مدبولي: زيارة رئيس وزراء صربيا تفتح آفاق جديدة لتعزيز الشراكة الثنائية بين البلدين

منذ 6 ساعات
مدبولي: زيارة رئيس وزراء صربيا تفتح آفاق جديدة لتعزيز الشراكة الثنائية بين البلدين

عقد رئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي، مؤتمراً صحفياً اليوم مع نظيره الصربي جورو ماتسوت بمقر مجلس الوزراء بالعاصمة الإدارية الجديدة، عقب اختتام مباحثات موسعة بين الجانبين.

في كلمته خلال المؤتمر الصحفي، قال رئيس الوزراء: “أود أن أبدأ كلمتي بالترحيب الحار برئيس وزراء جمهورية صربيا، السيد يورو ماتسوت، والوفد المرافق له في أول زيارة رسمية له إلى مصر. ونحن نقدّر هذه الزيارة تقديرًا كبيرًا ونعتبرها علامة فارقة في العلاقات التاريخية والمتنامية بين بلدينا الصديقين، لا سيما أنها أول زيارة خارجية رسمية له منذ توليه منصبه”.

وأضاف الدكتور مصطفى مدبولي: “أجرينا اليوم مباحثات ثنائية مثمرة، اتسمت بالتفاهم والانفتاح. ناقشنا عددًا من القضايا المحورية في علاقاتنا الثنائية، بالإضافة إلى العديد من القضايا الإقليمية والعالمية التي نتابعها حاليًا”. وأوضح أن محور العلاقات الثنائية ينصب على تعزيز الروابط الاقتصادية والتجارية في ظل اتفاقية التجارة الحرة بين مصر وصربيا، التي وُقّعت خلال زيارة فخامة رئيس جمهورية صربيا إلى القاهرة في يوليو 2024، وصادق عليها برلمانا البلدين. وأعرب عن تطلعه إلى تعزيز التبادل التجاري مع دخول هذه الاتفاقية حيز النفاذ.

وأضاف: “ناقشنا آفاق التعاون في قطاع التصنيع في القطاعات ذات الاهتمام المشترك، وذلك في إطار منتدى الأعمال المصري الصربي. ويوفر هذا المنتدى فرصًا واعدة لتعزيز التجارة والصناعة والاستثمار بين البلدين الصديقين، ويساهم في توطيد العلاقات الثنائية في مختلف المجالات”.

قال رئيس الوزراء إن محادثات اليوم تناولت أيضًا التعاون الزراعي والأمن الغذائي بين البلدين، لا سيما في ظل التحديات العالمية المتعلقة بالأمن الغذائي وإمكانية زيادة حجم الصادرات المتبادلة في هذا القطاع المهم، نظرًا للفرص الكبيرة التي تتمتع بها صربيا في مجال المحاصيل الزراعية والتصنيع الزراعي. ورحب بدعم وتعزيز العلاقات في هذا الصدد، حيث تم توجيه وزيري الزراعة في البلدين لتعزيز التعاون والتنسيق في هذا القطاع، والعمل بشكل مكثف على هذا الملف المشترك خلال الفترة المقبلة.

أشار الدكتور مصطفى مدبولي إلى أن منتدى الأعمال المصري الصربي المقبل سيناقش فرص الاستثمار الواعدة في مصر، لا سيما في المنطقة الاقتصادية لقناة السويس. كما سلّط الضوء على الحوافز الاستثمارية والتسهيلات التي تقدمها الحكومة المصرية، والتي ستشجع الشركات الصربية على الاستثمار في مصر خلال الفترة المقبلة. كما سلّط الضوء على فرص التعاون في مجال الطاقة المتجددة والهيدروجين الأخضر.

أشار رئيس الوزراء إلى أن اللقاء الموسع ناقش تعزيز التعاون في مجالي السياحة والثقافة، لا سيما في ضوء الزيارة الأخيرة لوزير السياحة والآثار إلى بلغراد. وناقش الجانبان سبل تعظيم الحركة السياحية بين البلدين وزيادة عدد الرحلات الجوية، سواءً مع طيران صربيا أو مصر للطيران أو إير كايرو، التابعة لمصر للطيران. وأكد أنهما اتفقا على معالجة هذا الأمر في أقرب وقت ممكن لتعزيز السياحة بين البلدين الصديقين.

صرح رئيس الوزراء بأن محادثات اليوم تناولت الوضع في الشرق الأوسط. وأكدنا دعمنا للحلول السلمية، واحترام سيادة الدول ووحدة أراضيها، وضرورة وقف التصعيد والتوتر في المنطقة، الذي لن يؤدي إلا إلى الفوضى والدمار والانزلاق نحو مزيد من العنف والتصعيد، الذي قد ينتهي بحرب شاملة، لن تجني منها دول المنطقة والعالم إلا الدمار. وأعرب عن أمله في التوصل سريعًا إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في الصراعات الدائرة في المنطقة، مضيفًا: “ناقشنا أيضًا تطورات القضية الفلسطينية، التي تعتبرها مصر جوهر المشكلات الإقليمية. وتم التأكيد على ضرورة الاعتراف بحق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة على حدود الرابع من يونيو/حزيران 1967، وعاصمتها القدس الشرقية”. وأعرب عن تقديره للموقف الصربي الداعم لهذا الحق، حيث صوّتت صربيا على حق فلسطين في العضوية الكاملة في الأمم المتحدة.

وتابع: “ناقشتُ أيضًا التطورات في غرب البلقان مع رئيس الوزراء. وأكدنا دعم مصر الكامل لتحقيق الاستقرار في هذه المنطقة، وسيادة صربيا على جميع أراضيها، ودعمها للخطوات المختلفة التي تتخذها صربيا حاليًا في إطار مبادرة البلقان المفتوحة، والتي من شأنها تعزيز آفاق التقارب بين دول غرب البلقان”.

وأضاف: “كما أكدنا استمرار التنسيق والتعاون بين البلدين فيما يتعلق بعضوية المنظمات والمنتديات الدولية. وجددت امتناني لرئيس الوزراء ماتسوت لدعم بلاده ترشيح الدكتور خالد العناني لمنصب المدير العام لليونسكو. ومن المقرر إجراء الانتخابات في أكتوبر المقبل”.

اختتم رئيس الوزراء كلمته في المؤتمر الصحفي مؤكدًا أن هذه الزيارة تُمثل نقطة انطلاق جديدة لتعزيز شراكتنا الثنائية. وجدد شكره وتقديره للسيد ماتسوت لاختياره مصر وجهةً لأول زيارة خارجية رسمية له منذ توليه منصبه، متمنيًا له دوام التوفيق في منصبه الجديد رئيسًا لوزراء بلدنا الصديق، صربيا، وتحقيق نقلة نوعية في العلاقات المصرية الصربية تحت قيادته.


شارك