رئيس الوزراء يكشف تفاصيل مثيرة حول حادث الطريق الإقليمي وحريق سنترال رمسيس في المؤتمر الصحفي الجديد

منذ 6 ساعات
رئيس الوزراء يكشف تفاصيل مثيرة حول حادث الطريق الإقليمي وحريق سنترال رمسيس في المؤتمر الصحفي الجديد

استهل رئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي مؤتمره الصحفي الأسبوعي مساء اليوم، عقب اجتماع مجلس الوزراء، بالترحيب بالصحفيين وممثلي وسائل الإعلام الحاضرين. وأشار إلى أنه لم يتمكن من عقد هذا المؤتمر الصحفي الأسبوع الماضي بسبب مشاركته في مؤتمر دولي نيابةً عن الرئيس عبد الفتاح السيسي.

حادث مروري إقليمي

قبل التطرق إلى آخر المستجدات على الساحة الدولية والمحلية، سلّط الدكتور مصطفى مدبولي الضوء على اثنين من أهم الأحداث التي شغلت الرأي العام خلال الأيام العشرة الماضية. وقال: “لقد اتبعتم الإجراءات المتعلقة بالجزء الأول، وهو حادثا الطريق الدائري الإقليمي. أما الجزء الثاني، فيتعلق بالحريق الذي اندلع في سنترال رمسيس. ولذلك، يشاركني زميلي، وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، في المؤتمر اليوم”.

وتابع رئيس الوزراء: “أولاً، أود أن أتقدم بخالص التعازي لجميع أسر المواطنين المصريين الذين فقدوا أرواحهم في حوادث المرور بالمنطقة وحريق سنترال رمسيس. واليوم، وقفنا دقيقة صمت على أرواحهم في مجلس الوزراء، وندعو الله عز وجل أن يتغمدهم بواسع رحمته، وأن يلهم ذويهم الصبر والسلوان”.

وقال: “أود أن أتحدث بشكل مختصر عن أحداث الطريق الدائري الإقليمي، ثم أترك لزميلي وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات أن يتحدث إلينا عن بعض الجوانب الفنية لحريق سنترال رمسيس، والتعليقات التي أدلى بها عقب الحادث مباشرة بشأن آلية شبكة الاتصالات وتأمينها وغيرها من الأمور”.

فيما يتعلق بحوادث الطريق الدائري الإقليمي، أكد رئيس الوزراء أن الحكومة المصرية استثمرت بكثافة في بناء شبكة طرق واسعة وحديثة. وقال: “يعلم الجميع أننا نجحنا في بناء 7000 كيلومتر من الطرق الجديدة وتحسين أداء أكثر من 8000 كيلومتر إضافي. هذا عمل جبار قامت به الحكومة المصرية. في الوقت نفسه، تتطلب جميع هذه الطرق، بغض النظر عن الموارد المُنفقة، صيانة وإصلاحًا دوريًا نظرًا لطبيعة كل مشروع إنشائي، لا سيما مع حجم الاستخدام الكبير. وكأي شيء آخر، للطرق عمر افتراضي محدد وتتطلب صيانة دورية”.

وأضاف رئيس الوزراء: “يُعدّ الطريق الدائري الإقليمي الآن من أهم الطرق في مصر من حيث كثافة حركة المرور وحجمها. ولا مبالغة في القول إن 30% من حركة المرور في مصر تمر عبر هذا الطريق. لذا، يتطلب الأمر زيادة أعمال الصيانة، وهو ما تم تنفيذه في المناطق التي أُجريت فيها أعمال الصيانة والإصلاح، مع الحفاظ على الطريق مفتوحًا وسالكًا. وقد أدى ذلك إلى تمديد أعمال الإصلاح والصيانة وتغيير مسار الطريق لفترة أطول. ومع ذلك، وفي ضوء الحوادث، أمر الرئيس عبد الفتاح السيسي بدراسة إغلاق المناطق التي تُجرى فيها أعمال الإصلاح والصيانة. وقد اتُخذ قرار بهذا الشأن من قبل لجنة فنية مُشكّلة من نائب رئيس الوزراء للتنمية الصناعية، ووزير النقل والصناعة، بالإضافة إلى خبراء من مختلف التخصصات وأساتذة الجامعات. وقد تم تنفيذ هذا القرار، وبدأت إجراءات التنفيذ اللازمة”.

