وزير التعليم يعلن إلغاء نظام الفترات المسائية خلال عامين لتعزيز استقرار البيئة التعليمية

منذ 2 أيام
وزير التعليم يعلن إلغاء نظام الفترات المسائية خلال عامين لتعزيز استقرار البيئة التعليمية

عقد الدكتور محمد عبد اللطيف وزير التربية والتعليم والتدريب الفني اليوم اجتماعا موسعا مع رؤساء تحرير الصحف والمواقع الإلكترونية المتخصصة في الشأن التعليمي. ناقش الاجتماع الاستعدادات والإجراءات اللازمة لتنظيم وتأمين امتحانات الثانوية العامة. كما استعرض الاجتماع القرارات والآليات التي تم تنفيذها خلال العام الدراسي الحالي للارتقاء بجودة العملية التعليمية.

وفي بداية اللقاء أشاد الوزير محمد عبد اللطيف بالدور المحوري والوطني للصحافة والإعلام في توعية الرأي العام وتوضيح الرؤى. وأكد أن هذا اللقاء يعكس التزام الوزارة بالشفافية والتواصل المستمر مع كافة الجهات المعنية. كما يسلط الضوء على الدور المهم للمحررين التربويين في دعم العملية التعليمية في مصر، ويبرز الجهود المبذولة لتطوير العملية التعليمية.

تم خلال الاجتماع مناقشة العديد من المواضيع الهامة بالتفصيل ومن بينها امتحانات الثانوية العامة للعام الدراسي 2024/2025. وأشار الوزير إلى أن الوزارة تعمل جاهدة لضمان سير الامتحانات بسلاسة وأمان، وتتخذ كافة الإجراءات اللازمة لضمان راحة الطلبة وتوفير الأجواء المناسبة للامتحانات.

وفي إطار الاستعداد لامتحانات الثانوية العامة، استعرض الوزير الجهود المبذولة لضمان حسن سير عملية الامتحانات، وأكد أنه يتم تنفيذ تدابير جديدة صارمة لتأمين قاعات الامتحانات وضمان سير الامتحانات بسلاسة وأمان. وأشار إلى أنه تم زيادة عدد أفراد الأمن في كل قاعة، ونشر أفراد من كل إدارة تعليمية لتنظيم دخول الطلبة وإجراء الفحوصات قبل دخول القاعات.

وأكد الوزير أيضًا أنه سيتم توزيع أوراق الإجابة قبل وقت كافٍ من الامتحان ودون تأخير لإعطاء الطلبة الفرصة لإدخال معلوماتهم. وأشار إلى أنه تم التنسيق مع الجهات المعنية لتوفير الأمن الكافي خارج قاعات الامتحانات.

كما تم خلال الاجتماع شرح مفصل لإحصائيات امتحانات الشهادة الثانوية العامة للعام الدراسي 2024/2025. ومن المقرر أن يسجل هذا العام نحو 45,522 طالباً وطالبة للامتحانات في النظام القديم، بينما سيصل العدد في النظام الجديد إلى 768,353 طالباً وطالبة. ويبلغ عدد اللجان 1973 لجنة، بالإضافة إلى 9 لجان في السجون، و6 لجان في المستشفيات، و24 لجنة للطلاب المكفوفين، و17 لجنة للطلاب في المدارس للتميز في العلوم والتكنولوجيا. ويبلغ عدد المراقبين 120.232، ويبلغ إجمالي عدد اللجان على مستوى الجمهورية 2.029.

وأوضح الوزير أن صيغة أسئلة الامتحانات لهذا العام ستبقى دون تغيير، وأن 85% من الأسئلة ستكون بصيغة الاختيار من متعدد، و15% بصيغة النص.

وأكد الوزير أن الوزارة تبذل كل جهد ممكن من أجل تمثيل مصالح الطلبة. ونشرت الوزارة اثني عشر كتيبًا نموذجيًا لكل مادة على موقعها الإلكتروني، كما وفرت نماذج إجابات قدمها معلمو المواد الدراسية على قناة “مدرستنا 3”.

وأوضح الوزير محمد عبد اللطيف أن الوزارة ستنشر فيديو تعليميا لتوعية الطلاب بإجراءات وتعليمات إدخال البيانات والإجابة على الأسئلة.

وشدد الوزير على ضرورة اتخاذ كافة الإجراءات المناسبة لمنع استخدام الهواتف المحمولة والأجهزة الإلكترونية داخل لجان الامتحانات. وأكد أن لجان التدقيق لديها نظام رقابي صارم ولديها إجراءات وآليات جديدة وفعالة لمنع الاحتيال وضمان تكافؤ الفرص.

وتحدث الوزير أيضاً عن نماذج اختبارات الشهادة الثانوية، مشيراً إلى أن الوزارة أصدرت 12 نموذجاً لكل مادة لمساعدة الطلبة على التدرب على الأسئلة. كما تقوم الوزارة بتوفير النماذج على قناة “مدرستنا 3” كخدمة للطلبة بمساعدة نخبة من المعلمين المتميزين لدعمهم في تحصيلهم الدراسي.

