بابا فليك.. مدرب ألماني يقود برشلونة نحو القمة بابتسامة مميزة

منذ 7 ساعات
بابا فليك.. مدرب ألماني يقود برشلونة نحو القمة بابتسامة مميزة

إذا سألت أي مشجع لنادي بايرن ميونيخ عما إذا كان قد رأى هانسي فليك يبتسم من قبل، فسوف يستغرق الأمر وقتًا طويلاً حتى يتذكر المدرب الألماني ابتسامة واحدة فقط.

ولم يبتسم فليك حتى عندما سحق بايرن ميونيخ برشلونة 8-2 في ربع نهائي دوري أبطال أوروبا 2019-2020، وربما ابتسم فقط عندما تغلبوا على باريس سان جيرمان في النهائي.

الوضع مع برشلونة مختلف تماما. ترى أنه يضحك، ويركض للاحتفال بالانتصارات والألقاب، وهذا أمر مدهش.

ظهرت نسخة ألمانية جادة من فليك خلال فترة فليك مع بايرن، ربما بسبب خلافاته المستمرة مع الإدارة بشأن الانتقالات.

واستمر الوضع على هذا المنوال بعد فترة سيئة للمنتخب الألماني، الذي شهد خروجا مبكرا من دور المجموعات في كأس العالم 2022.

وعندما تولى فليك البالغ من العمر 60 عاما مسؤولية تدريب برشلونة، أدرك أن اللاعبين يحتاجون إلى “أب” وليس مدربا، نظرا للعدد الكبير من اللاعبين الشباب في الفريق.

ورأى فليك في برشلونة بوابة للعودة وإثبات جدارته كمدرب، ووجد منجم أحلامه في لا ماسيا.

الاختلافات الجوهرية

يعتمد برشلونة عادة على التمريرات القصيرة لخلق المساحات، في انتظار فرصة لمس خصومه.

خلال فترة تشافي، طور المنافسون أسلوبًا دفاعيًا لمواجهة برشلونة، وفاز فريقه بلقبين فقط في ثلاثة مواسم: لقب الدوري وكأس السوبر الإسباني في 2023.

ويعاني الفريق في دوري أبطال أوروبا، حيث خرج من دور المجموعات مرتين ووصل إلى ربع النهائي العام الماضي بعد هزيمة ثقيلة أمام باريس سان جيرمان.

مع غياب فليك عن التدريب منذ رحيله عن ألمانيا، فتح برشلونة الباب أمام مدرب يحب كرة القدم الهجومية ولكن بنهج مختلف عن أسلوب “تيكي تاكا” التقليدي.

أسلوب فليك في الضغط بشكل مكثف على المنافسين، واستعادة الكرة بأسرع ما يمكن واللعب مباشرة نحو المرمى مع الحد الأدنى من التمرير، يشبه أسلوب يورجن كلوب، المدير الفني السابق لليفربول.

ويختلف نهج فليك أيضًا عن نهج المدرب السابق لبرشلونة تشافي هيرنانديز. وفرض اللاعب الإسباني السابق عقوبات مالية، في حين تعامل نظيره الألماني مع الأمر من منظور “أبوي”.

وقال لاعبو برشلونة إن تأخر فليك عن التدريبات في بداية الموسم كان محاولة لحرمان اللاعب من هوايته المفضلة، وأبلغوه بأنه سيتم استبعاده من التشكيلة الأساسية.

إعادة الاكتشاف

مع اقتراب نهاية فترة تشافي مع برشلونة، اعتقد المشجعون أنه لا توجد طريقة لتطوير المزيد من اللاعبين وأن النادي لن يكون قادرًا على الهروب من الأزمة المالية.

وكان لدى فليك رأي مختلف، حيث رفض إينيجو مارتينيز أن يكون مدافعًا كان ينبغي أن يدخل في التشكيلة الأساسية للفريق إلى جانب الشاب باو كوبارسي.

ونجح فليك أيضًا في إعادة اكتشاف جول كوندي وفيران توريس وفرينكي دي يونج، ولكن الأهم من ذلك، رافينيا، الذي كان قريبًا من الرحيل لو لم يلتقِ بالمدرب الألماني.

ولعب أداء بيدري المحسن دورا رئيسيا في المستوى الحالي لبرشلونة هذا الموسم، حيث لم يكن أمام فليك أي خيار سوى منح اللاعب الرائع لامين يامال حرية التصرف بعد أن قاد إسبانيا إلى مجد بطولة أوروبا الصيف الماضي.

وكان تصعيد مارك كاسادو وهيكتور فورت وجيرارد مارتن من برشلونة ب إيجابيا، وهو ما أكد قدرة فليك على تطوير اللاعبين الشباب.

ماذا بعد؟

ربما كان مشجعو برشلونة يحلمون بالمنافسة على لقب الدوري قبل بداية الموسم، لكن حلم دوري أبطال أوروبا انتهى تماما، خاصة بعد انضمام كيليان مبابي إلى ريال مدريد.

بدأ برشلونة الموسم بخمسة انتصارات في الدوري، لكن الخسارة أمام موناكو في دوري أبطال أوروبا جعلت الجميع يشعرون بالإحباط.

قد تكون الفترة من 23 إلى 26 أكتوبر/تشرين الأول نقطة التحول الأولى في موسم برشلونة، حيث فاز الفريق 4-1 على بايرن ميونخ، ثم هزم ريال مدريد 4-0 في سانتياغو برنابيو.

لكن برشلونة أنهى عام 2024 بعلامة طفيفة بسبب الإصابات، وفقد الصدارة وتراجع إلى المركز الثالث، بفارق ست نقاط خلف أتلتيكو مدريد المتصدر وخمس نقاط خلف ريال مدريد صاحب المركز الثاني.

وقاد فليك يونايتد إلى صدارة الدوري في 2025، وفاز بكأس السوبر الإسباني ووصل إلى ربع نهائي دوري أبطال أوروبا لأول مرة منذ 2019، قبل أن يرحل إلى إنتر ميلان حيث تعرض لهزيمة ثانية أمام ريال مدريد.

والسؤال الرئيسي لجماهير برشلونة هو ما إذا كان فليك يستطيع تكرار الإنجاز في الموسم المقبل أو أن يصبح بطل الدوري المحلي بعدما حقق سداسية فقط في موسمه الأول، خاصة في ظل فشله في موسمه الثاني مع بايرن.


شارك