيئة منظمة وآمنة، ويغرس قيم الانضباط والنظام في نفوس الطلاب، ويعزز شعورهم بأن المدرسة هي المكان الأمثل للتعلم والتطور والنجاح.

شهد الاجتماع نقاشًا موسعًا بين الوزير والحضور، واستمع الوزير إلى آراء ومقترحات متنوعة من المديرين ونوابهم، بالإضافة إلى مديري الإدارات التعليمية، تناولت التحديات المحلية وفرص تحسين الأداء المدرسي. وقُدّمت حلول واقعية وعملية عديدة، في إطار التزام الوزارة برؤية تشاركية قائمة على الحوار وإشراك جميع الأطراف المعنية في العملية التعليمية.

من جانبهم، أشاد المديرون ونوابهم ورؤساء الإدارات التعليمية بالإجراءات والآليات المطبقة خلال العام الدراسي الماضي، وبنظام البكالوريا الذي خفف العبء عن أولياء الأمور. كما أشادوا بإجراءات امتحانات البكالوريا لهذا العام. كما ثمنوا اللقاءات الدورية التي يعتزم الوزير عقدها مع مختلف الجهات المعنية في المنظومة التعليمية لمناقشة المشكلات والتحديات ووضع حلول عملية لها.

وأشادوا أيضاً بجهود وزير التربية والتعليم وقيادته، وأشادوا بالنجاحات الملموسة التي تحققت مؤخراً في تطوير المنظومة التعليمية.

وفي هذا السياق أكد الوزير أن العام الدراسي المقبل سيكون مخصصا بالدرجة الأولى لتحسين جودة التعليم، باعتباره الأساس لبناء منظومة تعليمية فعالة ومستدامة.


شارك