وأشار الوزير خلال مناقشته لنظام الثانوية العامة المصري المقترح، إلى أن الهدف من إقرار نظام الثانوية العامة المصري الجديد هو إزالة “شبح الثانوية العامة” وتخفيف العبء عن الأسر المصرية.

وأوضح الوزير محمد عبد اللطيف أن مشروع نظام البكالوريا المصرية يهدف إلى تمكين الطالب من اختيار المسار التعليمي الذي يتناسب مع اهتماماته وقدراته وتوفير خيارات تقييم متعددة له، بدلاً من الاعتماد على امتحان نهائي واحد لتحديد مصير الطالب. وأشار إلى أن هذا المقترح سيكون موضوع حوار مجتمعي شامل، حيث سيتم تنظيم لقاءات مع جميع الأطراف المعنية بالعملية التعليمية من ممثلي الحكومة والجامعات إلى المعلمين وأولياء الأمور والطلبة. بالإضافة إلى ذلك، تم إجراء استطلاع شامل بين أولياء أمور طلاب الصف الثالث المتوسط لمشاركة آرائهم حول الاقتراح. وتعكس النتائج دعماً واسعاً لنظام الثانوية العامة المصري، حيث حصل على نسبة موافقة بلغت 88% بين أولياء أمور طلاب الثانوية العامة.

وأشار الوزير إلى أن نظام الثانوية العامة المصرية سيكون اختياريا بعد موافقة مجلس النواب ومجلس الوزراء على تعديل قانون التعليم.

أعلن الوزير محمد عبد اللطيف أن مادة التربية الدينية ستكون مادة إضافية في نظام الثانوية العامة المصرية، وأن نسبة النجاح ستكون 70%.

واستعرض الوزير كذلك ملامح الاستراتيجية الوطنية للتعليم ما قبل الجامعي، وأكد أن تحسين جودة التعليم يشكل أولوية قصوى للوزارة من خلال التوسع في بناء المدارس الجديدة وتكييف المناهج الدراسية لتتوافق مع أحدث المعايير العالمية.

وأشار الوزير إلى أن الوزارة تواجه تحديات مزمنة تؤثر على المنظومة التعليمية منذ سنوات. ولكن بفضل جهود جميع الشركاء تمكنا من مواجهة أربعة تحديات رئيسية خلال العام الدراسي الحالي مع تطوير رؤية شاملة ومتكاملة للإصلاح التعليمي تهدف إلى خلق بيئة تعليمية تقدمية تلبي تطلعات المجتمع المصري وتواكب التغيرات العالمية.

وأكد الوزير محمد عبد اللطيف أن الوزارة وضعت خطة طموحة لمعالجة مشكلة التكدس الطلابي من خلال حزمة من الحلول الفنية والعملية، مع التوسع في بناء الفصول الدراسية الجديدة بما يتراوح بين 10 إلى 15 ألف فصل سنوياً. وأشار إلى أنه تم بناء 150 ألف فصل دراسي خلال السنوات العشر الماضية، وهو ما يعادل نحو ثلث إجمالي عدد الفصول الدراسية الموجودة حالياً.

وأشار الوزير إلى أن عدد الفصول الدراسية بلغ نحو 380 ألف فصل دراسي العام الدراسي الماضي، وتم إضافة 98 ألف فصل دراسي جديد هذا العام، مما ساهم في خفض الكثافة المتوسطة إلى أقل من 50 طالباً في الفصل الواحد، محققاً بذلك نسبة نجاح بلغت 99.9% في مدارس الدولة.

وأوضح الوزير أن 22 مدرسة فقط على مستوى الدولة لا تزال تعاني من الاكتظاظ، وأن هذه المشكلة سيتم معالجتها من خلال تعظيم الموارد المتاحة للدولة. وأكد أن الوزارة بالتعاون مع هيئة الإنشاءات التعليمية تستهدف إلغاء نظام الدوام المسائي نهائياً خلال عامين لضمان بيئة تعليمية أكثر استقراراً وفعالية.

وفي إطار جهود وزارة التربية والتعليم لمعالجة مشكلة نقص المعلمين، أكد الوزير محمد عبد اللطيف أنه تم اتخاذ عدد من الإجراءات العملية. وتشمل هذه الحلول، على وجه الخصوص، الاستفادة من معلمي المدارس من خلال زيادة ساعات التدريس مقابل الحصول على حوافز مالية، والاستفادة من خبرات المعلمين المتقاعدين، وتوظيف المعلمين المؤهلين.

وأشار الوزير أيضاً إلى التغيير في المناهج الدراسية والذي ساهم في توزيع الجدول الدراسي بشكل أفضل ويوفر حوالي 33 بالمائة من الهيئة التدريسية. وأكد أيضا على استكمال المبادرة الرئاسية بتعيين 30 ألف معلم سنويا لإعطاء دفعة جديدة للمنظومة التعليمية.

