مصر تؤكد رفضها الحازم لأي محاولات تسعى لتجاوز حقوق دولتي المصب في تنمية إثيوبيا

منذ 2 شهور
مصر تؤكد رفضها الحازم لأي محاولات تسعى لتجاوز حقوق دولتي المصب في تنمية إثيوبيا

التقى الدكتور هاني سويلم وزير الموارد المائية والري، بعدد من السفراء رؤساء البعثات الدبلوماسية المصرية بالخارج.

وحضر اللقاء أيضاً الدكتور بدر عبد العاطي وزير الخارجية والهجرة، الذي أعرب عن تقديره للتعاون القائم بين وزارة الخارجية والهجرة وشئون المصريين بالخارج ووزارة الموارد المائية والري، وخاصة فيما يتعلق بالمسؤوليات المتداخلة بشأن قضية المياه المرتبطة بالأمن القومي، والتعاون مع الشركاء الدوليين في مجالات التخفيف من ندرة المياه وبناء القدرات ونقل التكنولوجيا.

في كلمته، أكد الدكتور سويلم التزام مصر بتعزيز التعاون مع الدول الأفريقية، وخاصة دول حوض النيل، من خلال دعم مشاريع التنمية والمياه. وأشار إلى آلية التمويل التي أنشأتها الحكومة المصرية بمخصصات محددة لدراسة وتنفيذ مشاريع التنمية والبنية التحتية في دول حوض النيل الجنوبي.

واستعرض الدكتور سويلم جهود الدولة في سد الفجوة بين الموارد المائية والطلب عليها من خلال تنفيذ مشروعات كبرى لمعالجة مياه الصرف الزراعي (الدلتا الجديدة، وبحر البقر، والمحسمة)، وتطوير نظم الري وإدارة المياه، وغيرها من الإجراءات التي تساعد في ضمان وصول المياه لجميع المستفيدين وتحقيق المرونة اللازمة لمواجهة تحديات تغير المناخ.

وأشار إلى توفير مشاريع معالجة مياه الصرف الصحي على طول المجاري المائية، وسدود حصاد مياه الأمطار، وآبار الطاقة الشمسية، ومراكز التنبؤ بالأمطار وقياس جودة المياه لأشقائه الأفارقة. كما تستفيد مصر من برامج التدريب والمنح الدراسية التي يقدمها المركز الأفريقي للمياه والتكيف مع المناخ ومعهد بحوث الهيدروليكا، بالإضافة إلى منح دراسية في الجامعات المصرية.

أكد السويلم أن مصر تتمتع بخبرة متميزة في إدارة المياه، وتحرص على مشاركتها مع شقيقاتها الدول الأفريقية، وخاصة دول حوض النيل الغنية بالمياه. يبلغ معدل هطول الأمطار السنوي في حوض النيل حوالي 1600 مليار متر مكعب، بينما يبلغ معدل هطول الأمطار في الدول المتشاطئة – سواء داخل حوض النيل أو في أحواض الأنهار الأخرى داخل هذه الدول – حوالي 7000 مليار متر مكعب من المياه سنويًا. في المقابل، لا تستقبل مصر سوى 55.5 مليار متر مكعب.

كما استعرض الدكتور سويلم تطورات قضية السد الإثيوبي، ومسار المفاوضات الثلاثية، والخلافات الجوهرية ذات الصلة، في ظل التزام مصر السياسي الصادق بتسوية قانونية ملزمة تصون المصالح المشتركة وتمنع الضرر عن دولتي المصب. وقد قوبلت هذه الجهود بغياب الإرادة السياسية لدى الجانب الإثيوبي. وأشار إلى الرفض القاطع لسياسة إثيوبيا المستمرة في فرض الأمر الواقع من خلال إجراءات أحادية على نهر النيل كمورد مائي دولي مشترك، معتبراً أن ذلك يتعارض بشكل واضح مع القانون الدولي، وخاصة قواعد الاستخدام العادل والمنصف للمجاري المائية الدولية، ولا يُسبب ضرراً جسيماً.

وأضاف أن الجانب الإثيوبي يمضي قدمًا في استكمال السد، وهو أمر غير قانوني ومخالف للقانون الدولي، رغم غياب اتفاقية ملزمة مع دول المصب، ورغم التحفظات الكبيرة التي أبدتها مصر والسودان. ويعكس هذا نهجًا إثيوبيًا قائمًا على أيديولوجية تسعى إلى فرض السيادة المائية بدلًا من ترسيخ مبدأ الشراكة والتعاون، وهو أمر لن تسمح به الدولة المصرية.

في هذا السياق، أشار الدكتور سويلم إلى أن دعوات إثيوبيا المتكررة لاستئناف المفاوضات ما هي إلا محاولات شكلية لتحسين صورتها الدولية وتقديمها كطرف راغب في التفاوض. إلا أن الواقع العملي وعملية التفاوض التي استمرت لأكثر من ثلاثة عشر عامًا دون اتفاق ملزم قانونًا، تُظهر بوضوح افتقار إثيوبيا للإرادة السياسية، وغياب مصداقية وجدية هذه الدعوات. هناك غياب تام للإرادة الجادة لترجمة هذه الكلمات إلى التزامات واضحة وإجراءات عملية على أرض الواقع.

وأكد معاليه أن موقف إثيوبيا المراوغ والرجعي الذي يفرض الأمر الواقع يتناقض مع رغبتها المعلنة في المفاوضات، وهو الأمر الذي يجب على المجتمع الدولي أن يدركه.

وأكد الدكتور السويلم أن مصر ترفض رفضا قاطعا أية محاولات للتأثير على تنمية إثيوبيا على حساب حقوق دول المصب.

وعلى المستوى الدولي، استعرض معاليه جهود مصر لإعطاء أهمية أكبر للمياه على أجندة تغير المناخ، وخاصة من خلال مبادرة AWARe التي أطلقتها مصر لمساعدة الدول النامية وتوفير التمويل اللازم لمشاريع التكيف مع تغير المناخ.


شارك