جمال فرويز يكشف أسرار تأثير الأسرة على تشكل الشخصية السلبية الاعتمادية

أكد الدكتور جمال فرويز، طبيب نفسي، أن الشخصية السلبية والتبعية لا تتطور فجأة، بل تنجم عن ثلاثة عوامل رئيسية: الوراثة (10-15%)، والتنشئة في الطفولة (70-80%)، والتجارب الحياتية (10-15%). وأوضح أن أهم فترة تكوينية في حياة الإنسان تقع بين سن الرابعة والرابعة عشرة.
في حواره مع أحمد دياب ونهاد سمير في برنامج “صباح البلد” على بوابة البلد، أضاف فروز أن غياب دور الأب في الأسرة، سواءً كان ماديًا أو عاطفيًا أو نفسيًا، يُمثل خللًا خطيرًا في بناء الشخصية. وأوضح أن الأب يُوفر الأمان والثقة بالنفس والعواطف. ويؤدي غياب هذا الدور إلى اضطرابات نفسية وسلوكية، منها التبعية المفرطة والسلبية.
وأشار إلى أن التدليل المفرط من الأم أو منع الطفل من أداء مهامه اليومية بدافع الحب، يُنمّي شخصية سلبية تعتمد على الآخرين في كل شيء، سواء في العمل أو العلاقات أو الزواج. وأكد أن هذه الشخصية غير قادرة على تحمل المسؤولية، ودائمًا ما تعتمد على من حولها.
كما أشار إلى وجود نمط سلبي آخر من الشخصيات، وهو تظاهر المرض أو الضعف العقلي عمدًا لجذب الانتباه أو التهرب من العمل. وقد تكررت هذه الظاهرة في المجتمع، مؤكدًا أن بعض هؤلاء الأفراد لا يعانون من مرض حقيقي، بل يتخذون من مرضهم ذريعة للكسل أو لكسب التعاطف.
واختتم فروز حديثه مؤكدًا أن الأب الذكي يُوازن العلاقات الأسرية ويُقدم الدعم دون أن يكون مُسيطرًا أو صارمًا. إلا أن غياب هذا الدور يُهيئ بيئةً خصبة لنمو السلبية والتبعية لدى الأطفال، حتى لو حاولت الأم التعويض.