كما أكد رئيس الوزراء أن الدولة تُدرك أن النجاحات المُحققة لا تُساوي قطرة دم مصرية واحدة تُسفك على هذه الطرق. وأوضح أن الوزراء المعنيين – وزراء النقل والتخطيط والمالية – تلقوا توجيهات خلال اجتماع مجلس الوزراء اليوم بزيادة الموارد المالية لصيانة الطرق لضمان استمرار التقدم المُحرز.

وأضاف أن مصر حققت تقدمًا ملحوظًا في التصنيف العالمي لجودة شبكة الطرق، حيث تقدمت 100 مركز من المركز 118 إلى المركز 18، وهو إنجاز كبير. ومع ذلك، ورغم مشاريع تحسين شبكة الطرق الشاملة، لا يزال عدد حوادث الطرق في مصر أعلى من المتوسط العالمي. وأكد أن الحوادث لا تقتصر على حالة الطرق فحسب، بل تشمل عوامل أخرى أيضًا. وبناءً على ذلك، صدرت توجيهات خلال اجتماع مجلس الوزراء اليوم لوضع خطة تنفيذية بالتعاون مع الوزارات المعنية. والهدف هو خفض متوسط عدد حوادث الطرق في مصر إلى ما دون المتوسط العالمي، على غرار ما حققناه من تحسين جودة شبكة الطرق وتصنيفها عالميًا.

جدد الدكتور مصطفى مدبولي تعازيه الحارة لجميع ضحايا حادث الطريق الدائري الإقليمي، واعتذر شخصيًا عن أي أعطال فنية، والتي ستُرصد وتُعالج بشكل شامل من قبل لجان الخبراء لمنع تكرارها مستقبلًا، ليس فقط على هذا الطريق، بل على الطرق الأخرى. وأكد أن الحكومة ستولي اهتمامًا بالغًا خلال الفترة المقبلة لخفض متوسط معدل الحوادث على مستوى الجمهورية، وتحسين ترتيب مصر في هذا الصدد.

ثم تحدث رئيس الوزراء عن حريق محطة رمسيس المركزية، قائلاً: “عندما اندلع الحريق في محطة رمسيس المركزية، اتُّخذت إجراءات الطوارئ على الفور. واستجابت جميع الجهات الحكومية المعنية على الفور، بما في ذلك محافظة القاهرة، ووزارة الاتصالات، وخدمات الإسعاف والإطفاء (التي كانت أول من وصل إلى موقع الحريق).

وأضاف: “لقد بذلت الجهات الحكومية المسؤولة جهودًا جبارة في مكافحة الحريق وإخماده بنجاح. وأود أن أعرب عن شكري وتقديري لإدارة الإطفاء على الجهود الجبارة التي بذلتها في هذا الصدد”.

وأضاف أنه تم اتخاذ عدد من الإجراءات فور وقوع الحادث، منها قطع الإنترنت ونقله إلى محطة السكة الحديد الرئيسية بالروضة، ووضع خطة طوارئ للرحلات الجوية، وتأمين منظومة الخبز المدعوم.

أشار رئيس الوزراء إلى أن الحريق الذي اندلع في البورصة المركزية أثر جزئيًا على خدمات الهاتف المحمول، والاتصالات عبر الشبكات، وبعض التطبيقات المتعلقة بالمعاملات المادية. وأضاف أن البورصة اتخذت إجراءات احترازية عند انقطاع الاتصالات جزئيًا، إذ يعتمد عمل البورصة بأكمله على الاتصالات والشبكات. وقد علقت هيئة الأوراق المالية والبورصات عملياتها أمس، لكنها استأنفت العمل اليوم.

