الرئيس اللبناني يتحدث من مصر: اكتشف كيف يمكن تجديد علاقتنا وإقامة سلام عادل من خلال مصالحنا المشتركة

في كلمته خلال لقائه الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس جمهورية مصر العربية، أشاد رئيس الجمهورية اللبنانية بمتانة العلاقات التاريخية بين البلدين، قائلاً: “السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس جمهورية مصر العربية، أخي العزيز… ذاكرة الشعوب هي موطن الحقيقة الصادقة والعميقة. عندما يقولون إن مصر أم الدنيا وبيروت أم الدنيا، فإنهم يؤكدون للعالم أننا إخوة، منذ الأزل وإلى الأبد”.
وأضاف الرئيس اللبناني أن الأخوة بين البلدين تعود إلى زمن بعيد، مشيراً إلى نقش في معبد الكرنك يتحدث عن مدينة جبيل قبل أكثر من ثلاثة آلاف عام. وتابع: “وفي قلوبنا جميعا نقوش أخوتنا التي ستبقى لآلاف السنين القادمة”.
وأكد أن بيروت ومصر اتحدتا على مدى عقود من الزمن برغبتهما في الحرية، متذكراً كيف “فاضت بيروت بالأدب والصحافة والسياسة على ضفاف النيل عندما صمت الكتاب هناك، وكيف غطت بيروت بالسواد يوم احترقت القاهرة”.
وتابع الرئيس اللبناني مؤكدا أن هذه الأخوة “هي بين أيدينا اليوم” وأن تجديدها يتطلب ترسيخ مفهوم عروبة المستقبل وليس عروبة الماضي. وقال: “يجب علينا ضمان مصالح شعوبنا في العصر الثوري الذي يتطور في الوقت نفسه”.
وفي هذا السياق دعا إلى “إقامة نظام للمصالح العربية المشتركة”، وأوضح أن أحد ركائز هذا النظام سيكون “إنشاء هيئة تنظيمية للمصالح المشتركة لبلداننا وشعوبنا والسعي إلى إنشاء سوق إقليمية مشتركة تبدأ بين بلدين ثم تمتد إلى الجميع”.
وأكد الرئيس اللبناني أن “السلام الدائم لا يمكن أن يبنى إلا على العدل، والعدل يعني إعطاء كل حق لكل أصحابه”، في إشارة إلى “مبادرة بيروت للسلام عام 2002”. وأكد أيضاً التزام لبنان بتجسيد هذا السلام وضمان قيام الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة ومحاربة التطرف والفقر والتهميش.
وفيما يتعلق بالوضع في جنوب لبنان، أكد فخامته “موقف لبنان الثابت والعادل، والذي يتمثل في التزامه الكامل بالقرار الدولي رقم 1701، لدعم سيادة لبنان وسلامة أراضيه”. وشدد على “أهمية دور قوات اليونيفيل وضرورة وقف الأعمال العدائية التي تقودها إسرائيل والعودة إلى اتفاق وقف إطلاق النار لعام 1949”.
ودعا المجتمع الدولي أيضاً إلى “تحمل مسؤولياته وإلزام إسرائيل بتنفيذ الاتفاق الذي تم التوصل إليه برعاية أميركية وفرنسية في 26 تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، والانسحاب من كل الأراضي اللبنانية وإطلاق سراح كل الأسرى اللبنانيين”.
وفيما يتعلق بالشأن السوري، أكد الرئيس اللبناني حرص بلاده على “أفضل العلاقات مع الجارة سوريا” وأهمية التنسيق المشترك، خاصة فيما يتعلق بقضية النازحين السوريين. وشدد على ضرورة ضمان عودتهم الآمنة والكريمة إلى بلادهم من خلال إنشاء لجان مشتركة بين الحكومتين.
كما رحب بقرار “رفع العقوبات عن سوريا” وأعرب عن أمله في أن “يساهم ذلك في تعافي البلاد واستقرارها في المنطقة”.
وأكد أن لبنان كان دائمًا رائدًا في تطوير الأفكار البناءة، قائلاً: “ميزته الفريدة هي شعبه… وقيمته المضافة هي الحرية والتعددية. واليوم نواجه تحدي بناء السلام في منطقتنا بأكملها، ونحن مستعدون له”.
وأكد: “السلام المستقر والدائم لا يمكن أن يتحقق إلا من خلال العدالة، ونحن على ثقة بأنه بفضل مساعدتكم وبفضل صوت مصر فإن العالم الذي يسعى للسلام سيسمع ويستجيب لصوتنا”.
وعبر الرئيس اللبناني عن عميق امتنانه للرئيس عبد الفتاح السيسي، قائلا: “أتوجه بخالص الشكر لكم شخصيا ولمصر الحبيبة كلها على كل ما فعلتموه.. وشكرا أكبر لكل ما ستفعلونه، أكثر كل يوم”.