وفي هذا السياق، أكد الوزير أن الوزارة اتخذت خطوات ملموسة لتحسين أوضاع المعلمين، من بينها زيادة رواتب المعلمين وتفعيل صندوق المساعدة الاجتماعية.

وأضاف الوزير أنه تم افتتاح 98 ألف فصل دراسي جديد خلال العام الدراسي، وتم تمديد العام الدراسي من 23 إلى 31 أسبوعاً، أي ما يعادل 207 ساعات تدريسية سنوياً. وقد ساهم ذلك في تعويض ما يزيد عن 90% من العجز في جميع المواد، بل وأكثر من 99% في المواد الأساسية. مما ساهم في استقرار العملية التعليمية.

وأكد وزير التربية والتعليم التزامه بالمتابعة الميدانية المستمرة، مشيرا إلى أنه زار أكثر من 400 مدرسة في 24 محافظة خلال العام الدراسي لتقييم حالة العملية التعليمية والتواصل المباشر مع القادة والمعلمين والطلاب.

وفيما يتعلق بإعادة هيكلة التعليم الثانوي التي تم إعدادها قبل بدء العام الدراسي، أشار الوزير محمد عبد اللطيف إلى أن الشكل الحالي لنظام التعليم الثانوي يفرض عبئا كبيرا على الطلاب والمعلمين، حيث يتضمن 32 مادة دراسية على مدى ثلاث سنوات، وهو متطلب لا يتوافر في أي نظام تعليمي عالمي آخر. وأوضح أن عدد المواد الدراسية انخفض الآن إلى ما بين 6 و8 مواد فقط، حيث يتعلم التلاميذ 6 مواد من هذه المواد في الصفين الأول والثاني الثانوي، و5 مواد فقط في الصف الثالث الثانوي. ورافق هذا التغيير زيادة في عدد ساعات التدريس لكل مادة إلى ما يقرب من 100 ساعة في السنة. ويتماشى ذلك مع المعايير العالمية ويمكّن المعلمين من تقديم المناهج بشكل شامل، وبالتالي تعزيز مهارات الطلاب وتحصيلهم الأكاديمي.

وفي إطار جهود تطوير المناهج بما يتوافق مع المعايير الدولية، أوضح الوزير أنه اعتباراً من العام الدراسي المقبل سيتم توفير كتيب يحتوي على التقييمات والواجبات والأسئلة لإعداد الطلبة للفصول الدراسية.

وتحدث الوزير عن المدارس المصرية اليابانية، مؤكدا أنها من أفضل النماذج التعليمية في مصر. في العام الدراسي الحالي 2024/2025، تعمل 55 مدرسة في 26 محافظة، وتطبق أنشطة التاكاتسو، وهو نموذج تعليمي فريد ومميز.

وأكد وزير التربية والتعليم أن نقلة نوعية تجري في التعليم الفني، مشيراً إلى التوسع الكبير في مدارس التكنولوجيا التطبيقية، حيث سيرتفع عددها إلى 90 مدرسة مع بداية العام الدراسي المقبل. ويأتي هذا التوسع في إطار الشراكات الاستراتيجية مع القطاع الخاص ودول مثل إيطاليا وألمانيا وفرنسا.

واستعرض الوزير أهم المبادرات التي أطلقتها وزارة التربية والتعليم بالتعاون مع عدد من الوزارات ومؤسسات المجتمع المدني والمنظمات الدولية بهدف دعم صحة الطلبة وتحسين جودة العملية التعليمية. وتشمل هذه المبادرات مبادرة “عيون أطفالنا مستقبلنا” التي تهدف إلى اختبار بصر نحو سبعة ملايين طالب، و”البرنامج الوطني لتطوير محو الأمية” الذي يتم تنفيذه بالتعاون مع اليونيسف ويهدف إلى تحسين مهارات القراءة والكتابة الأساسية الضعيفة. وناقش أيضاً توسيع برامج التغذية المدرسية، التي استفاد منها أكثر من 13 مليون طالب، كجزء من الجهود الرامية إلى الوقاية من الأمراض المرتبطة بسوء التغذية مثل فقر الدم والسمنة والقزامة. ومن بين هذه المبادرات مبادرة “الوجبة الساخنة” التي تهدف إلى توفير وجبات غذائية مغذية للطلاب.

وأكد وزير التربية والتعليم أن الوزارة أولت اهتماما خاصا بتحسين البيئة المدرسية من خلال مبادرة غرس ورسم الأشجار في المدارس. خلال العام الدراسي الحالي، تم غرس الأشجار في أكثر من 17 ألف مدرسة وطلاء أكثر من 119 ألف فصل دراسي. ويأتي ذلك في إطار خطة أوسع لتحسين المناخ التعليمي في مختلف المحافظات، ويهدف إلى المساهمة في خلق بيئة أكثر جاذبية للطلبة.

وخلال اللقاء أجاب الوزير على أسئلة واستفسارات محرري الشؤون التعليمية في الصحف والمواقع الإلكترونية حول مختلف المواضيع التعليمية.


شارك