ريال مدريد والأرجنتين: قصة شراكة تاريخية ناجحة تمتد لأكثر من 114 عاماً

أعلن نادي ريال مدريد الإسباني، الجمعة، تعاقده مع لاعب الوسط الواعد فرانكو ماسترانتونيو من ريفر بليت، في خطوة تعزز الشراكة التاريخية للنادي مع الأرجنتيني، الذي يعد أنجح صفقة أجنبية في تاريخ النادي.

بدأت قصة “الميرينجي” مع أبناء أرض الفضة في عام 1911 مع الأخوين سوتيرو وإيولوجيو أرانجورين، اللذين ولدا في بوينس آيرس قبل أن ينتقلا للعيش مع عائلتهما في إقليم الباسك.

وترك سوتيرو بصمة أكبر من شقيقه، وقام ريال مدريد بتكريمه بوضع تمثال له بجوار الإسباني ألبرتو ماشيبيرينا في النفق المؤدي إلى غرف تبديل الملابس.

في صيف عام 1947، وبعد غياب طويل عن الفريق الأرجنتيني، تعاقد ريال مدريد مع المدافع خوسيه نافارو ولاعب الوسط مانويل روشا باستوس، إلا أنهما لم يحققا نجاحاً كبيراً ولعبا عدداً محدوداً من المباريات.

1950.. أول نجاح كبير

كان أول لاعب أرجنتيني يتعاقد معه ريال مدريد هو المهاجم روكي أولسن، الذي تعاقد معه النادي من راسينغ كلوب في صيف عام 1950. لعب أولسن 123 مباراة وسجل 66 هدفًا، مما فتح الباب أمام زملائه الأرجنتينيين في النادي، وأبرزهم الأسطورة ألفريدو دي ستيفانو.

نجح برشلونة في انتزاع دي ستيفانو من غريمه اللدود بعد أن تعاقد معه ريال مدريد من نادي ميلوناريوس في منافسة ثلاثية بين نادي ميلوناريوس الكولومبي ونادي ريفر بليت الأرجنتيني. كانت هذه الصفقة من أكثر الصفقات إثارة للجدل في التاريخ، وإحدى أبرز حلقات التنافس التاريخي بين لوس بلانكوس وبرشلونة.

دي ستيفانو… معركة من جميع الجهات

رغم أن الاتحاد الإسباني لكرة القدم قرر أن يلعب دي ستيفانو موسمين مع ريال مدريد وموسمين مع برشلونة، إلا أن الأخير تنازل عن حقوقه كلاعب، ليبدأ مسيرة ذهبية من 396 مباراة، سجل خلالها ألفريدو 308 أهداف. كما قرر البقاء وفياً لإسبانيا، ممهداً الطريق لصراع جديد، ليس فقط بين الناديين، بل أيضاً بين جماهير البلدين.

بعد دي ستيفانو، تعاقد ريال مدريد مع سبعة لاعبين أرجنتينيين قبل أن يحل محله في عام 1984 خورخي فالدانو، أحد أبرز نجوم الفريق في ثمانينيات القرن العشرين.

وبعد مرور عشر سنوات، تعاقد ريال مدريد مع الأرجنتيني فرناندو ريدوندو، أحد أنجح لاعبي خط الوسط في تاريخ النادي وثالث أفضل هداف برصيد 228 مباراة حتى الآن.

دي ماريا هو القطعة الأخيرة من الفضيات

تكررت قصة ريدوندو مع سانتياغو سولاري، الذي يُعتبر أول صفقة أرجنتينية لريال مدريد في القرن الحادي والعشرين. وتبعه تسعة لاعبين أرجنتينيين آخرين، أبرزهم غونزالو هيغواين، الذي خاض 264 مباراة وسجل 121 هدفًا.

وكان اللاعب الأكثر إثارة للاهتمام هو أنخيل دي ماريا، الذي شارك في 190 مباراة وسجل 36 هدفًا.

من سوتيرو إلى دي ماريا، قدمت أرض الفضة 33 لاعباً لارتداء القميص الأبيض التاريخي، متجاوزة البرازيل التي لديها 29 لاعباً لتمثيل ريال مدريد في التاريخ، لتصبح الدولة الأجنبية الأكثر موهبة.

وأصبح ماستانتونو (17 عاما) أصغر لاعب أرجنتيني ينضم إلى ريال مدريد، بعد أن تم ترقيته من أكاديمية النادي في صيف عام 1991، متجاوزا المهاجم خوان إسنايدر، الذي لعب لريال مدريد في سن 18 عاما.