اللقاء الحاسم بين الرئيس السيسي والرئيس اللبناني: تفاصيل جلسة مباحثات مثيرة!

استقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم، الرئيس اللبناني جوزيف عون في قصر الاتحادية، حيث جرت مراسم استقبال رسمية، عزف خلالها السلامان الوطنيان للبلدين.
وأوضح المتحدث الرسمي باسم رئيس الجمهورية أن الرئيسين عقدا لقاء مغلقا أعقبه جولة مباحثات موسعة بمشاركة وفدين من البلدين. وناقش الجانبان سبل تعزيز العلاقات الثنائية، وخاصة في مجالات الاقتصاد والبنية التحتية والطاقة وإعادة الإعمار. كما تناولت المباحثات آليات دعم استقرار لبنان الشقيق واستعادة الأمن والسلام الإقليمي في ظل التحديات الكبرى التي تواجه المنطقة.
وأضاف المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية السفير محمد الشناوي، أن الرئيسين عقدا مؤتمرا صحفيا لاستعراض نتائج المحادثات. وفيما يلي نص كلمة الرئيس خلال المؤتمر الصحفي:
بسم الله الرحمن الرحيم
أخي العزيز فخامة الرئيس العماد جوزيف عون،
السيد رئيس جمهورية لبنان الشقيقة،
سيداتي وسادتي،
أبدأ كلمتي بالترحيب بأخي فخامة الرئيس جوزيف عون، رئيس الجمهورية اللبنانية، الذي يحل ضيفاً عزيزاً في بلده الثاني مصر. وتكتسب هذه الزيارة رمزية خاصة لأنها تجسد قوة العلاقات التاريخية والاستراتيجية بين بلدينا وتعكس رابطة استمرت عبر القرون، حيث مثلت مصر ولبنان على الدوام نموذجا فريدا للأخوة العربية الحقيقية.
ضيوفنا الأعزاء،
وتأتي زيارة الرئيس عون في وقت حساس وفي ظل ظروف إقليمية بالغة التعقيد، وتؤكد عمق ومتانة العلاقات المصرية اللبنانية على كافة المستويات. ويعكس أيضًا العلاقات الوثيقة بين الشعبين والحكومتين.
لقد أتاحت لنا مناقشاتنا اليوم فرصة ثمينة لتبادل وجهات النظر مع أخي فخامة الرئيس حول سبل تعزيز التعاون بين بلدينا، وخاصة في المجالات الاقتصادية والتجارية.
وأكدنا التزامنا بدعم جهود إعادة الإعمار في لبنان من خلال الاستفادة من الخبرة المصرية الرائدة في هذا المجال.
وأكدت أيضاً موقف مصر الثابت في دعم لبنان، سواء في تحقيق الاستقرار الداخلي أو في الحفاظ على سيادته الكاملة، ورفضنا القاطع للانتهاكات الإسرائيلية المتكررة للأراضي اللبنانية واحتلالها لأجزاء منها.
وفي هذا الإطار تواصل مصر جهودها واتصالاتها المكثفة مع مختلف الأطراف الإقليمية والدولية لحث إسرائيل على الانسحاب الفوري وغير المشروط من كافة الأراضي اللبنانية، والالتزام باتفاق وقف الأعمال العدائية، وتنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 1701 بشكل كامل ومتزامن دون انتقائية، وبما يضمن بسط سيادة الدولة اللبنانية على أراضيها، ويعزز دور الجيش اللبناني في تأكيد نفوذه جنوب نهر الليطاني.
واليوم أجدد دعوتي للمجتمع الدولي لتحمل مسؤولياته في إعادة إعمار لبنان. وأحث المنظمات الدولية والهيئات المانحة على المشاركة الفعالة في هذه الجهود لضمان عودة لبنان إلى مساره الطبيعي وتحقيق السلام والتعايش والمحبة في المنطقة.
سيداتي وسادتي،
كما تركزت محادثاتي مع أخي فخامة الرئيس عون على التطورات في قطاع غزة. وأكدنا على ضرورة وقف العدوان على قطاع غزة فوراً واستئناف اتفاق وقف إطلاق النار وإطلاق سراح كافة الأسرى والمعتقلين. وفي الوقت نفسه، كان علينا أن نضمن وصول المساعدات الإنسانية على الفور لتلبية الاحتياجات الأكثر إلحاحاً للمدنيين الأبرياء في قطاع غزة. وأكدنا أيضاً موقف مصر ولبنان الثابت والداعم للقضية الفلسطينية، ورفضنا لكل محاولات تهجير الفلسطينيين أو القضاء على قضيتهم العادلة.
ومن هذا المنبر ندعو المجتمع الدولي إلى حشد الجهود والموارد الدولية لتنفيذ خطة إعادة إعمار غزة دون تهجير سكانها، والسماح للسلطة الفلسطينية بالعودة إلى قطاع غزة، والعمل على توسيع الاعتراف الدولي بالدولة الفلسطينية على حدود الرابع من حزيران/يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية. وهذا الطريق وحده هو القادر على ضمان السلام والاستقرار الدائمين في المنطقة.
وتناولت مناقشاتنا أيضًا القضايا الإقليمية الملحة، وخاصة الوضع في سوريا الصديقة. وأكدنا مجددا دعمنا الكامل للشعب السوري الشقيق، وشددنا على أن العملية السياسية خلال المرحلة الانتقالية يجب أن تكون شاملة وليست إقصائية، مع مواصلة جهودنا في مكافحة الإرهاب ورفض أي مظهر من مظاهر الطائفية أو الانقسام.
وأكدنا أيضا إدانتنا للاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على السيادة السورية، وضرورة انسحاب إسرائيل من الأراضي السورية المحتلة، واحترام سيادة سوريا ووحدة أراضيها.
أخي فخامة الرئيس، في ختام كلمتي، أؤكد لكم أن مصر ستقف إلى جانب لبنان الشقيق، ومعكم يا فخامة الرئيس، ومع الحكومة اللبنانية في كل ما من شأنه الحفاظ على استقرار لبنان وسيادته، وبما يلبي تطلعات شعبه الكريم. فلنعمل معًا على تعزيز علاقاتنا الثنائية في كافة المجالات حتى يتمكن لبنان من استعادة دوره السابق كمنارة للثقافة والتنوير في الشرق الأوسط والعالم العربي.
وكان التواصل بين مصر ولبنان إيجابيا وهادفا إلى التنمية والحضارة. كان هناك تواصل بين المصريين القدماء والفينيقيين. وفي العصر الحديث، كانت مصر من أوائل الدول التي أقامت علاقات مع لبنان في أربعينيات القرن العشرين. شهدت مصر ولبنان جهوداً مشتركة في مجالات الثقافة والكتابة والشعر خلال السنوات الأخيرة. سيدي الرئيس، نحن ندعمك ونتمنى لك كل التوفيق.