أيهما يثير الانتباه أكثر؟ رسالة أيمن الرمادي المثيرة بعد مغادرته الزمالك: حان الوقت للكشف عن كل التفاصيل!

وجه أيمن الرمادي، المدير الفني السابق لنادي الزمالك، رسالة خاصة لجماهير القلعة البيضاء بعد حصوله على التكريم من النادي مؤخرًا، وتحدث بكل فخر عن الزمالك.
كتب الرمادي على حسابه الشخصي في فيسبوك: “بسم الله الرحمن الرحيم – بسم الله نبدأ، وبالله نستعين، وعلى الله نتوكل. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين”.
قبل كتابة هذا الموضوع، تذكرتُ رجلاً التقيته سابقًا في الإمارات، وصادقناه: المرحوم طه بصري، رحمه الله. تذكرتُ هذا النموذج من الأخلاق الرفيعة، وأنا فخور بمعرفته ومصادقته. في ملامحه، يُستشعر عظمة تاريخ الزمالك، وفي روحه وبشاشة وجهه، يُستشعر قيمة الزمالك، وفي تربيته ولطف أخلاقه، يُستشعر قيمة وعراقة تربية عظيمة بين جدران تزيد عن مئة عام. أتمنى أن نسير على نهجه، فإن لم نستطع، فلنتبنَّ على الأقل إحدى خصاله الحميدة.
وبعد أن أثريت الموضوع بذكرى رجل أفتخر بصداقتي معه، فقد حان الوقت الآن لكي أتحدث.
حسنًا، الآن حان الوقت، وبعد أن كنت مترددًا لأنني خشيت أن يقال عني إنني كنت أتغزل بنادي الزمالك العظيم حتى أسدد ديوني، وأن يقال عني ما ليس فيّ، وحتى لا يثير ذلك أي شبهة، فقد أمرنا ديننا الحنيف بتجنب الشبهة، والآن استلمت ديوني كاملة، ولم يعد لدي من نادي الزمالك سوى الحب والصداقة والاحترام، وتحررت من سلسلة حول عنقي حتى لا يظن أحد أنني كنت أتغزل بنادي الزمالك حتى أسدد ديوني، هذه السلسلة التي قيدت عنقي وقيدت لساني، والتي كانت لتجنب الشبهة التي قد يظنها البعض أن كلامي كان يتملق الآخرين، حتى أسدد ديوني.
والآن حان الوقت، بعد أن انتهى سبب صمتي، أن أعلن للجميع
أولاً، لكل طفل، ولكل شاب، ولكل مشجع زمالك كبير: ثقوا أن ناديكم عظيم، وأن تاريخه يمتد لأكثر من مئة عام. هذا التاريخ لم ولن يُمحى بجرة قلم. كونوا فخورين بناديكم ورموزكم.
ثانيًا، لكل من يعمل في أي منصب إداري أو فني بنادي الزمالك: تذكروا دائمًا أنكم استفدتم من ناديكم مئة ضعف ما قدمتموه له. والآن عليكم ردّ الدين. إن أعلى درجات الوفاء أن تكونوا أوفياء بغض النظر عن المصالح أو المناصب. إذا وُهبت لكم وظيفة، عليكم أن تكونوا كرماء لتكونوا عظماء في أعين الجميع. وإن لم يكن لكم منصب، فاذكروا دائمًا فضل النادي وادعموا من يشغله بصدق لا بشعارات. تذكروا دائمًا فضل الكابتن طه بصري والكابتن أبو رجيلة، وأمثلة أخرى كثيرة لا يتسع المقام لذكرها، فالحمد لله كثيرة.
ثالثًا، يا أعضاء النادي الحاليين والسابقين، لا أحد يشك في حبكم للنادي، لكن الحب وحده لا يكفي. على من يتولى الرئاسة الآن أن يُكرّس نفسه للعمل وألا ييأس، سواءً لقلة المال أو لأي سبب آخر. رحلة الألف ميل تبدأ بخطوة واحدة. عليكم العمل ولا تيأسوا. العمل، ثم العمل، ثم الاجتهاد. وبقدر اجتهادكم، كونوا على يقين بأن الله لا يُضيع أجر من أحسن عملًا. تذكروا دائمًا عظمة تراثنا الإسلامي في قوله تعالى: “فَاعْقِلْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ”.
رابعًا، يا أبنائي وإخوتي اللاعبين، أنتم تمثلون الزمالك، وهذا يكفي. تذكروا هذا جيدًا. أنتم تمثلون الزمالك بتاريخه، وهذا يكفي.
خامسا وأخيرًا، جمهور الزمالك الكبير والمخلص
كل من عمل أو لعب للزمالك، بمن فيهم أنا، استعاد ما قدمته أضعافًا مضاعفة، سواءً ماديًا أو اجتماعيًا، مما يُثمر في النهاية تقديرًا ماديًا للجميع. الزمالك خيرٌ للجميع دون استثناء. الجميع أخذ من هذا النادي العريق أضعافًا مضاعفة، إلا أنتم. أنتم بحرٌ من الكرم والوفاء، يمكنكم أن تفخروا به أمام الأجيال القادمة. كم منكم ادّخر قوت يومه لشراء تذكرة مباراة؟ كم منكم بكى فرحًا أو حزنًا على ناديه المحبوب؟ كم منكم صمد أمام جماهير الفرق المنافسة ودافع عن ناديه بكل ما أوتي من قوة؟ صدقوني، الانتماء جميل ونبيل، لكن إخلاصكم فاق حدود الانتماء بكثير. أنتم تاجٌ على رؤوسنا. ثقوا في ناديكم، ثقوا في لاعبيكم، ولك كل الحق في انتقاد كل فعل دون قيد أو شرط، لأنكم المالك الوحيد للنادي، لأنكم وحدكم من يعطي دون مقابل.
أما أنا، وبعد أن تركت منصبي، فأعد كل من يعمل في النادي بأنني سأساعد كل من يحتاج إلى المساعدة بكل ما أوتيت من قوة، وأعد الجميع بأنني سأبذل قصارى جهدي لتجسيد بعض صفات قائدي الحبيب طه بصري -رحمه الله-.
أتمنى لكم التوفيق والسداد. ملاحظة مهمة: الفترة القادمة، إن شاء الله، قد تكون فترةً مختلفةً، فهذه هي مهمتي، وسأتفرغ لمنصبي الجديد بكل شرفٍ وجدية. لكن هذا لا يعني أنني سأنسى هذا النادي العظيم وجماهيره العظيمة الوفية، لأنكم ستبقون في قلبي دائمًا.