وأضاف: “نسمع باستمرار أنه رغم البنية التحتية المُنجزة، لا يُمكن للدولة المصرية الاعتماد على سنترال واحد، وما يُترتب على ذلك من آثار على الشبكات”. وأود التأكيد هنا على أننا لا نعتمد كليًا على سنترال رمسيس؛ فهناك العديد من السنترالات التي عملت ولا تزال تعمل، والدليل على ذلك سنترال رمسيس الذي خرج تمامًا عن الخدمة. إلا أن الشبكة تعافت بشكل كبير، وبإذن الله، خلال الساعات القليلة القادمة، سنتعافى تمامًا ونتجاوز حريق السنترالات.

وتابع: “زارت لجنةٌ مقسم الهاتف، وخلال نقاشي مع الوزير، كان همي الوحيد تحديد سبب الحريق وخيارات الترميم. وكما رأيتم، كنتُ هناك اليوم للاستماع إلى وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات وجميع المسؤولين في وزارة الاتصالات حول كيفية إعادة تأهيل هذا المقسم بسرعة. كما أودُّ الإشارة إلى أنه في إطار التحديث، هناك إمكانية لإعادة هيكلة بعض الخدمات والشبكات”.

استعرض الدكتور مصطفى مدبولي المؤتمرين اللذين حضرهما خلال الأيام الماضية نيابةً عن فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي. الأول هو مؤتمر الأمم المتحدة الرابع لتمويل التنمية، الذي عُقد في إشبيلية بإسبانيا، في الفترة من 30 يونيو إلى 3 يوليو 2025. وأشار إلى أن هذا المؤتمر يُعقد كل عشر سنوات، ويشارك فيه أكثر من 70 رئيس دولة وحكومة من جميع أنحاء العالم.

في هذا السياق، قال رئيس الوزراء: “ناقش جميع المشاركين في المؤتمر موضوعًا بالغ الأهمية، وهو كيفية تحقيق أهداف التنمية المستدامة التي حددتها الأمم المتحدة. وهناك إجماع دولي على التأثير المباشر للأحداث الجيوسياسية الراهنة في العالم على جميع جوانب الاقتصاد وعلى مؤشرات تحقيق أهداف التنمية المستدامة. وأشار إلى أنه نتيجةً للظروف والأوضاع العالمية، شهدت جميع الدول تأخرًا ملحوظًا في تحقيق هذه الأهداف. بل إن هناك إجماعًا بين جميع الدول النامية على أن الديون تُشكل قيدًا، وأن هناك حاجة ملحة لإصلاح وإعادة هيكلة ملف الديون، وكذلك الفوائد المتضمنة فيها، على المستوى العالمي، لما قد يُعيق تنفيذ مشاريع مهمة في الدول التي ترغب في تنفيذها لتحسين جودة حياة مواطنيها”.

أوضح الدكتور مصطفى مدبولي أنه طرح هذه النقاط لتسليط الضوء على مدى تأثير الأزمات والظروف العالمية على اقتصاديات مختلف الدول. وأكد أن هذه الظاهرة عالمية وليست مقتصرة على دول محددة، وكذلك لتسليط الضوء على تأثيرها على التضخم. وهناك دعوات ملحة في الدول النامية لمعالجة هذه القضية المهمة بالتعاون مع مختلف المؤسسات الدولية ذات الصلة. وأشار إلى أنه خلال المؤتمر، أتيحت له، برفقة وزير التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي ووزير المالية، فرصة استعراض إجراءات الحكومة المصرية بشأن خفض وتخفيض الديون، بالإضافة إلى مبادرة تحويل الديون التي تهدف إلى تحويل هذه الديون إلى مشاريع استثمارية تُنفذ في مصر. كما عرضنا المشاريع التي نعمل عليها في قطاعات مختلفة، منها الطاقة والمياه، في إطار المبادرة الوطنية “نوفي”.

وأشار رئيس الوزراء إلى أن البيان الختامي للمؤتمر أبرز جهود الدولة المصرية في هذه المجالات.

