وزير التعليم السابق يكشف تجربته في محاربة الغش بامتحانات الثانوية العامة: “الفكرة هي المشكلة، وليس الأدوات!”

منذ 1 يوم
وزير التعليم السابق يكشف تجربته في محاربة الغش بامتحانات الثانوية العامة: “الفكرة هي المشكلة، وليس الأدوات!”

قال الدكتور رضا حجازي، وزير التربية والتعليم والتدريب الفني الأسبق، إن الغش في الامتحانات مشكلة قديمة، ازدادت خطورتها مع تطور التكنولوجيا. وأكد أن كشف هذه الحيل أصبح صراعًا يوميًا بين الوزارة والطلاب.

في منشور على فيسبوك، صرّح حجازي بأن الحديث عن الاحتيال ليس بالأمر الهيّن، ولكنه ضروري. وأشار إلى أن مشكلة الاحتيال من أبرز القضايا التي واجهها خلال فترة توليه منصب وزير أو نائب وزير، وقد تمّ تناولها بشكل مكثّف وبطرق مختلفة.

وأشار إلى أن نظام الكتيبات قد طُبّق بالفعل للحد من خطر الغش. وخلال العامين الماضيين، أُضيفت بعض الأسئلة المقالية، واستُخدمت الأقلام الإلكترونية، ووُضع رمز شريطي على أوراق الامتحانات لتحديد مصدر التباين. كما رُصدت حيل الطلاب، مثل ارتداء المعينات السمعية أو استخدام بطاقات فيزا مع الهواتف المحمولة.

وتابع وزير التعليم السابق: “درسنا العديد من الحلول الأخرى بالتعاون مع مختلف الوزارات، مثل أجهزة تشويش الإنترنت وأجهزة كشف الاهتزازات في قاعات الامتحانات، لكننا واجهنا صعوبات في تطبيقها”.

أكد حجازي أن المشكلة الأكبر لا تكمن في أدوات الغش، بل في “تطبيع” الغش في المجتمع نفسه. وتساءل: “هل يشعر الطالب الذي ينجح بالغش بالنجاح؟ هل يفخر به والداه؟ وهل يستطيع الاستمرار في هذا السلوك في الجامعة أو في الحياة؟”

أوضح أن الخطر الحقيقي يكمن في غرس فكرة “النجاح بأي وسيلة” في سن مبكرة، فهذا أخطر من أي وسيلة تكنولوجية. كما جادل بضرورة إعادة النظر في الهدف الحقيقي للمدرسة: هل يقتصر الأمر على تحقيق درجات عالية، أم أنه يهدف إلى إعداد الطلاب للنجاح في مجال يناسب قدراتهم؟

أكد حجازي على الدور المحوري للوالدين، مضيفًا: “قد يستخدم الأهل أجهزة السمع لإجبار أطفالهم على الغش أو تهديد المعلمين. لكن يمكنهم أيضًا دعم أطفالهم، وتقبّل أخطائهم، وتشجيعهم، بغض النظر عن النتيجة”.

واختتم الدكتور رضا حجازي كلمته بالتأكيد على أن الأمر لا يتعلق فقط بالحصول على درجات جيدة، بل يتعلق بتكوين إنسان مصري سليم نفسيا ناجح في ذاته وقادر على مواجهة الحياة وتحدياتها وملتزم بالقيم والدين والعادات المصرية الأصيلة.

وشكر كل من قرأ كلماته وتأملها، ودعا إلى إعادة النظر في مفهومي النجاح والتعليم في المجتمع المصري.


شارك