“الصين تعبّر عن مخاوفها من الاتفاق التجاري بين أمريكا وفيتنام: إليك الأسباب وراء ذلك!”

انتقدت الصين اتفاقية التجارة الأمريكية مع فيتنام وأعربت عن قلقها من أن واشنطن تستخدم مفاوضات التعريفات الجمركية في “يوم التحرير” لاستهداف الصادرات الصينية عبر دول ثالثة.
اتفاقية تجارية بين الولايات المتحدة وفيتنام
وتقترح الاتفاقية خفض التعريفات الجمركية على الصادرات الفيتنامية من 46% إلى 20%، مع الحفاظ على تعريفة جمركية بنسبة 40% على ما يسمى “إعادة الشحن”، وهي طريقة لفرض القيود على السلع الصينية التي يتم إعادة تصديرها من فيتنام إلى الولايات المتحدة.
وتعد الاتفاقية التي تم الإعلان عنها يوم الأربعاء هي الصفقة التجارية الثانية التي تستهدف الصين، بعد الاتفاق بين الولايات المتحدة والمملكة المتحدة في مايو، والذي أدخل ضمانات صارمة على واردات الصلب والأدوية لاستبعاد الصين من سلاسل التوريد البريطانية.
أعلنت وزارة التجارة الصينية يوم الخميس أنها تُقيّم الاتفاقية حاليًا، مُؤكدةً معارضتها لأي اتفاقيات تُبرم على حساب مصالح الصين. وستتخذ البلاد “إجراءات حاسمة” لحماية حقوقها ومصالحها المشروعة.
تسعى عشرات الدول إلى إبرام اتفاقيات تجارية مع الولايات المتحدة قبل التاسع من يوليو/تموز، وهو التاريخ الذي ستُعلق فيه الرسوم الجمركية المتبادلة مؤقتًا. تعتمد فيتنام اعتمادًا كبيرًا على السوق الأمريكية، التي تُمثل حوالي 30% من صادراتها.
لكن المحللين يقولون إن التعريفات الجمركية المتفق عليها والرسوم الإضافية على “الظرف” تعكس الثمن المرتفع الذي دفعته هانوي مقابل الاتفاق.
أشار جوليان تشايس، الخبير في قانون الأعمال الدولي بجامعة هونغ كونغ، إلى أن الاتفاقية لا تقتصر على التجارة، بل تهدف إلى منع عبور البضائع الصينية عبر فيتنام لتجنب الرسوم الجمركية الأمريكية. ويتماشى هذا مع سياسة الولايات المتحدة الرامية إلى تعزيز التعاون الاقتصادي مع جيران الصين، مع الحد من نفوذ بكين على سلاسل التوريد.
وشهدت دول جنوب شرق آسيا ازدهارًا خلال الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين، حيث استخدمت الشركات الصينية استراتيجية “الصين زائد واحد” للالتفاف على التعريفات الجمركية الأمريكية، مما أدى إلى فائض تجاري متزايد مع الولايات المتحدة.
قال مارك ويليامز، كبير الاقتصاديين الآسيويين في كابيتال إيكونوميكس، بالاشتراك مع غاريث ليذر، إن أهم درس مستفاد من الاتفاقيات مع فيتنام والمملكة المتحدة هو أنها تُلزم الدول بتقييد أشكال معينة من التجارة مع الصين. وستعتبر بكين هذا استفزازًا، خاصةً إذا طُبقت شروط مماثلة في اتفاقيات أخرى مستقبلية.
ويحذر المحللون من أن الاتفاق مع فيتنام وأي اتفاقيات أخرى تعتبرها بكين تهديدا قد تؤدي إلى إخراج محادثات التجارة بين الولايات المتحدة والصين عن مسارها، على الرغم من أن الرئيس ترامب أعلن مؤخرا عن هدنة في الرسوم الجمركية مع بكين.
ولا تزال هناك مخاوف بشأن القيود الصينية على تصدير المعادن النادرة والقيود الأميركية على تصدير التقنيات المتقدمة مثل أشباه الموصلات.