كما أشار رئيس الوزراء إلى مشاركته في المؤتمر الثاني لقمة البريكس السابعة عشرة، التي عُقدت يومي 6 و7 يوليو/تموز في ريو دي جانيرو، البرازيل، تحت عنوان “تعزيز التعاون فيما بين بلدان الجنوب من أجل حوكمة شاملة ومستدامة”. وأشار إلى أن القضايا السياسية، لا سيما تلك المتعلقة بالصراعات العالمية، هيمنت على مناقشات جلسات وفعاليات القمة. وأشار إلى أن إيران، العضو في المجموعة، متورطة في الحرب الدائرة مؤخرًا، وأن تداعيات الحرب في المنطقة، إلى جانب الحرب الروسية الأوكرانية ووجود روسيا في مجموعة البريكس، هيمنت أيضًا على المناقشات. كما تناول رؤساء دول المجموعة أو الدول المشاركة في القمة الأوضاع السياسية على المستويين الإقليمي والعالمي في كلماتهم.

في كلمته، سلّط الدكتور مصطفى مدبولي الضوء على أهمّ النقاط الواردة في الكلمة المصرية التي ألقاها نيابةً عن فخامة رئيس الجمهورية. وشملت هذه النقاط التأكيد على دور مصر الثابت في دعم القضية الفلسطينية. وأشار في هذا الصدد إلى ردود الفعل الإيجابية للغاية من دول أعضاء مجموعة البريكس دعماً للقضية الفلسطينية، وشدد على ضرورة تخفيف معاناة الشعب الفلسطيني. وقال: تشمل النتائج الرئيسية الأخرى وضع خطة تنفيذية لسلسلة من الإجراءات التنسيقية في المجال الاقتصادي لتكثيف وتعزيز العلاقات الثنائية بين دول البريكس. علاوة على ذلك، يجب الشروع في إجراءات تفعيل بنك التنمية الجديد، الذي أُنشئ داخل المنظمة لتقديم قروض ميسرة للدول الأعضاء لدعم مشاريع التنمية.

سلط رئيس الوزراء الضوء على بعض الأرقام الرئيسية، قائلاً: “في ضوء الأحداث وقلقنا البالغ إزاءها وعدد الضحايا، هناك أرقام بالغة الأهمية يجب أن نتوقف عندها، فقد أعلنت وزارة التخطيط نتائج الربع الثالث من السنة المالية 2024/2025، والتي أكدت أن معدل نمو الاقتصاد المصري والناتج المحلي الإجمالي بلغ 4.77%، مقارنةً بالربع المماثل من العام الماضي، حيث بلغ المعدل 2.2%. ولذلك، ولله الحمد، تضاعف معدل نمونا بأكثر من الضعف، مما يُشير إلى أنه مع إعلان نتائج الربع الرابع من السنة المالية، سيتجاوز معدل النمو الإجمالي للاقتصاد المصري التقديرات، وهو أمر بالغ الأهمية، حيث بلغ متوسط معدل النمو خلال الأشهر التسعة الماضية 4.2%، مقارنةً بالفترة نفسها من العام الماضي، حيث بلغ المعدل 2.4%”. كل هذا يؤكد أن الإجراءات الإصلاحية التي اتخذتها الدولة والتزمت بها تسير على الطريق الصحيح. إن شاء الله، سيقود هذا النمو نموٌّ في جميع القطاعات دون استثناء، باستثناء منطقة قناة السويس، فظروفها معروفة. ومع ذلك، تشهد جميع القطاعات نموًا استثنائيًا، والأهم من ذلك، أن الصادرات تنمو بقفزات هائلة، مما يؤكد أنه إذا استمررنا على هذا النهج، يمكننا الوصول إلى الهدف المنشود لعام ٢٠٣٠، بل وتجاوزه.

