رحلة 91 عامًا من الفكرة إلى الإنجاز: تاريخ بطولة أوروبا من باريس إلى باريس

فاز باريس سان جيرمان بلقب دوري أبطال أوروبا للمرة الأولى في تاريخه بعد فوزه على إنتر ميلان الإيطالي 5-0، لينضم إلى سبع عواصم أوروبية أخرى هي مدريد، ولشبونة، وجلاسكو، وأمستردام، وبوخارست، وبلغراد، ولندن.
إلى جانب العواصم برشلونة وميونيخ وتورينو وليفربول، برزت العديد من المدن الأوروبية الأخرى بقوة في عالم كرة القدم، بفضل فرق تاريخية مثل ميلان بفريقيها المعروفين بالثورة الصناعية والفريق الأحمر التاريخي (يونايتد).
غابرييل هانوت وفكرة بطولة أوروبا
كانت فكرة إنشاء بطولة أوروبية للأندية أول من طرحها اللاعب والصحفي الفرنسي غابرييل هانو، الذي نشر مقالا بعنوان “التبادلات الدولية” في صحيفة “Le Miroir des Sports” الصادرة من العاصمة الفرنسية بتاريخ 20 نوفمبر/تشرين الثاني 1934.
وقال “مباريات المنتخبات الوطنية مهمة، لكن نتائج المباريات الدولية تعكس قيمة وجودة اللعبة في هذه الدول”.
وأعرب عن اعتقاده بأن إقامة مباريات بين أندية من بلدان مختلفة من شأنه أن يعزز العلاقات بين الأمم ويوسع دائرة المعارف بين الرياضيين.
في ديسمبر/كانون الأول 1934، منحت الصحف الفرنسية الكلمة لوسائل الإعلام والمحترفين الرياضيين لاقتراح أفضل صيغة لتنظيم بطولة أوروبا. قدم برنارد ليفي، رئيس نادي باريس لسباق السيارات، الاقتراح الأكثر جاذبية: تنظيم بطولة أوروبية مع إقامة المباريات في الداخل والخارج، باستخدام الطائرات كوسيلة نقل حديثة وسريعة.
أليست الطائرات جزءًا من حياتنا اليوم؟ تستغرق الرحلة إلى لندن ساعتين، وأمستردام ساعتين ونصف، وفيينا ست ساعات، وبودابست ثماني ساعات، وبوخارست اثنتي عشرة ساعة، كما قال ليفي في اقتراحه.
وتابع: “سيتم اختيار ستة عشر ناديًا من 16 دولة قبل 30 أبريل. وستُقام مباريات دور الستة عشر في الأسبوع الأول من مايو، يليها ربع النهائي والنهائي بعد أسبوع. وسيتم تحديد أماكن المباريات والقرعة”.
صنفت صحيفة ليكيب وهانو هذه الفكرة كرد فعل على إنجلترا
وبعد عشرين عامًا، نشرت صحيفة الديلي ميل مقالات بعد المباريات الودية الدولية بعنوان “ولفرهامبتون أصبح الآن بطل العالم”. تراجع غابرييل هانوت عن اقتراحه القديم، ردًا على صحيفة “ليبي”: “لا، وولفرهامبتون لم يُتوّج بطلًا للعالم بعد. قبل إعلان عدم هزيمته، دعه يذهب إلى موسكو وبودابست. هناك أيضًا أندية عالمية مثل ميلان وريال مدريد”.
وتابع: “يجب على الأندية أن تبدأ بفكرة كأس العالم أو على الأقل بطولة أوروبية أكثر أهمية من كأس ميتروبا (كأس أوروبا الوسطى). دعونا نجازف”.
اقترح ديك دي رايسفايك، رئيس قسم كرة القدم في صحيفة ليكيب الفرنسية، نسخة جديدة من كأس أوروبا، حيث تقام بطولة في منتصف البطولة بمشاركة ممثل واحد من كل دولة.
تم رفض الاقتراح الفرنسي بشكل قاطع من قبل الإنجليز، الذين وصفوا المنافسة الجديدة آنذاك بأنها مجرد “تسلية وترفيه”، حيث حظر الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم على تشيلسي المشاركة.
ولكنه حظي بدعم قوي من شخصيات ومنظمات مؤثرة في عالم كرة القدم، مثل رئيس ريال مدريد سانتياغو برنابيو والاتحاد المجري لكرة القدم.