الرئيس السيسي: السلام الحقيقي يأتي من العدل وليس من تطبيع ترفضه الشعوب

منذ 8 ساعات
الرئيس السيسي: السلام الحقيقي يأتي من العدل وليس من تطبيع ترفضه الشعوب

ألقى الرئيس عبد الفتاح السيسي كلمة اليوم بمناسبة الذكرى الثانية عشرة لثورة 30 يونيو. أكد فيها أن الثورة ملحمة وطنية خالدة، استعاد فيها الشعب المصري هويته ودولته من براثن الفوضى والمؤامرات. وأكد أن مصر، منذ عام 2013، كتبت تاريخًا جديدًا بالأفعال والمشاريع، لا بالشعارات.

وقال الرئيس السيسي: “اليوم أيها الشعب المصري العظيم نحتفل بذكرى ثورة 30 يونيو، تلك الثورة الخالدة التي كانت ملحمة وطنية كتبها الشعب المصري، حيث توحدت الإرادة، وارتفع صوت الشعب، وعقدت الجماهير العزم على استعادة مصر وهويتها وتاريخها ومصيرها، ومواجهة الإرهاب والمؤامرات، وكسر موجة الفوضى، وإحباط محاولات الابتزاز والخطف، وإعادة الدولة إلى مسارها الصحيح”.

كانت ثورة 30 يونيو نقطة انطلاق الجمهورية الجديدة. منذ عام 2013، تكتب مصر تاريخًا جديدًا، لا بالأقوال، بل بالأفعال، لا بالشعارات، بل بالمشاريع. كان الطريق وعرًا، لكننا واجهنا الإرهاب بدماء الشهداء وشجاعة الشعب حتى هزمناه، بإذن الله. واجهنا تحديات داخلية وخارجية. انطلقنا في طريق التنمية الشاملة، وبنينا مصر الحديثة بسواعد أبنائها الشرفاء. أنشأنا بنية تحتية ضخمة، واليوم نحن هنا لنُخلّد إنجازاتنا على أرض هذا الوطن، نلهم الأمل ونحافظ على فرصة حياة أفضل.

وأضاف الرئيس في كلمته: “أخاطبكم اليوم في الوقت الذي تئن فيه المنطقة بأكملها تحت نيران الحرب، من أصوات الضحايا في غزة المنكوبة إلى الصراعات في السودان وليبيا وسوريا واليمن والصومال.

ومن منطلق المسؤولية التاريخية، فإنني أناشد أطراف الصراع والمجتمع الدولي مواصلة اتخاذ كل التدابير اللازمة والاستماع إلى صوت الحكمة والعقل من أجل تجنيب شعوب المنطقة ويلات الدمار والخراب.

مصر، من أشدّ دعاة السلام، على قناعة تامة بأن السلام لن يتحقق بالقصف، أو فرضه بالقوة، أو بالتطبيع الذي يرفضه الشعب. السلام الحقيقي هو الذي يرتكز على مبادئ العدل والإنصاف والتفاهم.

إن استمرار الحرب والاحتلال لن يجلب السلام، بل سيُغذي دوامة الكراهية والعنف، ويفتح أبوابًا للانتقام والمقاومة لا تُغلق. يجب وضع حدٍّ للعنف والقتل والكراهية؛ يجب وضع حدٍّ للاحتلال والتهجير والتشرد.

السلام، وإن بدا بعيد المنال، ليس مستحيلاً. لطالما كان خيار الحكماء. فلنستلهم من تجربة عملية السلام المصرية الإسرائيلية في سبعينيات القرن الماضي، بوساطة الولايات المتحدة. إنها تُثبت أن السلام ممكن عندما تكون النوايا صادقة.

إن السلام في الشرق الأوسط لا يمكن أن يتحقق إلا من خلال إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة في حدود الرابع من حزيران/يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.

وخاطب الرئيس السيسي الشعب قائلاً: “أنتم العمود الفقري الحقيقي والدرع الواقي والقلب النابض لهذا الوطن”.

إن قوة مصر لا تكمن في سلاحها فقط، بل في وعيكم وتماسك صفوفكم ورفضكم لكل دعوات الإحباط والانقسام والكراهية.

نعم إن الأعباء ثقيلة والتحديات هائلة، ولكننا لا ننحني إلا لله عز وجل، ولن نحيد عن سعينا من أجل وطن كريم.

وأنا أتعاطف معكم وأؤكد لكم أن تخفيف الأعباء عنكم هو من أهم أولويات الدولة، خاصة في ظل الوضع المتوتر الذي نعيشه.

واختتم كلمته قائلاً: “أتوجه باحترامي وامتناني لأرواح شهدائنا الأبرار الذين رووا تراب هذا الوطن بدمائهم الزكية فصنعوا العزة والكرامة”.

أقبل جبين كل أم وأب وزوجة وطفل فقدوا أحد أحبائهم حتى تتمكن هذه البلاد من العيش ورأسها مرفوع.

كما أود أن أتوجه بالتحية والتقدير لقواتنا المسلحة الباسلة حماة الوطن والعرض، درع الوطن وسيفها، ولرجال الشرطة المدنية المخلصين الذين يواصلون دورهم في حفظ الأمن على الصعيد الداخلي، ولجميع الأجهزة الحكومية التي تعمل ليل نهار في خدمة أبناء هذا الشعب العظيم.

هذه هي مصر في مواجهة التحديات، مصر بنيت بإرادة شعبها وعاشت بولاء أبنائها.

وفيكم جميعا أقول وأكرر: والله تحيا مصر… تحيا مصر… تحيا مصر.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.


شارك