وأضاف الدكتور مصطفى مدبولي: “أعلن البنك المركزي أن احتياطيات النقد الأجنبي بلغت 48.7 مليار دولار، بزيادة قدرها 200 مليون دولار عن الشهر السابق. كما يشهد صافي الأصول الأجنبية ارتفاعًا. ورغم كل التحديات في المنطقة، يتعافى الاقتصاد المصري ويكتسب زخمًا، ويحقق التنمية التي نطمح إليها جميعًا”.

ثم تناول رئيس الوزراء النقاط المطروحة فيما يتعلق ببرنامج صندوق النقد الدولي، قائلاً: “سأتحدث عن دمج المراجعتين الخامسة والسادسة. وهنا أود أن أوضح أنه عندما جاءت بعثة صندوق النقد الدولي إلى مصر لإجراء المراجعة الخامسة، ناقشوا معنا جميع الأهداف وجميع النقاط التي كان ينبغي على الدولة المصرية تحقيقها خلال هذه الفترة. وقد تحققت جميعها دون استثناء، باستثناء نقطة واحدة، وهي الجزء المتعلق بعروض الإصدار. ونظرًا لأنه كان من المقرر تحقيق حجم معين من الإصدارات بحلول هذا التاريخ، نظرًا للظروف الجيوسياسية في المنطقة وتأثيرها الكبير على مناخ الاستثمار، فقد خلصنا إلى أنه من غير المناسب إطلاقًا كدولة طرح أصول في فترة لا تصل فيها إلى قيمتها العادلة. لذلك، فإن همنا الأهم ليس فقط تحقيق الأهداف، بل أيضًا كيفية ضمان أقصى استفادة من أصول الدولة وتحقيق القيمة العادلة للدولة المصرية. لذلك، تم الاتفاق مبدئيًا مع الصندوق على تأجيل المراجعتين الخامسة والسادسة إلى الربع الأخير من هذا العام. وهنا أود أن أؤكد أننا، ولله الحمد، حققنا جميع أهدافنا. وتم تحقيق الفائض الأولي المتفق عليه، ووصل مستوى الاحتياطيات الأجنبية إلى مستويات جيدة، ومرونة سعر الصرف التي حسب الصندوق تسير بشكل جيد للغاية، وترشيد الإنفاق العام، والوصول إلى سقف تريليون جنيه للاستثمار العام، وزيادة مساهمة القطاع الخاص في الناتج الاقتصادي وحجم الاستثمار، كلها مؤشرات تنفذها الحكومة المصرية ولله الحمد.

ثم تناول رئيس الوزراء مسألة تأمين الغاز والوقود لتوليد الكهرباء لمختلف الصناعات. وأوضح أنه يتابع بعض المناقشات المتعلقة بالسفن البديلة، وما إذا كان هناك أي تأخير في نشرها. وأكد أنه، وفقًا للخطة الأصلية، كان من المقرر أن تدخل جميع هذه السفن الخدمة في الأسبوع الأول من يوليو.

قال رئيس الوزراء: “كان من المقرر أن تدخل السفينة الأولى الخدمة في الأسبوع الأول من يوليو. ومع اندلاع الحرب الإيرانية الإسرائيلية، طلبنا من فرق البناء تسريع العمل حتى تبدأ السفينة عملياتها. إلا أن هذا يتطلب إجراءات فنية معقدة للغاية تتعلق بالمنشآت والشبكات”.

وأضاف الدكتور مصطفى مدبولي: “من المهم أن تحظى كل خطوة من هذه الخطوات التشغيلية بموافقة الجهات الدولية. فناقلة بهذا الحجم، بسعة 750 مليون قدم مكعب يوميًا، ومتصلة بالشبكة القومية، تتطلب أعمالًا فنية يجب أن تحصل على موافقة الجهات الدولية. ولذلك، طلبت بعض هذه الجهات اتخاذ إجراءات احترازية معينة، مما دفعنا للعودة إلى الجدول الزمني الأصلي”. وأكد أن الناقلتين ستبدآن العمل، وسيبدأ ضخ الغاز في الشبكة مطلع الأسبوع المقبل.

