نائب رئيس الوزراء يستعرض آفاق التعاون مع وزير التنمية العمرانية السوداني في مجالات النقل والمواصلات

استقبل الفريق أول كامل الوزير، نائب رئيس الوزراء للتنمية الصناعية ووزير الصناعة والنقل، المهندس صلاح حامد إسماعيل، وزير التنمية الحضرية والطرق والجسور بجمهورية السودان، لبحث سبل تعزيز التعاون في مختلف قطاعات النقل. وقد شارك في الاجتماع عدد من كبار المسؤولين من الجانبين.
مناطق النقل المختلفة
خلال اللقاء، أكد نائب رئيس الوزراء المصري أن العلاقات المصرية السودانية في قطاع النقل تتطور بشكل ملحوظ على جميع المستويات، مشيرًا إلى اهتمام الحكومة المصرية القوي بدعم جهود التنمية والبنية التحتية في السودان، وكذلك مشاركة الشركات المصرية في تنفيذ مشاريع التنمية الكبرى. وفيما يتعلق بالملاحة النهرية، أوضح الفريق مهندس كامل الوزير أن التعاون بين الجانبين في هذا الصدد يمثل أحد ركائز الشراكة الاستراتيجية. وقد تم توقيع بروتوكول تعاون مشترك بين الهيئة العامة للملاحة النهرية المصرية وهيئة ملاحة وادي النيل النهرية وهيئة ملاحة نهر السودان النهرية لتوسعة رصيف النهر الحالي بميناء وادي حلفا. وتبلغ قيمة العقد حوالي 300 مليون جنيه مصري، وبلغت نسبة التنفيذ حتى الآن 69٪. ويجري حاليًا توريد وصيانة مساعدات الملاحة على امتداد 350 كم بين أسوان ووادي حلفا لتسهيل حركة الركاب والبضائع. وتجتمع اللجنة الفنية المشتركة الدائمة للنقل المائي الداخلي بانتظام، وكان آخر اجتماع لها في الخرطوم في أغسطس/آب 2021. كما يوجد تعاون مشترك في مشروع ممر الشحن بين بحيرة فيكتوريا والبحر الأبيض المتوسط، حيث أن السودان عضو في اللجنة التوجيهية للمشروع.
فيما يتعلق بمشاريع الطرق والتنمية الحضرية، أكد نائب رئيس الوزراء المصري حرص القيادة السياسية السودانية على إسناد مشاريع التنمية الحضرية لشركات مصرية مرموقة في قطاع البنية التحتية، مثل شركة المقاولون العرب، والهيئة العامة للطرق والجسور، والشركة المصرية لإنشاء وصيانة مرافق النقل، وشركة النصر العامة للمقاولات (حسن علام). وأكد التزام السودان بإعادة تأهيل جسري الحلفاية وشمبات بولاية الخرطوم في أسرع وقت ممكن، في ظل التزام مصر الكامل بدعم هذه الجهود التنموية.
وفيما يتعلق بالموانئ البرية، أوضح الوزير أن الهيئة العامة للموانئ البرية والجافة تعمل باستمرار على تبسيط إجراءات العبور من وإلى السودان. وتدعم الهيئة حركة البضائع وعبور الأشخاص والمركبات، ونقل المساعدات الإنسانية إلى السودان المجاور، وذلك بزيادة عدد العاملين في مينائي أرقين وقسطل لاستيعاب الزيادة في الحركة. كما يجري توسيع الخدمات الإدارية والتموينية للمسافرين العابرين، وتسريع إجراءات التخليص الجمركي لتجنب الازدحام.
كما نوقشت التغييرات التي أقرها الجانب السوداني على رسوم العبور وأثرها على التجارة. وتم الاتفاق على مقترح الجانب المصري بتشكيل لجنة مشتركة لتذليل العقبات التشغيلية والإجرائية في المعابر البرية.
وفيما يتعلق بالنقل البري، أشار الوزير إلى مناقشة أهم تحديات النقل البري، لا سيما تأخر إصدار تأشيرات السائقين المصريين، وما يرتبط بذلك من تبسيط للإجراءات، بالإضافة إلى تمديد مدة التأشيرة إلى ستة أشهر للدخول المتعدد. كما أكد على ضرورة تكثيف العمل على المعابر الحدودية السودانية لتقليل فترات الانتظار وتسهيل مرور الشاحنات.
أكد نائب رئيس الوزراء المصري على أهمية مشروع الربط السككي بين البلدين، فيما تجري حاليًا مباحثات مع الجانب السوداني للبدء في تنفيذ دراسة الربط السككي بين البلدين، بتمويل منحة من الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية.
كما تم بحث التعاون في مجال النقل البحري. وأكد الوزير استعداد هيئة ميناء الإسكندرية لاستقبال البضائع السودانية الواردة والصادرة ونقلها إلى السودان عبر مختلف المسارات.
كما تم مناقشة التعاون المستقبلي في مجال النقل البحري.
من خلال التعاون بين الشركة القابضة للنقل البحري والبري، التي تتمتع بخبرة فنية وتشغيلية واسعة في مناولة مختلف أنواع البضائع، بما في ذلك الحاويات والبضائع السائبة والعامة، بالإضافة إلى خبرة في إدارة وتشغيل محطات الموانئ، وميناء بورتسودان السوداني، يهدف هذا التنسيق والتعاون إلى وضع رؤية متكاملة لعمليات الموانئ تضمن الكفاءة التشغيلية وتعظيم العائدات. كما ستتاح لشركات القطاع الخاص، من خلال غرف الشحن، فرصة مراجعة المشروع وتقديم المقترحات ذات الصلة. وهذا من شأنه أن يُسهم في دعم التعاون الإقليمي وتعزيز دور الموانئ في التجارة والخدمات اللوجستية في المنطقة.
وفي ختام اللقاء، أكد الفريق كامل الوزير أن التنسيق المشترك بين البلدين في قطاع النقل يُسهم في تعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية، فضلًا عن تعزيز التكامل الإقليمي والتنمية المستدامة. وأكد حرص مصر على تقديم كل الدعم الممكن لأشقائها السودانيين خلال هذه المرحلة المهمة.
أعرب المهندس صلاح حامد إسماعيل وزير التنمية العمرانية والطرق والجسور بجمهورية السودان عن سعادته بزيارته لجمهورية مصر العربية، مؤكداً أن الزيارة شكلت فرصة مهمة لاستكشاف الرؤى التنموية المشتركة ومناقشة أولويات المرحلة المقبلة من المشاريع التي يمكن التعاون فيها بين الجانبين.
وأكد الوزير أهمية تعزيز الشراكات مع الشركات المصرية الكبرى، خاصة في مجالات النقل والبنية الأساسية، بما يحقق المنافع المتبادلة ويدفع جهود التكامل الاقتصادي بين البلدين الشقيقين.