بغداد تشهد إعلان العرب عن عهد جديد للتعاون والتقدم

في ختام القمة العربية الرابعة والثلاثين والقمة العربية الخامسة التنموية والاقتصادية والاجتماعية، اللتين عقدتا في العاصمة العراقية بغداد، أشاد رؤساء الدول والملوك والرؤساء العرب بالمبادرات الرائدة للجمهورية العراقية، مؤكدين أنها تشكل ركيزة أساسية لإحداث نقلة نوعية على مسار العمل العربي المشترك، وتجسد روح التضامن والتكامل بين الدول العربية.
وأشاد القادة العرب باستضافة العراق للقمتين، وأعربوا عن تقديرهم للتقدم المحرز في التنمية الاقتصادية، وكذلك الدور الفاعل الذي يلعبه العراق في دعم اهتماماته وتعزيز التعاون العربي في مختلف المجالات.
وأشار إعلان بغداد الذي صدر في ختام القمة إلى أن العراق أطلق عدة مبادرات، أبرزها إنشاء الصندوق العربي لدعم جهود التعافي وإعادة الإعمار في أعقاب آثار الأزمة. وأعلنت حكومة جمهورية العراق عن تبرعها بمبلغ 40 مليون دولار لصندوق الأمم المتحدة للسكان. ومن هذا المبلغ، سيتم تخصيص 20 مليون دولار أميركي لدعم الجهود الإنسانية وإعادة الإعمار في قطاع غزة، و20 مليون دولار أميركي لدعم جهود إعادة الإعمار في الجمهورية اللبنانية.
وتضمنت المقترحات العراقية أيضاً مبادرة لدعم الشعب السوري أطلق عليها “الميثاق العربي”، والتي تهدف إلى تعزيز الانتقال السياسي الشامل في سوريا وإقامة نظام ديمقراطي يضمن الحقوق والحريات. ودعت أيضًا إلى عقد مؤتمر دولي بهدف إعادة إعمار سوريا وتمكين العودة الآمنة والكريمة للنازحين واللاجئين.
ورحب إعلان بغداد بدعوة العراق للمشاركة في مشروع طريق التنمية، ووصفه بأنه مشروع استراتيجي يربط الدول العربية بالأسواق العالمية ويساهم في تعزيز التكامل الاقتصادي الإقليمي. وأعلنت بغداد أيضاً عن إطلاق مشروع إصلاح اقتصادي عربي شامل للعقد المقبل، يهدف إلى بناء منطقة اقتصادية عربية متكاملة وتنافسية تعزز الشراكات بين القطاعين العام والخاص وتأخذ في الاعتبار أبعاد العدالة الاجتماعية والاستدامة البيئية.
وفي مجال الأمن الغذائي، تم إطلاق مبادرة لتعزيز إنتاج الحبوب في المنطقة من خلال سياسة زراعية ومائية مدروسة تعتمد على البحث العلمي والتخطيط المستدام، بما يضمن استدامة الموارد للأجيال القادمة.
وفي المجال التكنولوجي، قدم العراق مبادرات رائدة في مجال الذكاء الاصطناعي، منها إنشاء مركز عربي متخصص في بغداد، وإطلاق مبادرة للبحث العلمي والتقنيات المتقدمة تساهم في تحسين الأمن الرقمي وتطوير المعرفة وفق معايير أخلاقية تحترم خصوصية المجتمعات العربية.
واقترح العراق أيضاً تشكيل تحالف عربي لحماية الموارد المائية ومواجهة تحديات ندرة المياه وتغير المناخ وضمان الحقوق المائية للدول العربية في إطار الأمن القومي العربي.
وفي المجال البيئي أعلنت بغداد عن مبادرة عربية لمكافحة التغيرات المناخية انطلاقا من الواقع البيئي العربي. كما تم إنشاء مركز لحماية البيئة من مخلفات الحرب، والذي يهدف إلى مساعدة البلدان المتضررة من النزاعات المسلحة في إزالة الألغام ومخلفات الحرب.
وفي إطار الأمن والاستقرار، تم طرح مقترح إنشاء مركز عربي لمكافحة الإرهاب والوقاية من التطرف العنيف يكون مقره في بغداد. كما وفرت الموارد اللازمة لإنشاء ودعم، ودعت إلى إنشاء فضاء تنسيق أمني عربي مشترك مهمته توحيد الرؤية الأمنية لمواجهة التحديات الإقليمية. وتضمنت المبادرات الأمنية أيضاً إنشاء مركزين متخصصين لمكافحة المخدرات والجريمة المنظمة، نظراً للحاجة الماسة إلى أن تصبح الدول العربية أكثر قدرة على مكافحة هذه الظواهر العابرة للحدود.
وتضمنت المبادرات أيضا اقتراحا لتكثيف التعاون مع مجموعة العمل المالي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا (مينافاتف) في مكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب والأنشطة المالية غير المشروعة.
وفي المجال الثقافي والاجتماعي، دعا العراق إلى إنشاء مجلس عربي للتواصل الشعبي والثقافي لتعزيز التفاهم بين الشعوب العربية وتعزيز الروابط الأخوية.
وتُوجت المبادرات العراقية بتقديم مقترح عربي لتوفير ملاذات آمنة للمتضررين من الكوارث والصراعات وتحسين الأمن السكني في الدول المتضررة من خلال إنشاء صندوق لدعم مشاريع الإسكان وإعادة الإعمار في المناطق المنكوبة.
وأكد القادة العرب أن المبادرات العراقية تمثل رؤية شاملة لمواجهة التحديات المشتركة وخطوة مهمة نحو تطوير آليات العمل العربي المشترك لتحقيق التنمية والاستقرار والازدهار لشعوبها.