وتابع رئيس الوزراء: “لذلك، لا يوجد تأخير فعلي في وصول السفينة الأولى لأكثر من ثلاثة أو أربعة أيام. وهذا نتيجة إجراءات فنية لا يمكن إغفالها”.

وأوضح أنه بالإضافة إلى سفينة واحدة تبحر إلى الأردن، سيكون لدينا أربع سفن أخرى لخدمة كل من مصر والأردن.

وأشار رئيس الوزراء أيضاً إلى الحزمة التشريعية التي تم إقرارها وتنفيذها مؤخراً، ومن بينها قانون الإيجار القديم، والذي يعد قانوناً حساساً ومعقداً لأنه يعالج مشكلة اجتماعية قائمة في مصر منذ ستة عقود.

وأكد على أهمية مواصلة النقاشات البرلمانية حول هذا القانون لضمان صياغة متوازنة تحقق الفوائد المرجوة من تحرير سوق الإيجار دون إجحاف بطرف وتغليب طرف آخر. وركزت النقاشات على وضع المستأجرين لأول مرة، وخاصة كبار السن وذوي الدخل المحدود الذين قد يواجهون صعوبة في إيجاد سكن.

أوضح الدكتور مصطفى مدبولي أن هذا الأمر مُنظّم بقانون واضح الصياغة. وذكر أنه بعد شهر من إقرار القانون، ستُقدّم وزارة الإسكان تصورًا للضوابط الواجب تطبيقها لحماية حقوق المستأجرين الجدد الحاليين وضمان عدم تأثرهم بتبعات هذا الأمر. وأضاف أنه على الرغم من عدم إقرار القانون بعد، فقد عُقد اليوم أول اجتماع بشأنه بعد انتهاء اجتماع مجلس الوزراء، بحضور وزراء التنمية المحلية، والشؤون البرلمانية، والشؤون القانونية، والإعلام السياسي، والإسكان والمرافق، والبلديات الحضرية، بالإضافة إلى عدد من الخبراء في هذا المجال، لوضع الضوابط وآليات تطبيق اللوائح المتعلقة بهذا الأمر.

كما أكد رئيس الوزراء على ضرورة توفير بدائل مناسبة للمستحقين في الوقت المناسب قبل نهاية فترة السبع سنوات. كما أكد على قدرة الدولة على تنفيذ هذا المقترح، بعد أن نجحت بالفعل في تنفيذ أفضل برنامج إسكان عالمي، وحل مشكلة 300 ألف وحدة سكنية في المناطق غير الآمنة. وأشار إلى أن وزير الإسكان أمر اليوم بالبدء الفوري في الإعداد لبرنامج خاص ضمن صندوق الإسكان الاجتماعي يهدف إلى تخصيص مساكن بديلة للمستحقين لأول مرة. وسيتم توفير الشقق لجميع المتقدمين المؤهلين، مع إعطاء الأولوية لمن يستوفي شروط عدم امتلاك مسكن آخر أو الاستفادة من الإسكان الذي توفره الحكومة المصرية. وسيتم ذلك من خلال آلية مباشرة، دون الحاجة إلى قرعة للمشاريع المخصصة لهذا البرنامج. وقد كُلّف وزير الإسكان بمتابعة الأمر، حيث عُرضت الرؤية الأصلية لهذا البرنامج على مجلس النواب ونوقشت في مقابلات صحفية. بالإضافة إلى ذلك، نوقشت بعض التفاصيل ذات الصلة خلال جلسة اليوم.

وأضاف: “ستُطرح هذه الوحدات بصيغ تأجير متنوعة، من التأجير التمويلي إلى التمليك، سواءً من خلال التمويل العقاري أو ضمن مشاريع الإسكان الاجتماعي”. وأوضح أن طلبات الحصول على وحدات بمواصفات أعلى من الإسكان الاجتماعي ستُعطى الأولوية في المشاريع التي تُنفذها الحكومة المصرية خصيصًا لهذا البرنامج. كما أكد على أهمية تسريع الإجراءات، ووجّه الوزراء بالتحرك الفوري دون انتظار إقرار التشريعات اللازمة لضمان الالتزام بالتعليمات.

كما صرّح رئيس الوزراء بأنه يعتزم توفير هذه الوحدات وإتاحتها خلال عامين إلى ثلاثة أعوام كحد أقصى. وتحت إشراف وزارة الاتصالات، سيتم إنشاء منصة إلكترونية خلال شهر لتسجيل بيانات جميع المستأجرين الذين يطلبون وحدات بديلة. وسيتم جمع هذه البيانات وترتيبها حسب الأولوية خلال ثلاثة أشهر للحصول على صورة واضحة عن عدد الوحدات المطلوبة وتوزيعها الدقيق.

وأكد أن الحكومة ستُنهي جميع الإجراءات اللازمة بحلول العام المقبل، وسيتم إبلاغ جميع المستأجرين بمساكنهم البديلة. وستعمل الدولة على إنجاز جميع الإجراءات في أقل من المدة المتوقعة، مع التركيز على تسريع التنفيذ في أسرع وقت ممكن.

وتناول رئيس الوزراء بعد ذلك تعديلات قانون التعليم، موضحا أنها تتعلق بمواصلة تطوير نظام امتحانات البكالوريا وإدخال شهادة البكالوريا كبديل لشهادة الثانوية العامة.

وأضاف: “ينص القانون صراحةً على أن هذا النظام اختياري. وبالتالي، يحق لكل طالب الاختيار بين الاستمرار في النظام القديم أو الجديد”. ونؤكد أن هذا النظام الجديد صُمم وفقًا لأنظمة التعليم الدولية المعمول بها في مصر. وهذا يسمح لأبنائنا، في حال رسوبهم، بإعادة المادة وفقًا لأنظمة التعليم الدولية المعمول بها في مصر. وهذا سيخفف العبء والضغط النفسي الهائل الذي يواجهه أبناؤنا خلال امتحانات الثانوية العامة.

وتابع رئيس الوزراء: “في هذا السياق، أُشير أيضًا إلى أن الدولة تنوي الالتفاف على مجانية التعليم بهذا القانون. ومع ذلك، فقد أوضحنا أن الامتحان الأول سيكون مجانيًا، بينما سيُلزم الطلاب الذين يرغبون في إعادة مادة أو تحسين درجاتهم بدفع رسوم. وهذا من الإنصاف في هذا النظام، ويُسهم في الإصلاح ويُخفف العبء النفسي على جميع الأسر المصرية”.

أشار الدكتور مصطفى مدبولي إلى تعديلات قانون الرياضة التي أقرها مجلس النواب، قائلاً: “لقد تابعتم الجدل والنقاشات حول هذه المسألة، وحول مدة الفصلين التشريعيين، وحول سريان الأثر الرجعي، وقد نصّ القانون، الذي أُقرّ بالتشاور مع اللجنة الأولمبية الدولية، على ثلاث دورات دون سريان أثر رجعي. ولذلك، فقد أُقرّ القانون بشكل متوازن للغاية، ويلبي جميع التوقعات”.

واختتم رئيس الوزراء كلمته قائلاً: “أولاً، أود أن أعرب عن تقديري واحترامي لمجلس النواب للمناقشات الجادة التي شهدناها مؤخراً، وللانتقادات التي وُجهت للحكومة بشأن بعض المواد. ونحن نتقبل ذلك بكل سرور، فهدفنا الأول هو المصلحة العامة. ومن الممكن أن تُثير بعض المواد جدلاً، وخاصة القوانين التي تختلف وجهات النظر بشأنها. ومن الطبيعي ألا يكون هناك توافق تام على جميع القوانين، وخاصة تلك التي تؤثر على الرأي العام. والأهم من ذلك أن يتم النقاش وأن نصل في النهاية إلى اتفاق يُرضي جميع الأطراف قدر الإمكان. ومن هنا تقديري واحترامي للمناقشات المهمة التي شهدناها في البرلمان.”


شارك